آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:23 ص

كتابات واقلام


الانتقالي يفشل مخطط التقسيم بتدخله على خط الأزمة في الجنوب

السبت - 14 أغسطس 2021 - الساعة 10:04 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


من دون ادنى شك ان الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها العاصمة عدن، والمدن المحررة، في الجنوب، ما هي إلا أزمة مفتعلة، افتعلتها السلطة الشرعية، وعجزت الآن عن حلها، لأنها خرجت عن سيطرتها.

ارادت سلطة هادي معاقبة شعبنا في الجنوب بالخدمات، وارتفاع المعيشة، بسبب انحيازه لمشروع الدولة الجنوبية، كما ارادت وضع العراقيل، والمعيقات، امام المجلس الانتقالي الجنوبي، لمنعه من السيطرة على كامل الاوضاع، وافشال مشروعه التحرري.

كانت الشرعية، وحزب الاصلاح، يريدان ان يحولا الأزمة الاقتصادية في الجنوب الي ورقة رابحة، لارضاخ الشعب لمطالبهم، ومشروعهم، والتحكم بالمجلس الانتقالي، واجباره على الاستسلام، لكن الورقة الرابحة تحولت الآن الي ورقة ضغط عليهم، بعد فشلهم في ادارة الأزمة، والتحكم بها.

وتاتي تدخلات المجلس الانتقالي على خط الأزمة المصرفية، والاقتصادية، في العاصمة عدن، لتؤكد ان الشرعية فشلت، واصبحت غير قادرة على انتاج الحلول، وان تدخل المجلس الانتقالي هو ما كانت تخشاه الشرعية، ولكنه حدث بطريقة مهنية، واسهم في تحريك المياه الراكدة، وضبط تقلبات السوق، ووضع معالجات سريعة لتدهور العملة المحلية، ونتج عن ذلك نتائج ايجابية خلال الايام الماضية.

يستطيع المجلس الانتقالي ادارة العملية الآن، سواء من خلال اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس، او غيرها، وبامكانه السيطرة على الوضع المالي، والمصرفي، من خلال وضع يده على البنوك التجارية، او البنك المركزي، وشركات الصرافة، فهو الحاكم بامر الواقع، ولا ينبغي عليه ترك الامور تذهب الي ما هو افضع.

خلق الأزمة الاقتصادية في الجنوب، الهدف منها تجويع الشعب، واذلاله، وتمزيق النسيج الاجتماعي جنوبا، ودفع الاوضاع نحو الفوضى، وصولا الي تقسيم الجنوب الي كانتونات صغيرة، يسيطر عليها زعماء العصابات، لضرب المشروع الجنوبي، ولكن هذا المخطط سيفشل بوعي الناس، وتحرك كافة الفعاليات الجنوبية، وفي المقدمة منها المجلس الانتقالي الاكثر تنظيما، وانتشارا، لوضع خطط محكمة، ومضادة، لانقاذ الجنوب من الانهيار، واعادة الأمل لشعبنا الصابر. والكل معني في الجنوب اليوم، بدعم تحركات الانتقالي، لافشال المخطط الخطير، و الكارثي.

وامام الانتقالي اليوم مهام كبيرة لاعادة ترتيب الاوضاع في العاصمة عدن، وتقع عليه مسؤولية التدخل في كافة المجالات، سواء في المجال المصرفي، والمالي، لايقاف انهيار العملة المحلية، من خلال الرقابة على البنك المركزي، وشركات الصرافة، او في المجال المعيشي، والاقتصادي، من خلال مراقبة اسعار السلع الاستهلاكية، والغذائية، ومنع التجار من التلاعب باسعارها، او في المجال القضائي، من خلال اعادة الروح للمؤسسة القضائية، والعدلية، واعادتها للعمل بكوادر جديدة، وكفؤة، او في المجال الخدمي من خلال اعادة تنظيم، وترتيب، هذا المجال، والاشراف عليه، وتعيين كوادره، او في المجال التشريعي من خلال تفعيل الجمعية الوطنية للمجلس، لتقوم بدورها في الرقابة على المجال التنفيذي، وبقية المجالات الاخرى، حتى لو دفع ذلك المجلس لاصدار اعلانات دستورية، لتقويم هذه المؤسسات، كما اشار لذلك القاضي محمد بامطرف نائب رئيس المحكمة العليا في الجمهورية، رئيس المحكمة العليا في جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا.

ويرى مراقبون ان افشال مخطط تقسيم الجنوب، واشعال الفوضى، وتدمير الشعب، هو مسؤولية كل الجنوبيين اليوم، من مختلف مواقعهم، واماكنهم، فالجنوب يعيش مرحلة عصيبة، ويواجه عصابة خطيرة، لا تتورع عن القيام بمثل هذا السلوك، الخياني، والتدميري، بينما هي تعيش في المنفى، وتتخلى عن مسؤولياتها الوطنية، ما يكشف عن دورها الصريح في التدمير، والتخريب، والعذاب الذي ينال البلد، والشعب.

لن تمر عصابة الخراب، فكل مخططاتها معروفة، ومكشوفة، ودائما ما ترتد عليها، فالجنوب اصبح اكثر وعيا، وقدرة، على افشال مثل هذه المخططات، والخروج منها منتصرا.