آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:16 م

كتابات واقلام


يموتون وهمو معتصمون !!

الثلاثاء - 22 سبتمبر 2020 - الساعة 03:52 م

د. عبده يحي الدباني
بقلم: د. عبده يحي الدباني - ارشيف الكاتب


ما هذا الذي يحدث في وطني الجنوب المفدى ؟
إنني أجد جمودا وركودا يخيمان على المشهد السياسي الجنوبي ، وفي الوقت ذاته أرى جنودا وحشودا تتربص بجنوبنا وبعاصمتنا العظيمة عدن ، وأرى خلايا الإرهاب تجوس خلال الديار . وصرنا كما قال المتنبي :-
أنا الغني واموالي المواعيد.

لاشك أننا متفائلون وواثقون بنصر الجنوب ، فرحمة الله قريب من المحسنين ، لهذا علينا أن نحسن وأن نعمل بالأسباب وأن نراجع سياستنا ومسيرتنا من وقت إلى آخر فالسياسة خيارات وتجارب وبدائل مختلفة ومصالح متبادلة في ظل التمسك بالهدف الاستراتيجي لشعبنا وطلعيته السياسية الحاملة لقضيته والقائدة لمسيرته .
فهل عرفنا أصدقاءنا حق المعرفة ؟ وهل أدركنا مايخطط لنا العدو؟ وماذا يريد منا الحليف؟ ، وماذا وراء هذه المعمعة التي يتلبسها الغبار حينا والظلام احيانا .
إن الركون إلى خيار واحد وحليف واحد في عالم السياسة المتلاطم يعد سذاجة سياسية، وبرءاة وعصامية لم يعد لهما في عالم السياسة اي وزن .
إن البيض الذي وضعناه في سلة واحدة قد تكسر، ولم نستطع أن ننتفع به بعد ذلك لأننا من غير كهرباء !
من المسؤول عما يحدث لشعبنا كل يوم من تعذيب حد الموت :- انقطاع رواتب ، وانقطاع كهرباء ، وانقطاع مياه ، وانقطاع تعليم ، وانهيار عملة ، وغلاء فاحش ، وتربص امني وعكسري ، وحرب إعلامية شعواء ، وقتل وتشريد وسجون وإرهاب وقمع في المناطق التي تحتلها مليشيات الإخوان تحت يافطة الشرعية في شبوة ووادي حضرموت والصحراء .

ماهذا الذي يحدث لشعبنا ؟ خرجنا نريد استعادة دولتنا الجنوبية كحق مشروع سماوياً وارضياً فإذا باعداء حريتنا واستقلانا يقطعون أنفاسنا وماءنا وخبزنا وضياءنا وأمننا ويتربصون بنا الدوائر . خرجنا في ظل نظام الهالك عفاش نريد استعادة دولتنا الجنوبية بعد اغتيال الوحدة وقتلها بجنابي صنعاء وما حولها ولم نخرج نطالب بالماء والكهرباء والرواتب فقد كانت متوفرة إلى هذا الحد او ذاك ، فجاء من نسميهم حلفاء وشركاء فزادوا الطين بلة ، فنحن نحفر خنادق من أجل نقاتل إلى جانبهم وهم يحفرون لنا قبوراً لكي يدفنونا فيها أحياء ويعملون على تمكين اعدائنا منا جهاراً نهاراً ويقولون لنا اصبروا وانتظروا فماذا ننتظر يا ترى ؟ مثل ذلك الذي يمسكك ويترك غريمك يضربك عيني عينك على مشهد من الناس وبعد ذلك يجعل نفسه الوسيط بينك وبين غريمك وهو الذي مكنه منك واعطاه عصاه .
ما هذا الذي يحدث لشعبنا في الجنوب ؟ اما من خروج من هذا النفق الذي وضعنا حلفاؤنا داخله خدمة لأعدائنا وخدمة لمصالح الحلفاء ومصالح من خلفهم . ماذا يراد لنا وبنا ومنا ؟ وأين ما نريد نحن لأنفسنا وماهو سبيلنا إلى ذلك ؟
لقد عاهدنا شعبنا منذ أن قامت ثورته السلمية اننا منه وإليه، لقد جردنا أقلامنا في سبيله ومواقفنا في صفه وسألنا الله تعالى أن نكون من الذين تواصوا بالحق وتواصوأ بالصبر بعد الإيمان به سبحانه . فالشعب هو الذي فجر الثورة وهو صاحب المصلحة فيها قبل أن تكون هناك قيادة موحدة وقبل أن يظهر هناك اي حليف إقليمي ، فالشعب هو الذي فوض القيادة وحدد لها المسار والهدف . وإن ولاءنا للقيادة السياسية هو امتداد لولائنا لشعبنا وليس لسواد عيون القيادة او لمصالح ضيقة تربطنا بها ، ولا نزال نثق بقيادتنا ونواليها ولكننا نطالبها اليوم بأن تضاعف جهدها وحركتها وتفعل طاولة الشطرنج امامها لكي تخرج شعبنا من هذا الحصار الخانق فعليها مسؤولية وطنية وأخلاقية أمام شعب الجنوب. اما الشرعية فهي عدو متربص وهي شريك في هذا الحصار واما قائدة التحالف فقد جعلت التحالف ضدنا فهي تضمر شيئا وتعلن شيئا آخر ، ولعلها تسعى إلى إضعاف كل الأطراف على الساحة الملتهبة ، ولكن ماذا نعمل لقوى الشمال التي لاتجيد الحرب إلا جنوبا حتى اذا انهزمت ، فإذا تقاتلوا في الشمال ادخلونا في معمعتهم واذا اتفقوا اتفقوا على محاربتنا ، حتى جاء من خلف الحدود من يعصف بالجميع مستخدما الجميع ضد الجميع .
اجل ياسيد الأذناب
نحن خير اذنابك
ومسؤولون في صنعاء
وفراشون في بابك
رحم الله البردوني .

فالذنب يبقى ذنبا وان كانت له أذناب.
هاهم رجال الجيش الجنوبي وكوادره يلتحفون السماء ويستجدون خبزهم وخبز أطفالهم من قائدة التحالف التي بخلت به بل اوقفته عمدا وعدوانا، كما اوقفت امورا أخرى كثيرة في سبيل تركيع شعبنا .
هاهم معتصمون حتى الموت ولكن لاحياة لمن تنادي ولا مشاعر ولا إحساس ولا إنسانية ولا نخوة ولا أخوة ولا ضمائر حية . هؤلاء المعتصمون من جيشنا الجنوبي خرجوا منذ عقد ونيف يطالبون بدولتهم الجنوبية ورؤوسهم مرفوعة ورواتبهم غير مقطوعة ، فدار بهم الحال وبنا جميعا إلى المطالبة برواتبهم لاغير ونحن عما قريب سنلتحق بموكبهم في الاعتصام والثورة الصاعدة .
وها هو الطيار العريق عبد العزيز الصبيحي يلفظ أنفاسه معتصما تحت وهج الصيف الشديد عند مخيمات الاعتصام قريبا من معسكر التحالف الذي داخله الراحة وخارجه العذاب. كأني بروحه الطاهرة تحلق كما كانت طائرته تحلق ذات يوم في سماء الجنوب المسلوب ، كأني بروحه تحلق فوق مخيم الاعتصام ثم ترتفع فوق عدن كلها ثم فوق أرض الجنوب وهكذا تنطلق مرتفعة حتى ترى الكرة الأرضية بحجم كرة القدم ، وتدخل في رحاب الله القادر على كل شيء ، تسبح في فضاء من الحب والحنان والأمان والحرية والنور والكمال المطلق .
لقد سلبته شرعية ٩٤ طائرته ومنصبه وابقت على راتبه فجاءت شرعية ٢٠١٥م وتحالفها او قل تحالف ٢٠١٥م وشرعيته فسلبوه راتبه منذ شهور طويلة واخيرا خلفوه جثة هامدة مسجاة فوق تراب عدن المتلهب، فلعنة الله على الظالمين .

إننا نملك طيارين من غير طائرات بينما الأعداء وحلفاؤهم يملكون طائرات من دون طيار.
ولكن قضيتنا ستبقى الأقوى وسيبقى شعبنا هو صمام أمان انتصارها بعد المولى تعالى.

د عبده يحيى الدباني.