آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 05:18 م

كتابات واقلام


الأخلاق القيمة بين الإفتراض والحقيقة !!

الخميس - 14 يناير 2021 - الساعة 02:50 ص

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


كتبه/ محمد علي محمد أحمد

في زحمة ممزوجة بالهرج والمرج والجد و اللعب والسياسة والفن والأدب على مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها ومضمونها والتي أصبحت مرتعاََ خصباََ لجميع فئات المجتمع العمرية والفكرية دون استثناء
والتي ينطلق منها العامة بحرية ودون قيود واستحياء لتعطيهم تلك المنصة دفعة معنوية قويه وقالب سحري عجيب ، فتجد فيها مثلاََ من ينتقد دون خوف أو تردد  أداء الحكومة او حزب أو فكر وأيدلوجية او شخصية مسؤولة أو يعبر عن فكره الذي وجد في المسمى بـ (الواقع الافتراضي) مساحة واسعة مطلقةََ من الحرية في التعبير في حين  لا يستطيع البوح به في واقعه ومحيطه الإجتماعي الحقيقي ، لأسباب عدة ليست فقط ترتبط بنظام الدول القمعية الذي ينتمي لها ، بل كثيراََ ما يرجع السبب لعوامل نفسية وضعف في شخصيته الإجتماعية أو فلنقول لكونه شخص مسالم في طبيعة حياته اليوميه فما الذي جعل تلك الشخصية المسالمة أن تتمرد وتتبدل صفاته في الواقع الإفتراضي هذا !!!

فهل مواقع التواصل الإجتماعي وما تحدثه من تغييرات في الشخصية أمر إيجابي أم سلبي ؟

وما تأثيرها في الواقع الحقيقي وانعكاساتها على النسيج المجتمعي لبلده ؟

ومن خلال متابعتي في هذا العالم الافتراضي لفئات عدة في مجتمعنا التي بطبيعة الحال يختلف كل منها على الآخر إلا أن هناك فئات تثير الإستغراب أكثر من غيرها ليس في اخلاقياتها وسلوكياتها التي غيَّرها بعض من يخدعون انفسهم على اعتبار انهم في ما يسمى بالواقع الافتراضي ، وهو الذي يعتبر دون شك صورة فاضحة لواقعهم الحقيقي  ، بل في مدى تاثير تلك الفئات على المجتمع فمثلاََ لا أستغرب من بعض الطيبين حين يهرولون على الصفحات الخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي لطلب الصداقة والإعجاب بصفحات المشهورين في مجال الفن والرياضة والشعر والأدب وغيرها من الشخصيات العربية منها والأجنبية ..
ولا من بعض الذكور الذين بمجرد أن رأوا صفحة بإسم أنثى سرعان ما شدوا الرحال للدخول لها وطلب الصداقة منها وبوصلتهم في هذا المارثون هي (الصورة الشخصية المرفقة) والعكس كذلك بالنسبة لبعض الإناث .

ولكن ما شدني للإستغراب أكثر هو من بعض النخب المحترمة والساسة والإعلاميين الذين سرعان ما تتقلب سلوكياتهم وتنكشف أخلاقياتهم على مسرح منصات التواصل الإجتماعي في مشهد غريب أشبه بالنفاق إن لم يكن هو النفاق ذاته..
والبعض منهم يسعى لطلب الصداقة و التفاعل والتعامل مع الصفحات بجدية واهتمام لمجرد ان شاهدوها مذيلة بإسم مسؤول في الدولة أكان محافظاََ أو وزيراََ أو شخصية قيادية أو سياسية أو بإسم المكتب الإعلامي لمرفق ما او وزارة او غيرها من ألقاب حكومية حقيقة منها وأكثرها مزوره ، ولا أدري ماهي تلك المعايير والدلائل القطعية التي إعتمدتها تلك الفئة من النخب المثقفة في تعاطيها مع تلك الصفحات المنسوبة لشخصيات حكومية وقيادية وخصوصاََ حين يكونوا من أصحاب الأقلام الحرة من الإعلاميين او السياسيين والأكاديميين !!
(وهذا بيت القصيد والمغزى من المنشور)
إذ انه وبمجرد اقتناعهم واعتمادهم لتلك الصفحات دون تريث واستقصاء لحقيقة أمرها
يجعلهم يبنون عليها أفكارهم لتلك الشخصية أو تلك من خلال ما ينشر في صفحاتهم من رؤىََ وطروحات وأخبار ، مما ينعكس ذلك على عقولهم التي تعطي الأمر لأقلامهم لتترجمه لمقال أو خبر  يتلقاه القارئ بتلهف وبتصديق وثقة في كاتبه ..
وإذا بتلك الثقة التي تحظى بها تلك الشخصيات السياسية والنخب و الأقلام الحرة المعتبرة  ، في لحظة تخسر جمهورها وتفقد مصداقيتها ، خصوصاََ من المتابعين الجيدين الذين يرونهم يعتمدون الصفحات المذيلة بأسماء شخصيات سساسية وحكومية ، ثم يأتي التكذيب والنفي من أصحابها عبر من يمثلها ، والمصيبة أن من كانوا بالأمس من تلك الأقلام الذين صدقوا تلك الصفحات هم من ينفونها اليوم ، فكيف تطلب من القارئ أن يصدقك !!

أما بالنسبة للفئة التي أشرت إليها في أول المنشور فهم من المراهقين والعوام من الناس على اختلاف مشاربهم وهواياتهم و وعيهم وميلهم العاطفي البعيد كلياََ عن السياسة التي لا تروق لهم فهم بالمجمل يندفعون لتلك الصفحات التي رأوا فيها أنفسهم لمجرد التسلية ؛ وهؤلاء ليسوا من أستهدفهم في منشوري كما أسلفت وإنما فقط مدخلاََ للوصول إلى تلك النخب الراقية كونهم صفوة المجتمع وقدوته وأكثرهم حصافة ودقة في كل التفاصيل قبل تصديقها ونشرها ..
لذلك وحتى تحرص على بناء الثقة في من ينتهج أفكارك وطروحاتك ويصدق ما يحرره قلمك ، عليك أن تكون صادقاََ مع نفسك ، ولكي تجسد الحقيقة بصورتها الحقيقية
تحقق منها أنت أولاََ .