آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

كتابات واقلام


السياسة تبحث عن المصالح وتنسى الاحقاد .. فالى متى نتقاتل ..؟

الثلاثاء - 08 ديسمبر 2020 - الساعة 06:35 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


لا توجد في السياسة صداقة دائمة ولا عداوة دائمة توجد مصالح دائمة . بها تعايش الهنود الحمر في امريكا اللاتينية وتناسوا غزو الاسبان والبرتغال والابادة الجماعية ، و تناسى اليابانيون القنبلة النووية التي رمتها امريكا فوق هيروشيما وناجازاكي ، وجددت كل من الجزائر وتونس ولبنان علاقتها مع فرنسا متناسين عهد الاستعمار ملتحقين بعهد الاستثمار وتبادل المصالح وذهب الشباب الى دول اوروبا للدراسة والسياحة والاستثمار وانتهت الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن واقتحمت بضائع الصين الاسواق الامريكية والاوروبية وغزت المنتجات الامريكية اسواق الصين واليابان وتوطدت العلاقات بين الدول رغم التباين في المواقف السياسية ولم يعد الخلاف السياسي عائقا امام عجلة الاقتصاد فخصمك بالامس صديقك اليوم وان الاعتذار ودفع التعويضات عن الاخطاء ليس فيه هدر للكرامة طالما سيؤسس لتبادل مصالح وتحقيق مكاسب ونفع سيعم الطرفين فالصداقة والعداوة لا مكان لها في طريق المصالح ولن تكون عائقا لتحقيقها

هل عادت ايام الجاهلية ليسقط العرب من جديد في زمن الاحقاد والنزاعات ففي اليمن كشر الشمال عن انيابه ويلهث خلف الجنوب غازيا له منكلا بشعبه وناهبا لثرواته مرة تتلوها مرة رافضا حسن الجوار وتبادل المصالح وتحقيق المكاسب للجميع مصمما على الاستحواذ والتملك والغصب للارض والثروة غير معترف بشعب ولا جوار . وهاهي الخليج تفتك حلقة من حلقاتها وتخرج عن البيت العربي الخليجي وتغرد خارجه مستقطبة حاملي الاحقاد والكراهية لشعوبهم لتؤسس لمرحلة جديدة من النزاع العربي العربي بافتعال الازمات مستبدلة المصالح بالكراهية وهاهي الجماعات والتيارات والاحزاب السياسية تتنازع لتزرع الفرقة والاحقاد في الشعوب نحو بعضها ، تتغير في العالم برلمانات ورؤساء وتبقى الدول متماسكة قوية تجتمع حول المصلحة الوطنية ، وباسم الوطن وتحت لواءه نحصد ارواحنا بايدينا بسلاح نشتريه من اجل الوطن وكرامته كما كانت تفعل العرب ايام الجاهلية ، فلماذا نقتتل منذ تحررت عدن حتى اليوم وبعد مضي اكثر من خمس سنوات لم نتمكن من استبدال وزير بوزير غير قابلين للشراكة وتبادل المصالح وتحقيق المكاسب للجميع ، هذا يقول سندخل عدن ولو نحرقها حريق والدم يسيل للركب وذاك يقول سندفن كل من يحاول دخول عدن في هذه الصحراء مصطلحات ليس فيها حلول توافقية وتبادل لل ،مصالح فالارض والشعب والتاريخ جنوبي والحق كله للجنوب وليس هناك من يبحث عن مصالح مشتركة فيما بينهم اسوة بدول العالم لا هيمنة ولا استبداد ولا تملك ولا استحواذ

لماذا نعجز عن تقليد الشعوب في تناسيها للاحقاد وبحثها عن المصالح المشتركة … ؟ لماذا سنظل في الجنوب مأسورين بنظرة الشمال الينا كحق مفقود لابد من استعادته بالقوة واننا فرع لابد من عودته للاصل … ؟ . ولماذا س؟؟ظظظوزظظدوزددزظزددظوظ حق الحكم في الجنوب والقيادةللجيوش وتقاسم المناصب لواحد من الطرفين او الفريقين وليس بالشراكة فيما بين الفصيلين … لماذا سنظل في الجنوب نعادي الحاكم لانه من ذاك الفصيل ونبغضه ؟ تقليد جاهلي تجتره الاجيال جيلا بعد جيل بسببه حوصرنا بين شبوة وشقرة ولازلنا غارقين في صحراء الطرية والشيخ سالم نرفض البحث عن المصالح الجنوبية المشتركة فيما بيننا كجنوبيين اولا قبل اي شي ماجعلنا نفتح الباب على مصراعيه لاعادة مشاريع الاجتياح الشمالي للجنوب بعد ان تحرر ..؟ لماذ نربط مصير الامة الجنوبية بالاشخاص والاطراف وبمصالحهم وادوارهم … ؟ لماذا لا نلين لبعضنا ونذوب في مصلحة الجنوب بمبدأ الاستيعاب لا الاستحواذ والشراكة لا الشراسة وحق الاختيار للشعب الجنوبي والنظام والقانون هو من سينظم شؤون الحياة في الجنوب وفق التمييز الطبيعي والجغرافي ، عند المصالح تنتهي الاحقاد . فكفانا غباءا وسذاجة وتربعا على عرش الماضي رافضين المصالح والشراكة فالى هنا وكفى فلنعد السلاح الى المعسكرات ولنعقد اتفاق الشراكة الحقيقية للجنوبيين تضمن مستقبل ابناءنا وتفسح المجال لطريقهم الواعد بالخير والنفع والمصالح للشعب وليكن هدفنا الجنوب اولا ومصالحنا الوطنية ثانيا وعلاقاتنا مع الآخرين ثالثا قبل اي شي وليس في ذلك جرما او مخالفة او خروجا عن المنطق والعقل والدين.