آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:42 م

كتابات واقلام


#حكاية_مثل #لا_تهرف_بما_لا_تعرف

السبت - 20 مارس 2021 - الساعة 01:41 م

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


عرف قديما عن سوق عكاظ أن العرب كانت تأتيه في الأول من ذي القعدة من كل عام حتى العشرين منه يبيعون فيه بضائعهم و يلقون فيه قصائدهم.... يحكى أن إعرابيا جاء الى أحد مجالس الشعر في عكاظ و القوم مجتمعون ينصتون الى زهير ابن أبي سلمى و هو يلقي إحدى قصائده، فإذا بذاك الإعرابي يحدث زهير بعدما فرغ من قصيدته و يقول له : ما كان لك أن تقول كذا و كذا و كان الأجدر بك أن تقول كذا و كذا، و ظل يتحدث طويلا ويلقي بعض الشعر على مسامع القوم و ينسبه الى غير أهله وأصله...... ومكث زهير في مكانه ينظر إليه مبتسما والقوم من حوله يتعجبون لما رأوا من أمر الرجل و صبر ابن أبي سلمى عليه.... حتى صرخ أحدهم منكرا عليه فعله و حديثه فتوقف الإعرابي عن الحديث فاقترب منه زهير و سأله:

من أي أرض أنت يأخ العرب ؟
أجاب الرجل : من حمير .......
فرد عليه زهير : نعم الديار ديار حمير.....
و سأله : مالذي أتى بك الى هنا؟
قال الإعرابي : أنا نجار و أصنع التماثيل و جئت الى عكاظ لبيعها .....
فقال له زهير : هل لي أن أراها؟
فأراه الإعرابي تماثيله التي صنع، فقال له زهير انها ليست جيدة الصنع و هي مصنوعة من كدا و كدا و ما كان لك أن تصنع فيها كدا و كدا و لم يتركه الإعرابي ينهي حديثه و قاطعه قائلا :

((توقف يا رجل ما أدراك أنت بالنجارة و صناعة التماثيل اوتهرف بما لا تعرف!!!! ))

حينها ضحك القوم من رد الإعرابي و تبسم زهير في وجه و قال له : (( إذهب أيها النجار الطيب و بيع تماثيلك في السوق و إياك أن تحدث الناس في الشعر قبل أن تعرف بما تهرف)).
و من يومها شاع هذا القول بين العرب و تداولته السنتهم حتى صار مثلا يقال في كل شخص او موقف يشبه موقف ذاك الإعرابي النجار و زهير بن أبي سلمى.

كم هم اليوم كثر من نراهم يهرفون بما لا يعرفون و ينكرون على اللذين يعلمون مالا هم يعلمون.

#كتب_نزار_أنور