آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 02:28 م

العم عوض محروس في ذمة الله

الأربعاء - 23 يونيو 2021 - الساعة 06:26 م

بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب

تابعونا على

فقدت الجالية الجنوبية في مدينة شيفيلد وفي عموم بريطانيا، واحدة من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والإنسانية من ناشطيها.
إنه العم عوض ثابت محروس السعدي، ذلك العم والأب والصديق الودود لكل من تعرف عليه وعاش معه.
العم عوض محروس من أوائل المغتربين الجنوبيين في بريطانيا، عمل في مصانع الحديد والصلب منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وكان من بين مؤسسي الجالية الجنوبية تحت اسم "اتحاد عمال اليمن" والتي مثلت رديفا نقابيا وجماهيريا للحركة الوطنية الجنوبية في بريطانيا، وساندت ثورة ١٤ أوكتوبر كما ساندت ثورة سبتمبر وقيام الجمهورية العربية اليمنية، وكانت مساهمة بقوة في الدعم المادي والنشاط الاحتجاجي المدني المطالب بخروج الاستعمار وتحقيق استفلال الجنوب وبناء دولته الوطنية المستقلة.
كان الفقيد يجمع بين مقدرته على الفوز بحب واحترام كل الذين عرفوه، وبين تمسكه بالقضايا الوطنية الكبرى منذ مطلع الستينات حتى آخر فعاليات ونشاطات الحركة الوطنية الجنوبية المنادية باستعادة دولة الجنوب والتخلص من التبعية والهيمنة التي صنعتها حرب ١٩٩٤م على الجنوب.
كان الرجل الثمانيني مشاركا نشطا في كل الفعاليات الاحتجاجية والمناشط السياسية الجنوبية في المملكة المتحدة، المؤازرة لثورة الشعب الجنوبي، من اجل استعادة دولته، فكان ينهض صباحا لينطلق مع من هم في سن أبنائه أو أحفاده ليشارك في التظاهرات المقامة في العاصمة لندن أمام مقر الحكومة أو البرلمان البريطانيين.
وعلى الصعيد المادي لم يكن يبخل وهو المتقاعد منذ عقود، بتقديم الدعم للفعاليات الوطنية في الداخل فضلا عن مساهمته السخية في الأعمال الخيرية العديدة الهادفة لدعم الجمعيات الخيرية وكل المحتاجين الأفراد.
توفى الغم عوض محروس عن عمر يناهز التسعين عاما، تاركا سيرة حياة معطرة بالنقاء والحب والوطنية والصدق والتواضع، ورغم غيابه إلا إن ذكراه الطيبة تصلح مرجعا لتعليم الأبناء والأحفاد معاني الصدق. والأمانة والإيثار والتسك بالوطن كقيمة وهوية وتاريخ وشرف وكرامة. ومصير ومستقبل
إنني بهذا المصاب الأليم أتقدم بصادق مشاعر العزاء والمواساة إلى ولده الأخ العزيز عادل عوض محروس ووالدته الكريمة العمة حليمة والأخ محمد محروس، وإلى زملائي في قيادة وقواعد مجلس يافع العام والجالية الجنوبية. في بريطانيا، وكل أهلنا في السعدي وكل يافع،
مبتهلا إلى الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا العزيز بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأتقياء والصالحين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون