آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 05:30 م

كتابات واقلام


غباء الحمير أحياناً

الإثنين - 12 أكتوبر 2020 - الساعة 09:41 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


يحكى ان كاهن فرنسي أسمه جان بوريدان كان يملك حماراً، وكان الحمار يعاني من الجوع والعطش الشديدين في نفس الوقت.
وضَعه صاحبه الكاهن على مسافة متساوية من مكانين أحدهما فيه الماء، و الثاني فيه الغذاء، و كان الهدف من الكاهن ان يفهم قمة ذكاء الحمار، و كانت النتيجة عندما يقترب الحمار من الماء يتذكر انه جائع، فيذهب للأكل، و عندما يصل للأكل يتذكر انه عطشان و يذهب للغذاء.
مات الحمار من التذبذب و مات بلا أكل و لا ماء.
تردٌد الحمار و ليس غبائه هو من أهلكه، فلم يعرف تحديد أولوياته، و لم يتخذ قراراً حازماً عن ما هي اولوياته..!!
...
تردد و تذبذب جماعة الإصلاح في الشرعية في مفاوضاتها مع الإنتقالي سببها انها لا تعرف كيف تتفق مع الانتقالي على بدء تنفيذ الاتفاقية، و تقول للتحالف من هنا نبدأ.
الشرعية و ممثليها في المفاضات لديهم عقدة أزلية كما هو مبدأ الأخون المسلمين يريدون البدايات تكون صفرية، و ينتهون بنهايات غير محددة.
وقّعوا على إتفاقية الرياض، ثم تراجعوا و طالبوا بتعديل تسلسل البنود ليصبح البند العسكري أولاً، و بعد ضغط التحالف يرضخون، ثم يتباطأون ثم يقبلون بتعيين محافظاً لعدن، ثم يضعون امامه العراقيل، ثم يطالبون الإنتقالي بتسليم السلاح، و يأتيهم السؤال الصاعق لمن نسلمه؟ يقولون للشرعية، قمة السذاجة، كيف للإنتقالي ان يسلم سلاحه للجيش الذي يحاربه و يحشد قواته لإحتلال عدن.
فلسفتهم هذه و ترددهم و تذبذبهم ستجعلهم يخسرون و ينتهون كما انتهى الإخونج في مصر و السودان و تونس و ليبيا، و قريباً في اليمن.
الخلاصة:
ــــــــــــــــــــــــــ
قال إينشتاين:
الغباء هو فعل نفس الشيئ مرتين بنفس الأسلوب و نفس الخطوات، و تنتظر نتائج مختلفة..!!
د. علي محمد جارالله