آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:00 م

في العمق.. حديث سياسي(1)

الإثنين - 07 يونيو 2021 - الساعة 10:52 م

بقلم: اديب السيد - ارشيف الكاتب

تابعونا على

اذا نظرنا للعمق يجب ان نقول قول يفهمه النخب والسياسيين.. وعلى السطحيين والمفسبكين في "الطفوء" ان يتجنبوا اشغال انفسهم بحديث العمق.. لكننا نتمنى لهم الانتقال من السطح الى العمق لفهم الوضع وقراءته جيدا..

المهم.. نخوض في موضوعنا..

كل المبادرات التي تمت من الداخل او الخارج... فشلت لسبب جوهري هو انها لم تلامس جذور وجوهر الازمة..

قرارات مجلس الامن بكله.. لم تطبق ولن تطبق لانها باتت مجرد قرارات "نظرية" وليس تطبيقية..
وهذا الامر زاد في تعقيد الامور والازمة وزيادة حدة الخلاف والحرب.. وستستمر الحروب والصراعات بين الجنوب واليمن الشمالي واحزابه ما لم يتم تحقيق امر واحد وهو " استعادة استقلال دولة الجنوب" وانهاء "الوحدة اليمنية" التي تحولت لأداة بيد ايران لاستهداف السعودية ودول الخليج والدول العربية..

وفي أهم الامور يمكنني تلخيص الاتي مبدئيا.. بعيدا عن التنظير المعتاد جنوبيا وخليجيا ..بل كنظرة واقعية للخلل الدي جرى ويجري .. وأهم ما يمكن عمله لخروج السعودية والتحالف من عنق الزجاجة..

حيث يظهر بوضوح.. بعد ست سنوات ان اعلان التحالف العربي وعاصفتي الحزم والامل.. كان بالاعتماد على "واقع تقارير ورقية" وان مسار الحرب والمعركة مع ايران والحوثي تتم وفق تقارير يصدرها " حزب الاصلاح الاخواني " للسعودية ومراكز صنع قرارها.. وهي تقارير خاطئة.. ولهذا وقع الفشل..

وهذه التقارير الورقية او الاستخباراتية اوقعت السعودية في فشل قيادة التحالف .. لأنها تقارير غير " واقعية حقيقية" وهذا كان ثمنه كبيرا بالنسبة للسعودية والامارات ودول التحالف ..

حيث صارت كل الدول مهددة.. اولها السعودية والامارات.. وكذا مصر.. مهددة في استقرارها واقتصادها.. بل في امنها القومي الذي يعتبر صمام امنها القومي في الجنوب " عدن ومينائها وباب المندب الجنوبي".. وما لم يتم استغلال المرحلة جيدا من قبل تلك الدول.. فستقع تحت التحكم العدواني الايراني..

لشرح جزء يسير من الموضوع نذكر الاتي:

- المبادرة الخليجية جائت لحل مشكلة صنعاء وليس لحل مشاكل اليمن.. اي لحل الحرب والصراع في صنعاء وليس لحل الصراع بين الجنوب والشمال..

- اتفاق الرياض هو حل مؤقت وليس مبادرة للحل.. وعلى الاشقاء في الخليج اذا يريدوا حل قضية الجنوب ان ارادوا الحل بين اليمن الشمالي والجنوب ان يصدروا "مبادرة جديدة" وحديثة وفق الواقع الذي يفرض نفسه اليوم لأجل حل "قضية شعب الجنوب" وهو حل اذا تبنوه سيعزز واقع الجنوب وقضية شعبه و سيكون حل لصالحهم ولصالح أمنهم القومي.. بقدر ما هو حل لصالح الجنوب..

*ما هي عناصر الامن القومي لدول الخليج ومصر والمنطقة العربية اليوم تفرض نفسها "جيواستراتيجي" وتتمثل في الاتي:

- امن البحار والممرات المائية المحيطة بالخليج والشرق الاوسط العربي..

- امن واستقرار عدن ومحافظات الجنوب العربي "جنوب الجزيرة العربية"..

- محاربة الارهاب الاخواني المستهدف للجنوب واقتلاعه من جذوره.. ومكافحة اي بقايا لانشطه حوثية ايرانية بالجنوب.. وتعزيز قوات الانتقالي في حدود الجنوب لمواجهة والتصدي لجماعة الحوثي الموالية لايران..

