آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:12 م

كتابات واقلام


اليمن .. ان تكون اسيرا في بلادك

الخميس - 22 أبريل 2021 - الساعة 01:38 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


وفقًا لمعايير القانون الدولي الإنساني ، فأن أسير الحرب الذي يتضمن حماية خاصة ، هو ذلك الجندي الذي يشارك في الأعمال العدائية في نزاع مسلح دولي ، بينما في اليمن الكيانات السياسية البارزة الثلاث " الحوثي والانتقالي والشرعية" لديها اشخاص يطلق عليهم اسرى حرب ، كذلك شيخ القبيلة وشيخ القرية وعاقل الحارة والتنظيمات المتطرفة ، وعاقل سوق الخضرة والملابس والقات .



الوضع في اليمن يشبه " العصيد " الدولة بذاتها وضعيتها تشبه حالة الاسر و الجميع يعرض موكب السيادات واعلام مختلفة الالوان في احتفالات تبرز الحق في الارض والسلطة ، حد فاهم حاجه ؟ ، والذي " عصد" المشهد اليمني زيادة ، هو ان الحوثي يحارب الشرعية والانتقالي ، والشرعية تحارب الانتقالي في المحافظات الجنوبية ، الشرعية تتبادل الاسرى مع الحوثيين ، الحوثيين يتبادلون الاسرى مع المجلس الانتقالي ، الشرعية والانتقالي يتبادلون فيما بينهم الاسرى دون الالتفات الى اسرى الفقر والتشريد التي خلفتها الحرب .



أن النهج الناعم في المفاوضات بشأن تسوية الصراع في الشمال بين الشرعية والحوثيين و في الجنوب بين الشرعية والانتقالي لم يكن فعالاً بل افرز زيادة في عدد الاسرى في بلادهم الاصلية ، التي كانوا يؤمنون بالفرصة الجيوسياسية لإعادة توحيدها ، الا ان وقوع الجندي في الاسر عند اخيه من المدينة او القرية المجاورة افقده الهوية و الاحساس بالوطنية والبوصلة النفسية واصبح يسعى الى فهم ما يجري في بلاده معا ومنفصلة ، حتى يتمكن من معرفة عن أي ارض هو يدافع ، او انتظار اللحظة المناسبة لاستعادة العدالة التاريخية لها .

استمرار الحرب في اليمن سيؤدي حتما إلى زيادة في انقسام المجتمع وفي معدل الكراهية وفي ظهور صراعات جانبية جديدة مذهبية وأيديولوجيًة وقبلية وزيادة في الدمار والتخلف و اعداد الاسرى و النازحين الداخليين وبغض النظر عن مستقبل الجمهورية اليمنية موحدة ام لا ، من الضروري التعلم من الأحداث الحالية والماضية بالابتعاد عن الشوفينية وعن ان نكون ادوات حرب بيد الغير ، ونقرر بجدية الجلوس لوحدنا دون وساطة .

لقد اصبحت اغلب الاشياء في اليمن تحت علامة الاستفهام من الدولة والمعارضة ، التي نصفها داخل البلاد والنصف الاخر خارجها هل هم احرار أم في الاسر؟ ، الى الجنود الذين اصبحوا اسرى في معتقلات لا تبعد عن منازلهم و قراهم سوى بضعة كيلومترات ، بينما لايدرك هولاء الجنود ان خارج المعتقلات ، هناك اخوة لهم ايضاً اسرى للمساعدات الغذائية والفساد والمنح المالية واسرى الكلمة والفكرة والصوت ولقمة العيش والماء والكهرباء والرواتب والبترول والغاز .