آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:35 م

كتابات واقلام


رسالة باليد

الجمعة - 19 مارس 2021 - الساعة 11:13 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


سمعت قصة طريفة حدثت لقائد عسكري جنوبي شهير، في ثمانينيات القرن الماضي، تقول أن هذا القائد كان لا يرسل شيء من راتبه لأسرته الميسورة، بمقاييس يسر زمن تلك الواقعة، وعندما تصله رسائل من والده كان يضعها في الدرج ثم يكتب رساله لوالده ويسأل عن أحوالهم ويطلب منهم تطمينه عن أحوالهم ولو حتى برسالة.

تكرر هذا إلامر، هو يرسل رسالة لابنه، القائد، وابنه يضعها في درج المكتب ثم يرسل رسالة يسألهم لماذا لم تراسلوني، ولم يجد الأب من وسيلة سوى أن يطلب من أحد أبناءه كتابة رسالة، ويضعها في جيبة ويستقل سيارة الأجرة إلى المحافظة التي يقع فيها معسكر إبنه، وهكذا فوجئ القائد بوالده يدخل مكتبه قائلا، خذ هذه الرسالة يدا بيد.

حالنا مع حكومة معاشق ومع التحالف ومع المبعوث الدولي، كحال الأب مع ابنه القائد العسكري.

عبرت الناس بكل الوسائل عن المعاناة، من الاعتصام أمام مقر التحالف إلى إغلاق الموانئ، إلى الكتابات والمناشدات بكل وسائل الإعلام والتواصل، لكن هذه الرسائل لم تصل إلى لسماع من يعنيهم الأمر في الحكومة والتحالف، ولم يبق أمام الناس إلا توصيل رسالتهم إلى مقر الحكومة في قصر معاشق لتسلمها يدا بيد.

هناك من حاول ويحاول أن يختلق روايات من نسج الخيال، وهناك من سيقول أن الفعالية جهوية، لكن الجوع لم يستثني أحدا، فمعيشة الناس ساءت بفقدان الأجور ٨٠% من قوتها الشرائية، والخدمات كل يوم تسؤ أكثر، وأسعار السلع لم تعد في متناول السواد الأعظم من الناس، ولم نسمع إلا وعود كاذبة أو تعبير عن قلق (جريفيث) ولا شئ غير ذلك.

على إثر واقعة معاشق وجه الأشقاء في المملكة دعوة لشركاء إتفاق الرياض لجولة ثالثة من (دبلوماسية بوس اللحى) وهي نوع من الدبلوماسية لا تنظر إلى الأسفل لترى معاناة الناس، وتكتفي بترضيات نخبوية تنتهي بالأحضان.

واقعة دخول معاشق من قبل متظاهرين جنوبيين تمثل نقلة جديدة في مسيرة النضال الوطني الجنوبي بعد استنفاذ كل وسائل التعبير، تلك الوسيلة هي (توصيل الرسائل باليد).

ودمتم سالمين.

عدن
١٨ مارس ٢٠٢١م