آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


لبيك يا أبين لبيك يا شبوة يا ارضنا الحرة!!

الخميس - 19 نوفمبر 2020 - الساعة 11:01 م

د. عبده يحي الدباني
بقلم: د. عبده يحي الدباني - ارشيف الكاتب


حين يفشل الحوار والتفاوض بين الأطراف المتصارعة سياسيا يتجه الوضع إلى الحرب وأحيانا يتعمد طرف من الأطراف إفشال هذا التفاوض والحوار واي اتفاق بتفجيره الحرب.

ومايحدث في الشيخ سالم وقرن الكلاسي والطرية في أبين الحبيبة هو سعي المعتدين الغزاة في كل مرة لتفجير الوضع عسكرياً لإفشال اي تقارب بين شرعية الرئيس عبدربه منصور و المجلس الانتقالي الجنوبي لأن هذه الشرعية باتت موبوءة بإخوان اليدومي والزنداني والأحمر وغيرهم الذين يمثلون أذناب قطر وتركيا في جنوب الجزيرة العربية وهكذا فإن أطراف الشرعية متهاوية ومتهالكة ؛ تحسبهم جمعيا وقلوبهم شتى ، اختلفت القلوب والدروب لكنها اتفقت على غزو الجنوب بحيث بات اي اتفاق مع هذه الشرعية المهترئة ضربا من المستحيل فإذا وافق طرف منهم أعترض الطرف الآخر فأصبح كل طرف يبحث عن مصالحه الضيقة ومواليا طرفا إقليميا او دوليا بعيدا عن مصلحة البلاد وأهلها في الشمال والجنوب التي تطحنها رحى الحرب منذ ست سنوات عجاف . وما دخل الإخوان في شيء إلا افسدوه!
لقد وافق الجنوبيون على اتفاق الرياض مع أنه لا يلبي طموحهم السياسي ولكن باعتباره وسيلة مؤقتة إلى محطات سياسية قادمة وخطوة للامام وخطوتين إلى الخلف كما تعلمنا في الفلسفة الاشتراكية؛ ولكن أطراف الشرعية ظلت وضلت بين معترض ومتردد ومضطر ومتربص ومقاليد أمرهم في يد غيرهم . ومع إن الحرب ليست نزهة ومع أننا لسنا سعيدين بسقوط الضحايا من جميع الأطراف في أبين ولكنا كجنوبيين أصحاب قضية مشروعة لا نملك إلا أن نواجه هذا الغزو والعدوان والتربص الذي احتل شبوة الغالية وسار غربا نحو عدن وصولا إلى شقرة ؛ هذا الغزو الذي يعد هجينا من ميليشيات الإصلاح وقبائل شمالية متفيدة وخلايا داعشية وقاعدية وجنوبيين أشقياء يشاركون في القتال ضد اهلهم وقضية وطنهم الجنوب ..ربطوا مصيرهم بقوى الشمال القبلية والعسكرية والدينية المتطرفة التي جبلت على الغزو والعدوان والفيد ورفعت مبكرا شعار الوحدة او الموت اللذين لا فرق بينهما عند الجنوبيين حيث صار شعارهم جنوبا الموت ولا الوحدة . أجل ماكان بودنا أن تسيل الدماء مهما كانت ومن حيث كانت ؛ ولكن لابد مما ليس منه بد ؛ فالجنوبيون عازمون ليس على تحرير شقرة ومكيراس وما بعدهما فحسب ولكنهم ذاهبون بقوة نحو الشرق إلى آخر شبر في أرض عسيلان بيحان وماكان موازيا لها في الحدود الجنوبية التاريخية.
لقد رضينا بالشر والشر لم يرض بنا: قيادتنا في الخارج منذ عام ، وارضنا محتلة والرواتب مقطوعة والقرار بيد الشرعية الفاسدة واتفاق الرياض لا يلبي الطموح الجنوبي والتحالف غريب الأطوار وليس محايدا ولا حاسما ؛ ومع هذا الغبن السياسي كله قبلت القيادة الجنوبية باتفاق الرياض وتفهم الشعب موقف القيادة ولكن ابى المتربصون الغزاة إلا التمادي والرغبة المسعورة في التقدم نحو عدن وإسقاط المشروع الوطني الجنوبي كما يحلمون ويتمنون.

لبيك ياشقرة يا أيها الحرة ابشري بأبناء الجنوب يطهرونكِ من رجس الغزاه واذنابهم ودراويشهم ودواعشهم خاصة من القيادات التي تتاجر بالشباب المساكين وتدفعهم إلى المحرقة .
إن المعتدين يمثلون طرفا واحدا بصرف النظر عن انتمائهم الجغرافي فالوطنية مواقف وعهود وذمم وليس مجرد انتماء جغرافي؛ والحرب شمالية جنوبية بين مشروع وطني جنوبي تحرري ومشروع استمرار احتلال الجنوب مع أن تحرير الشمال أولى من احتلال الجنوب لو كانوا يشعرون ويعقلون.
جاءوا لقتلي : هل اعد ..
لهم رياحينا وفلا ؟
هم بعض أهلي ، فليكن
هيهات أرضى الغدر اهلا
تأبى حمام اليوم أن
تلقى صقور النار عزلى .

ومع هذا فلا يزال الباب مفتوحا امام الجنوبيين الضالين سياسيا ووطنيا وعسكريا ليعودوا إلى رشدهم واهلهم
ودفء وطنهم وعفا الله عما سلف.
فمن خلفهم شبوة محتلة وهي أولى
بالتحرير اما عدن فهي بيد اهلها.
وكذا جلاوزة الشمال فإن أعراضهم
ومقدساتهم ومنازلهم أولى بدمائهم أن كان لا يزال فيهم بقية دماء تنبض.

لبيك يا شقرة
يا ارضنا الحرة
لبيك يا أبين
لبيك يا شبوة
يا منبع الثورة
والمجد والقدرة
ميعادنا بكرة ...


د عبده يحيى الدباني.