- امن السواحل المطلة الممتدة من سقطرى الجنوبية وحتى باب المندب وكذا من المخا الشمالية وحتى ميدي.. بقوات جنوبية خالصة في حدود الجنوب وتحت قيادة القوات المسلحة الجنوبية باشراف المجلس الانتقالي الجنوبي.. وقوات شمالية في حدود اليمن الشمالي تحت اشراف التحالف العربي..

-حماية امن السعودية الاستراتيجي وتحصينه بقوات جنوبية تتبع الانتقالي في باب المندب وعدن وسواحل الجنوب.. وتأمين محافظتي المهرة وحضرموت لتحقيق اي مشروع سعودي استراتيجي لتصدير النفط.. بشرط التعامل مع الانتقالي الجنوبي وقواته على ارض الواقع وممثليه في المهرة وحضرموت وفق اتفاقات مناسبة تصب في صالح السعودية والجنوب..

*ومن أهم المرتكزات الرئيسية للحفاظ على امن السعودية ودول الخليج ومصر والمنطقة العربية الاتي:-

- استعادة استقلال دولة الجنوب العربي " اليمن الجنوبي ان كان صالح للمرحلة" وتكون دولة قوية وفاعلة من التحالف العربي..

- وجود جيش جنوبي قوي وفاعل يحمي باب المندب.. ويتكون من وحدات حرس حدود برية لدولة الجنوب تستطيع صد اي هجوم حوثي او يمني شمالي على الجنوب.. وحماية عدن وباب المندب من اي غزو ايراني عدواني او اخواني ارهابي..

وهذه الامور لن تتحق الا بالاتي:

- دعم سياسي وعسكري - عربي واقليمي ودولي- للمجلس الانتقالي الجنوبي..

- دعم تنمية عاجلة ومشاريع بنية تحتية في عدن ومحافظات الجنوب تزيد من قوة المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيا وتمنحه قدرة على التفاوض سياسيا وسد كل الفجوات التي تحاول استهداف السعودية بعد تحملها ملف الجنوب وعدن..

- يجب ادراك السعودية للمخاطر المحدقة بها وعملها بصراحة ودون خوف او تستر لصالح حماية نفسها من اخطار مشروعي ايران والاخوان في اليمن..

- يجب ادراك الخليج عموما ان امنهم القومي يرتبط باستعادة استقلال دولة للجنوب بفكرها الجديد وشكلها الحديث الصانع للاستقرار..

- يتوجب على السعودية اعلان موقف من خيانات حزب الاصلاح.. وموقف واضح من شرعية هادي التي اصبحت ضرر على السعودية..

- يتوجب على السعودية رفع يدها عن حزب الاصلاح الاخواني الذي بات يمارس الارهاب علنا ويعيد الارهاب مناطق الجنوب تحت اسم " جيش وطني" وهذا الأمر يضر السعودية ويظهرها كداعمة للارهاب.. كما يظهرها متناقضة اذ انها ترفض وتحارب ارهاب الاخوان في كل الدول بينما باليمن تدعم الاخوان .

- يجب على الخليج كله سعودية وغيرها.. ادراك ان اليمن الشمالي اصبح بيد ايران.. وما لم يتم دعمها لاستعادة دولة الجنوب بحدود العام 1990.. فان الخليج سيظل تحت تهديد ايران..

- يجب على السعودية وبقية دول الخليج دعم جيش جنوبي قوي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.. لمواجهة جماعة الحوثيين وايران ومواجهة حزب الاصلاح الاخواني " الوجه الاخر للحوثيين وايران"..

- ستتورط السعودية اكثر لو استمرت في دعمها احزب الاصلاح الاخواني والارهابي علي محسن الاحمر.. ولن يتغير شي في المعادلة.. والمخرج الصحيح والقوي للسعودية ودول الخليج هو دعم اقامة دولة جنوبية مستقلة..

ختاما..
والله وتالله وبالله..
لا مخرج للسعودية ودول التحالف العربي ومصر ايضا.. الا دعمهم للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي المناضل البطل وتحت قيادته يتم دعمهم لجيش جنوبي قوي وعمل سياسي جنوبي دولي.. لاجل حصار ايران وممثليها "الحوثيين ظاهريا والاخوان سريا" والعفافيش ايضا.. وما لم يتم ذلك ستبقى السعودية قيد التهديد والخطر وكل دول الخليج..

قلنا قولنا..
بالمختصر المفيد..
وللحديث بقية..

#اديب_السيد
7 يونيو