آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:25 م

كتابات واقلام


سخافات "بارحية"

الإثنين - 11 أكتوبر 2021 - الساعة 10:29 م

د. عيدروس نصر ناصر
بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب


لم أعَوٍِد نفسي ومتابعي صفحتي على مناقشة السخافات والتفاهات التي يكتظ بها الفضاء الإلكتروني، لكن بعض ذلك النوع من السلوك والحديث، يثير من الغثيان والقرف أكثر مما يثير من السخرية والتعجب.
قال لي:
هل سمعت ما جرى في عدن اليوم، (يوم أمس الأحد 10 أكتوبر 2021م)؟
قلت له:
نعم وبكل أسف، صحيح نجا الأخوان محافظ عدن ووزير الزراعة من عملية التفجير الإرهابية، لكن هناك شهداء وجرحى، والأكثر من هذا هناك من لا يريد لعدن أن تستقر ولا لمواطنيها أن يعيشوا بأمان.
لكنه علق بلهجته العامية:
ما حدا لعب على عدن ولا يقف وراء هذه العمليات إلا عيدروس الزبيدي وبن بريك.
صدمت بهذا الكلام فقد كنت أتوقع أن الرجل يمتلك بعض المعرفة ولو السطحية في منطق السياسة أو على الأقل بمنطق العلاقات الاعتيادية بين الناس.
قلت له:
حتى انت انطلى عليك هذا الحديث؟
قال:
هذولا يريدون أن يحكموا الجنوب بالقوة حتى وشعب الجنوب يرفضهم.
الحقيقة أنني سمعت مراراً حديثاً مشابهاً لأناس معروفون بخلفياتهم السياسية والحزبية، وفي الغالب اتجاهل هذا الكلام أو اتعامل معه بضحكة سخرية، لكنني هذه المرة قررت محاججة صاحب الخبرية، فقلت له:
أنت نفسك تدحض ما تقول، طبعا أنت تكرر ما يقوله الإعلام المعادي للجنوب والجنوبيين وبشكل أساسي للقضية الجنوبية ومطالب الشعب الجنوبي باستعادة دولته.
سأجاريك بأن عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك هم من حاولوا اغتيال أحمد لملس وسالم السقطري، وتقول أنهما (اي الزبيدي وبين بريك) يريدان أن يحكما الجنوب، فهل من مصلحتهما أن يقتلا رفاقهما الذين بهم سيحكمان الجنوب؟
ثانياً: لا أدري من الذي قال لك أنهم فقط يريدون أن يحكموا الجنوب، لكن سأجاريك في هذه أيضاً، وأسألك: هل من يريد يحكم بلاد يعمل على إرساء الأمن والاستقرار فيها أم إنه يزعزع الأمن يمارس الإرهاب و يقتل رفاقه الذين يشاطرونه القناعات والمواقف السياسية؟
وثالثا: ماذا يستفيد اللواء الزبيدي ونائبه هاني بن بريك من تصفية أحمد لملس وسالم السقطري، إذا كانا هما الخاسران في هذه العملية الإجرامية؟
رابعاً: لو صح أن عيدروس الزبيدي وبن بريط يمتلكان هذه القدرة على التفخيخ والتفجير فكيف كانا هما ومعهما الكثير من القيادات الانتقالية هدفا لهذه العمليات ونجيا منها بأعجوبة، ثم لو صدق أنهما يمتلكان تلك القدرة وذلك التوجه فكان الجدير بهما توجيه هذه القدرة ضد أعدائهم وأعداء قضيتهم وليس ضد رفاقهم وأنصارهم.
وأخيرا: لن أناقشك في قصة أن الشعب الجنوبي يرفضهما لأن أحدا لم يستطلع رأي الشعب بيد إنني أذكرك أنه تم تفويضهما في مليونية لم يحصل على مثلها أي زعيم في الجنوب ولا في الشمال، ولو قلت لي أن من فوض المجلس الانتقالي الذي يرأسانه، لا يمثل كل الجنوب، سأقول لك نعم، ولكن على من لديه مثل هذا التفويض أن يبين لنا تفاصيله
قال لي:
كم كيلو تشتي؟
وانتهى الحوار لننتقل إلى شراء المقتضيات.
لقد اكتشفت من هذا الحديث كم هو التضليل الذي يتعرض له البسطاء ومن كثرة تكراره يتحول إلى ما يشبه القناعات لدى من لا يتمتع بقدرة على دراسة الخلفيات وإدراك الأهداف الخفية للإشاعات وحملات التزييف والخداع دونما محاولة اسكتشاف ما فيها من اللامنطقية والتنافض والسطحية المفرطة.