آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:35 ص

كتابات واقلام


عدن اولاً

الأحد - 14 مارس 2021 - الساعة 12:14 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


رسالة الى الاخ محافظ _ عدن

فاض الكيل ووصل الى ابعد مدى في عدن ولكن عندما كسرت جدار الصمت وأعلنت بان امام الحكومة 48 ساعة لتقوم بمهامها تجاه عدن والا .... استبشر  الناس خيراً بعد ان فقدوا الأمل لكن ما خرجت فيه الحكومة من قرارات وما عبر عنه رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي لا يرقى الى مستوى الازمة التي تعيشها عدن ويخيل للمرء  وكأنه  يذَر الرماد على العيون وكسب الوقت ولَم نر أية مؤشرات إيجابية على المستوى المنظور كلها وعود عرقوبية الهدف منها شراء الوقت حتى  تنضج الظروف لحلول قادمة من وراء البحار لا ترتقي الى مستوى تضحيات ابناء الجنوب وبما ان الحكومه  لم تستطع  ان تحيّد  مصالح الناس الاساسية عن الصراع السياسي الدائر بل وضعته في قلب مهامها  فقد وقعت في الفخ واصبحت عاجزة مهما صرفت من وعود .
    
لماذا عدن تتحمل مسؤولية الإنفاق  على الجميع وهي المحافظة الوحيدة التي تذهب مواردها الى البنك المركزي بينما محافظات اخرى لا تورد ايراداتها الى هذا البنك  كما لم تورد الى البنك ايرادات مبيعات النفط وإيرادات المنافذ البريه وغيرها وطالما الوضع هكذا هل سيفعلها المحافظ بان يتخذ قراراً تاريخيا يرتقي الى مستوى الحدث وهو ان يحجز  كل موارد عدن بحساب خاص  ويتم صرفه في احتياجات عدن من المرتبات وتشغيل الخدمات وغير ذلك وانا متاكد بان تلك الموارد ستغطي كل المشاكل العالقة في الوقت الحاضر .
   
لا يوجد شعب بالعالم يستجدي مرتباته لعدة اشهر الا في الجنوب بينما كل ايرادات عدن والجنوب تذهب الى أماكن بعيدة ولا يوجد شعب يعاقب بتعطيل خدمات الكهرباء الا في الجنوب ولا زال هذا الشعب صامد ولَم يتحرك لانتزاع حقه  من بين أيدي اللصوص والفاسدين ومجرد ان يضع  المحافظ ( عدن اولاً ) كهدف أساسي ويتحمل مسؤليته التاريخية سيجد كل ابناء عدن وساكنيها تلتف حوله مساندين لقرارته لإخراجهم  من الظلم والجور التي يمارس  عليهم.
     ابناء عدن وساكنيها اثبتوا للعالم انهم رقم صعب لن تنال منهم العقوبات الظالمة التي تمارسها الشرعية منذ العام 2015 حتى اليوم وانهم قلعة صامدة صمود الجنوب الذي تكسرت على شواطئه مشاريع سياسية إقليمية.

   عدن تحتاج الى فصل بين ما هو مركزي وما هو محلي وكل ما يخص مدينة عدن المحافظة بمؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية يجب ان تخضع لإدارة المحافظ وحان الوقت لكي تستعيد عدن حقها في ادارة شئونها دون تدخل احد من الحكومة ويجب ان يقتصر عمل ونشاط الحكومة على مهامها المعروفة وتنحصر بالمهام  التخطيطية والاستراتيجية وتترك تفاصيل العمل اليومي فيما يخص عدن للمحافظ
     ومن هنا يتطلب من المحافظ استنباط اسس جديدة للإدارة وتنقيتها من الشوائب في ادارة   الموانىء البحرية والجويه والمؤسسات الاقتصادية  مثل المصافي والمرافق الاخرى من موسسات الكهرباء والمياه وكل ما يوجد في عدن من مؤسسات خدمية اخرى بما في.ذلك التربوية والصحية والمواصلات والنفط وغير ذلك عبر تشكيل مجالس تخصصية تحت إشرافه المباشر  كما يتطلب من الان وصاعد تحويل ايراداتها الى حساب خاص في البنك او حتى انشاء بنك خاص بعدن  لكي يواجه فيها المحافظ صرفيات الخدمات والمرتبات وتشغيل المؤسسات  وغير ذلك
     كما لا يغفل المحافظ كمهمة ملحة من ترتيب وتوحيد اجهزة  الامن والمؤسسات العسكرية في عدن في جهاز امني وعسكري موحد يستطيع من خلاله السيطره الامنية والعسكرية على كل القوات المتواجدة في عدن بهدف تامين حمايتها وساكنيها من القوى المتربصة والخارجة عن القانون عند ذلك سيتم تحويل عدن الى ورشة عمل تسري في دمائها الحيوية والاستمرارية فقط عند توفير مرتبات منتظمة العاملين فيها وتوفير الخدمات من كهرباء مستدامة ومياه نظيفة وحركة تجارية واقتصادية تسير بوتيرة عالية خالية من الابتزاز والإتاوات الخارجة عن القانون وانشا منظومات عمل ينشط  فيها الجميع وفقاً للأسس القانونية والإدارية السليمة دون وساطات او إجراءات خارج النظام والقانون وبهذا تستطيع عدن ان تخرج من دائرة  الإهمال والفساد الاداري الذي كُبلت  فيه لعقود من الزمن وستنطلق الى آفاق رحبه وتنعم  بالخير الوفير والأمن والأمان والعيش المشترك  وتعود. عدن تتألق من جديد لتاخذ مكانتها بين المدن العالمية المرموقة وتعود الى ريادتها التي فقدتها منذ زمن طويل.
قاسم عبدالرب العفيف
12/3/2021