آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:26 م

كتابات واقلام


هل ستعود مصفاة عدن للعمل ثانية ؟

الأحد - 12 سبتمبر 2021 - الساعة 03:49 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* تلقيت دعوة بالتجوال في مصفاة عدن من قبل رئيس نقابتها ، والدعوة أتتني لأني كتبت كثيراً عن المصفاة ، ودافعت عن ضرورة إيقاف تدميرها والعبث بها ، وكأنّ في هذه الدعوة رسالة تبلغني بأن الحلم قد تحقّق ، وأنّ المصفاة تعود للحياة ، وهي لم تعد تلك الكومة من الخردة ، خصوصاً وقد أُستبدلت قيادتها السابقة ، وأنّ القيادة الحالية بمعية النقابة وكل العمال يجاهدون اليوم بمثابرةٍ لإعادة إنارة شعلتها التي إنطفأت طويلاً ، ثم إنّ إعادة تشغيلها يجنبنا إهدار ملايين الدولارات لشراء المحروقات من الخارج .

* وفعلاً لبيت الدّعوة ، وبداية طوافي كان الى إدارة التدريب فيها ، وهذه يديرها الأستاذ أنور سعيد نعمان ، وهو أخٌ وصديق عزيز ، ومن الدردشة الأخوية معه حول أوضاع المعهد الذي كان يحتل مرتبة متقدمة على مستوى الشرق الأوسط في مجاله ، فقد نضحَ وجهه بالتفاؤل وهو يستعرض عدد ونوعية الدورات المخططة - 82 دورة مقرّرة لهذا العام - بينها دورة لجامعيين متخصصين في النفط ( عدد 16 خريجاً ) من خارج المصفاة ، ومنها سيتم إستيعاب 8 منهم كموظفين جدد في المصفاة ، كما تحدث عن دورات رفع المهارة التي ترسلها دوائر المصفاة لإحلالهم كبدائل للمتقاعدين أو لرفع مهاراتهم وخلافه .

* خلال تجوالي طفتُ بمحطة الكهرباء ، وهناك تجري إعادة الإنشاء من الصفر ، وهي محور تشغيل المصفاة وعمادها ، والعمل يجري في الصّبيات التي ستنتصبُ عليها المولدات ، والجزء الأكبر من هذه المولدات تفترش قطعها ومعداتها في الساحات ، لكن هناك أجزاء متأخرة منها لم تصل البلاد بعد ، ثمّ عرّجتُ على وحدة التقطير ( أساس نشاط المصفاة في تكرير النفط الخام ) ، وفعلا العمل يجري فيها بشكلٍ حثيث ، وتقريباً أنجز منها 80% حتى الٱن ، وثمّة حركة دؤوبة في إعادة إنشاء وترميم منظومة شبكة أنابيب نقل النفط والبخار .. إلخ .

* لكن مالفت إنتباهي ، هو كيف يتمٌ إستكمال تجهيز وحدة التقطير في الوقت الذي لم يتم الإنتهاء فيه من محطة الكهرباء التي ستشغلها ببخارها ؟ وللعلم هذه الأخيرة ستحتاج الى ستة أشهر للإنتهاء منها بحسب مدير المصفاة المهندس سعيد محمد ! ثم أنّ ثمة أجزاءٍ منها لم تصل بعد الى البلاد ، بل وهناك إحتياجات مالية بالعملة الصعبة مرتبطة بهذا الجانب ، وهو مبلغ 7 مليون دولار من المفترض أن تقدمها الدولة !

* يحدثك فاعلين في المصفاة ، أنّ عملية تدميرها قد جرت بقرارٍ فوقي من بين رأس هرم السلطة ، والهدف لغاياتٍ سياسية ولمصلحتهم الشخصية ايضاً ، لكن شدّ إنتباهي خلال تجوالي في أروقة إدارتها وورشها ، أنّ ثمة وجوه بعض أتباع هؤلاء من الكهول الطّاعنين في السن الذين تمّ الإبقاء عليهم رغم تقاعدهم منذو سنوات طويلة ، وهم أسهموا في إيصال المصفاة الى هذه الحال ، ومن البديهيات أنه من لعب دور معول هدم لن يكون وسيلة بناء مطلقاً ، أعني هنا عندما يدور اليوم الحديث الجدي عن النية الصادقة لإعادة تشغيل المصفاة فعلاً .

* هنا أشعرُ أنه ستنتصب أمام القيادة الحالية للمصفاة ( المدير التنفيذي المكلف د . سعيد سليمان الشماسي ومدير المصفاة المهندس سعيد محمد ) مهام جسام لتسوية الملعب ، ولتنفيذ تطلعات إعادة المصفاة الى الحياة فعلاً ، وبالفعل هم يبذلون جهودا جبارة كما حدثني النقابيين في المصفاة وقيادات فنية وإدارية أخرى ، ولكن المخلفات والتركة ثقيلة أصلاً ، ثم إن ضمان إستخلاص المبلغ الذي من المفترض أن تقدمه الدولة لإعادة الحياة الى المصفاة هو الٱخر في علم الغيب ، ولاننسى أن الحيتان التي تضرّرت مما يجري في المصفاة لها ثقلها وأذرعها وأنيابها ايضاً ، وكل هذه عوائق ثقيلة ولاشك ، أليس كذلك ؟!

✍️ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .