آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

كتابات واقلام


حكومة تساوم اللقاح مقابل الإنبطـاح و شعب يقاوم الجراح حتى عنه تُزَاح .

الخميس - 01 أبريل 2021 - الساعة 10:43 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


إن اللقاح الذي يراد حقنه للحد كما يقولون من انتشار جائحة كورونا ، ليس مفروضا بالقوة على المواطنين بل ان من حق كل مواطن ان يقبل او يرفض ذلك اللقاح وهذا أمر اختياري بكل تأكيد ولا تستطيع الحكومة أن تلزمه مخلوق ، أما الأمر الذي يلزم على الحكومة القيام به  بدل أن تتشدق بهذا الإجراء هو سعيها لكسب ثقة المواطن بها ؛ وهذا لم ولن يتم ذلك إلا بتوفير كافة الخدمات و بصرف المعاشات وبالأمن والأمان وباستقرار المعيشة و الحياة الكريمة ، حينها سيكون المواطن تحت امرها  وسيسلمها نفسه بكل طواعية وثقة واقتناع ،  لكن حكومة كاذبة نصابة تحارب المواطن ولم تقدم له أبسط حقوقه الآدمية ، حكومة نهبت كل حقوقه واستثمرتها لحسابها الخاص على حساب معاناته وأوجاعه ، ثم تأتي وتطلب من المواطن أن يستبشر بها خيراََ أو يأمل منها أن تقدم له ما ينفعه فهذا أمر مستحيل لانعدام ثقة المواطن بها لذلك لن يصدقها في اي شيئ ولو كانت صادقة فهي كذوبة وستظل كذلك في نظر كل مواطن حتى تزول أو يزول هو .

ولست هنا أحرض ضد عدم أخذ اللقاح بل أنا كـ مواطن أبني حكمي من خلال تجربة مريرة طوال سنوات عجاف لم أرى في تلك الحكومة ما يجعلني مواطن له انتماء حقيقي للوطن بل إنهم بفعالهم التي لا تنتمي لخلق أو وطنية جعلتني وكأنني مشتت في الأرض بلا هوية أو وطن يحتضنني وأحتضنه ويسكنني وأسكنه ..

فالمسألة ليست مختزلة في مجرد لقاح تجريبي وهو لن يمنع الموت عني إن حانت ساعتي واقترب أجلي ، ولا وجه للمقارنة في المعاناة والألم والوجع الذي يتسبب به هذا الفيروس وغيره من الحميات التي تصيبنا بإرادة الخالق وتقدير الرحمن الرحيم ومشيئته سبحانه ..
وبين الجحيم والعذاب والموت اليومي الذي أذاقتنا ولا زالت تذيقنا إياه تلك الحكومة بإرادتها وتعمدها وخبثها طوال فترات تسلطها على رقاب الخلق فأذلتنا وأهانة كرامتنا وشردت منا وقتلت و أوغلت فينا صنوف القهر والإيلام ما لم تفعله حكومة قبلها ولا بعدها ضد شعبها !!!

فالرفض من الناس لا يعد تخوفاََ من هذا اللقاح ولا حتى من جائحة كورونا نفسها التي لم يعد يهتم لأمرها كونه قد كسب مناعة فرضها واقعه المؤلم مما جعله يجزم في عدم وجود هذا الفايروس نتيجة إهمال واستهتار واستخفاف واحتكار وتسلط أم الجائحات والفايروسات ( الحكومة) التي أجادت الآن أن تتقمص لمصالحها دور المنقذ و الحريصة على سلامة مواطنيها ؛ وهي السبب الرئيسي والمباشر والأساسي لكل ما حل بنا من عناء و بلاء ..

وببساطة يتضح لنا بعد كل ذلك المخاض أن علة الأمر كله هو وجود أزمة ثقة مُزمِنة مفقودة بين المواطن وتلك الحكومة ، ومن الصعب أن تستمر الحياة بينهما ، والحال أشبة بسرطان خبيث يقبع في جوف هذا المواطن ، فإما ويُترَك هذا الخَبَت ليسرح ويمرح وينتشر في باقي أجزاء جسده ليقتله ولن ينفع معه حينها أي لقاح أو ترياق  ، أو ان يبتر ذلكم الورم الخبيث من جسد المواطن ليعش بقية حياته سليماََ عفيفاََ كريماََ دون الحاجة حتى لحبة مسكن من أحد ..

ألم تقرأوا مقولة هوميروس الشهيرة حين عرف الصحة باختصار فقال :
" العقل السليم في الجسم السليم "
فأي عافية تُرجَى لجسمِِ ( الشعب) عقله( الحكومة) مستنقع أوبئة و مكب للنفايات !!