آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 05:12 م

كتابات واقلام


ماذا سَيخرجُ لنا جِراب الحَاوي ؟!

الجمعة - 12 فبراير 2021 - الساعة 09:35 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* في كل إجراءٍ تقدمُ عليه السلطة هُنا ، تَتبدّى هشاشة نتائجه وحتى مفاعيل ديناميكية حركته بدون مواربة ، ناهيك عن خُور قوىٰ الزّخم المُفترضة في التّجاوب معه جماهيرياً ، يحدثُ هذا لأنّ ثمّة مساحة ما بين مصدر القرار من سُلطةٍ هي مُهاجرة في الخارج ، وبين موقع التّنفيذِ في الدّاخل ، وكذلك لضعف السلطة نفسها وخضوعها المطلق لإملاءات الإقليم ، ولايَغيبُ عنّا إمتثالها ايضاً لإشتراطات الفاعلين الدوليين بالنسبة لميكانيزم الأحداث في بلادنا عُموماً ، وأبرز دلالات ذلك في عدمِ تحرٌك جيش السلطة جِدّياً في كل جُغرافيا الشّمال لِتحريرها من الحوثي ! بل إنهياراتهِ المُخزية في مأرب اليوم .

* كلٌ هذا يقطعُ بأنّ السلطة لاحولَ لها ولا قوّة في كل مايجري هنا ، أي هي سُلطة ديكور وحسب ، ولذلك تَتَبدّى بكل جلاءٍ مظاهر الإنفلات التّام في كل جُغرافيا البلاد ، وايضاً ضُعف القانون ، بل غيابه المُطلق إنْ جاز التّعبير ، وإن كانت حياة النّاس تَسيرُ وفق نَسقٍ تضبطُ إيقاعه أخلاقيات الشّعب ، وكذلك الواعزُ الديني المُتجسد في كينونتهِ ، وإلا لكانت على الدنيا السلام هنا !

* بالطّبع يحدثُ هذا وفقاً لأجندة الفاعلين الدوليين كما سبق وأسلفنا ، أي وفق السيناريو الموسوم بالفوضى الخلاقة كما رُسمت لشرقنا الأوسط ، مايعني أنّ الإقليم بِثقَلِ بعض مكوناته في الخارطة السياسية ، هو شريك بشكلٍ أو بٱخر في كل ما يجري على رقعتنا ، وشواهدُ هذا ظاهرة للعيان ، ومهما أطنب الخطاب الإعلامي لألتهِ بالحديث عن وقوفه الى جانب شعبنا ومؤازرته و ... و ... .

* من السّابق لٱوانهِ التّكهن أو قراءة نهايات ما ستقف عليه الأحداث في الغد المنظور ، لكنّ الأكيد والقطعي أنه سيتمخّض عن جغرافيا مُهلهلة مُنهكة ، بل جُغرافيا حُبلى بالكيانات المتصارعة ، ناهيكَ عن صُور والإنفلات التي تَشبّعت بها المنطقة ، ومظاهر الإنحلال القِيمي من أبرزِ تجلّياتها ، خصوصاً بين صفوف جيلنا الفتي ، ولا أرسمُ هنا ملمحاً درامياً أسود لمأالات مانعيشهُ اللحظة ، لكن بوادر ذلك باديةً للعين ، ونسأل الله اللطف .

* مع كل ذلك ، هل ثمّة من لايعتقد أو يتصوّر بأنّ السلطة القائمة لاتعي كل هذا ؟ شخصياً ، أُجزمُ بالقطع أنّ لدى السلطة علم يقيني بكل مايَدورُ هنا ونهاياته ايضاً ، بل من مفاعيلها وقواها المحرّكة مَن يتحمّل أدواراً ما في رسمِ هذا السيناريو على الأرض ! وهؤلاء الأخيرين يستميتوا بشراسةٍ لتنفيذ ذلك ، بل من قواهم الميدانية ومليشياتهم المُنبثقة عن المُسمّى الهُلامي للسلطة الشّرعية مَن تُنفّذ ذلك فعلياً على الأرض ، أتحدّثُ هنا عن المليشيات المسؤولة عن تفاقم شيوع الفوضى والإحتراب وكل مظاهر الإنفلات كما نعايش جميعاً في أكثر من محافظة !

* عند الشعوب الجاهلة المتخلفة ، وحتى في الجغرافيا الحُبلى بالإثنيّات أو الطّائفية أو ... أو ... ، هنا يَسهلُ إشعال فتيل الفِتن لتفجير الحروب البينية بغلٍ وحقدٍ ، حدثَ هذا في رواندا ومثيلاتها في أواسط أفريقيا وبعض أطرافها ، وكانت الخواتيم مأساوية ، واليوم في بلادنا ، ثمّة مَن يؤجّج لإشعال نيران مثل هكذا أحداث مُتّكئاً على نفس النّسق ، وايضاً ثمّة من يَسْتعذب ويتشدّق بالإتّكاءِ على منطقتهِ أو جهويّته ، أو يسعى جاهداً لإستثارة مظالم أو ثأراتٍ و ... و ... ، وهؤلاء هنا ينبشون في رُكامات الرّماد لإيقاضِ جِذى الجحيم والمٱسي ، مع أنّ العاقل السّوي مَن يتوسّم الخير وينتهجهُ في قولهِ وفعله ، أو يتوقُ الى السّكينة والسؤدد ليصبغ حياته وغيره بنعيمهما ، ثمّ أن لنا في الجنوب قضية محورية ، ومن الحري بنا جميعاً حصر كل جهودنا صوبها ، أليس كذلك ؟!

✍ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .