آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:25 م

كتابات واقلام


بالله عَليكم مَن المَسؤول الٱن ؟!

الأحد - 28 فبراير 2021 - الساعة 03:02 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* عَاود المعلمون التّلويح بإضرابهم ، وبعض المدارس توقّفت فعلاً ، رُبّما نقولُ نحن هذا كارثي على الجيل ، إذ ماذا تعني بلاد بدون تعليم ؟ إنّها صورة غاية في الظلامية ، لكن هكذا تريدُ السلطة ، وهكذا يَنسجُ العرّابون الدوليون البساط القاتم المدلهم ، وعليه ينقشون تطريزة بأجسادِ شعب مُنهك بالجوع والجهل والمخدّرات و ... و ... ، إنّها فسيفساء الجغرافيا المنكوبة بالويلات ، هكذا رسم العرّابون لشرقنا الأوسط ، وسُلطاتنا الأداة !

* ماذا يعني عندما لاتُولي سُلطة لحقوق المُعلّم المشروعة ذَرّةً من إهتمام ؟! وهو المطحون بالعوز والحاجة ، ثم كيف تريدُ منه أن يعلّم الجيل ؟ لا نغفلُ أنّ هناك وعود وإلتزامات منها بالإيفاءِ بحقوقهِ ، بل ونزلت الحكومة بعد نزاعات دونكيشوتية ، وعلى أساس أنّ الإيفاء بالإلتزامات المالية والمرتّبات للناس ستكونُ أولى أولوياتها ، ومُذ جاءت لم يَتحقّق شيئاً البتّة !

* بالمناسبة ، مُرتّبات السلطة وكل نثرياتهم وحُقوقهم بالفائض ، كلٌ هذه تُسلّمُ لهم أوّل بأوّل ، وبالدولار ايضاً ! هذا يعرفه الكل هنا ، لذلك يبرز السؤال المُلح : ياتُرى مالذي يُقدّمه كل هؤلاء العابثين بالبلاد حتى تُستوفى كلٌ حقوقهم بدون نُقصان ؟! فالتّعليم وحقوق المعلم من المُفترض أن تكون من بين أبرز مهامهم ، بل على رأسها إن جازَ لنا التّعبير .

* مايَجري في الحقلِ التّربوي والتّعليمي مُمَنهج ومدروس ، وهذا ضمن أهداف العرّابين الدوليين ومُخطّطاتهم لبلداننا المنكوبة ، وسُلطاتنا مُطواعة ، وهي رَهناً لأوامرهم ، فَهُم - السلطة - دَمّروا بِخُبثٍ أهمّ المُرتكزات الإقتصادية في بلادنا ، تَحديداً في المجالات التي تَدُرٌ أو تحافظ على بقاء العملة الصّعبة في بنوكنا ، أتَحدثُ هنا عن أنموذج تدمير مصفاة عدن وإنهائها تماماً ، وهي التي بتَشغيلها لتكرير خام نفطنا المحلّي ، سوفَ نُوفّر البترول للمركبات ، والدّيزل والمازوت لمحطّات الكهرباء ، وكيروسين الطّائرات و ... و ... ، وبتوقفها نَستوردُ كل ذلك من الخارج بالعملة الصّعبة ! فيشحٌ الدّولار في بنوكنا ، ويرتفعُ سعرهُ ، ومعهُ يزيدُ الغلاء ، وهذا يَطحنُ الشعب وينهكهُ و ... و ... !

* هذه المعادلة الجهنمية ليست بحاجةٍ الى فطنةٍ لإستيعابها ، وهي تَرسمُ السيناريو الخبيث الموضوع لنا ، وشارعنا الجنوبي يعرفُ جيداً من يتبنّى تسويق وتنفيذ هذا المُخطّط الخبيث ، نعم يعرفهم بالإسم ، ومثله يَسري العبث في التّعليم ، وهذا إحدى الحقول الرّيادية لنهوض أي مجتمع كان ، ولذلك يُعاقُ ويُحرمُ المعلمين من حقوقهم البديهية المشروعة .

* يا قهري ، الإمارات في السّبعينات ، كانت عاصمتها تشبهُ منطقة دار سعد بعدن ، وبِحكمة وأمانة ( حاكمها ) الشّيخ زايد بن سُلطان رحمه الله وطيّب ثراه ، نَقَلها الى مَصاف المُدن العالمية ، واليوم أبنائه بإقتدائهم بِخُطى أباهم ومَساره ، ورعايتهم المُخلصة لشعبهم ، وأوّلهم المُعلّمين والطلاب ، ها هي الإمارات تَجوبُ رِحاب الفضاء ، ومِسبارهم اليوم في المرّيخ ! أُعجوبة أسطورية حقاً ، ونحنُ معلّمونا بدون حقوق ويشحذون ومدينون و ... و ... ، وكل الأسر في البلاد في الحضيض ، والفارق في الحُكّام ، أليس كذلك ؟!

✍ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .