آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


انقذوا شعبكم قبل ان تلتهمكم ثورته وانتم ابرياء

الخميس - 11 نوفمبر 2021 - الساعة 12:50 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


يكتبه / جمال مسعود

لم تمر على شعبنا الجنوبي طيلة مراحل تاريخه ايام كهذه التي يعيشها اليوم فالوضع اليوم مختلف تماما عن اوضاع الحروب والنكبات والازمات فلقد بلغ حدا ليس باستطاعة اي إنسان في اي مكان في العالم احتماله فالتدهور المعيشي اضحى مسرحية ساخرة فرضت فرضا على شعبنا ولاعلاقة لها بالمؤشرات والانهيارات الاقتصادية المتعارف عليها دوليا فقد تعرضت دول الى سقوط وانهيار اقتصادي نتيجة لاصابتها بكوارث طبيعية واعمال بشرية لكنها اسرعت في تنفيذ مشاريع انقاذ وطنية ورسمت خطط عاجلة لتفادي وقوع المجاعة وانتشار الفوضى في البلد وبالفعل تمكنت العديد من الدول من تجاوز الازمة الاقتصادية واستقامت على اقدامها من جديد وتخطت مرحلة الخطر بعد ان وصلت اليها واكتوت بلهيبها لتعود الاوضاع الاقتصادية الى طبيعتها ويعم الرخاء بمساعي وجهود وطنية نبيلة قام بها ابناء البلد الشرفاء الاوفياء الذين تداعوا من كل مكان لانقاذ وطنهم وشعبهم واخراجه من ازماته متحدين كل العوائق والعقوبات وخطط التدمير الممنهجة التي فرضتها قوى معادية تهدف الى اغراق البلد في اتون فوضى عارمة واعمال نهب وسلب ، لقد نجحت العديد من الدول التي احتضنها ابناؤها وانتشلوها من الوحل وقاموا بتنظيفها من الفساد والعمالة والخيانة وخدمة اعداء الوطن المتاجرين بمعاناة الشعب والمسترزقين من ازماته وجوعه وفقره.

نحن اليوم في جنوبنا الحبيب وقد تداعى علينا الاعداء من كل حدب وصوب ينهشون في جسد الشعب بالافقار والتجويع ويفجرون حروبا متنوعة ضده عسكرية واقتصادية كلما انطفأت حرب فجروا أخرى يرهقون الشعب وقياداته ليذعنوا منكسرين ويرضخون لمشاريع تجديد عهود الهيمنة والاستبداد والظلم والطغيان من اجل استمرار نهب الثروات والمقدرات لشعبنا الجنوبي في كل مكان.

ان القوى السياسية والعسكرية الجنوبية ليست معفية من واجبها تجاه الشعب الجنوبي وعليها الاتصال والتواصل بالشعب والارتباط الوثيق بمعاناته وتحسس وتلمس احتياجاته ، والاستناد الى حضوره وفاعليته الثورية وترشيدها ، لانه ظهر العمل السياسي ودعم المسار العسكري ورافد من روافد المقاومة والتصدي لمشاريع الهيمنة والاستبداد والظلم والطغيان لاتستطيع القوى السياسية والتشكيلات العسكرية العمل بعيدا عن الارادة الشعبية.

ان التزام الصمت ازاء معاناة الشعب وتفاقم الازمة الاقتصادية وانهيار العملة وفقد السيطرة على موجة الغلاء وترك الباب مفتوحا امام المخربين تجار الحروب والازمات وعدم الضرب بيد من حديد ساهم وبقوة في زيادة وتيرة الانهيار الاقتصادي وتسارع عجلة الهبوط للعملة المحلية والمتاجرة بها ، حيث اصبحت من التجارة السريعة والمربحة وفتحت شهية اصحاب الرأس المال المشبوه في المضاربة بالعملة وتهديد الأمن المعيشي للمواطن في الجنوب دون غيره ، وهذا واضح للعيان من خلال الفارق الكبير والغير مبرر لقيمة العملة بين الجنوب المحرر ومحافظات العدوان اليمني المستمر على الجنوب ، والذي نقل الحرب العسكرية التي هزم فيها في عدن ومحافظات الجنوب الى حرب اقتصادية خفية ينفذها بادوات متواجدة في الجنوب تعمل بحرية وامام المراقبين الجنوبيين في الانتقالي والشرعية والتحالف العربي دون رادع.

ان اوضاع شعبنا الجنوبي المعيشية مزرية للغابة ولا تستقر على حال واليوم فيها افضل من الغد ، تنتابه موجات خوف وغضب شديد وثورة من حسن حظ السياسين انها تحت الرماد في الوقت الحالي ومسيطر عليها ، لكن لهيبها يزداد كل يوم بسبب تعقيدات الازمة الاقتصادية وتدهور الاوضاع المعيشية وانهيار العملة وعدم السيطرة عليها ، مايوحي بخروج الحمم البركانية الغاضبة الى السطح في اي وقت وانفجار ثورة الشعب الجنوبي من جديد ولكن هذه المرة ضد التدهور الاقتصادي وحرب التجويع والافقار واكثر مانتخوف منه هو اختلاط الأوراق فوق بعضها وغياب الهدف وعدم وضوح مصادره واتجاهاته فيثور الشعب في كل مكان ويتجاوز الحواجز كلها ويلغي الجميع ويضعهم كلهم في خانة واحدة هي خانة الخصوم والمتسببين بمعاناته ، فعلى القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية ان تحتضن الارادة الشعبية وتتبنى قيادتها المفوضة في 4 مايو ثورة شعب الجنوب للتحرير والاستقلال الاقتصادي كما نجحت في التحرير وطرد المحتل من اجزاء كبيرة من ارض الجنوب عسكريا والبقية الباقية سياسيا فلم يتبقى لها ان تقود الثورة الشعبية الجنوبية المتقدة والتي تحتقن تحت الرماد قبل ان تنفجر ذاتيا وتتلقفها قوى معادية توجهها بعيدا عن الاهداف الجنوبية الوطنية المطالبة بالتحرير والاستقلال وتحرفها عن مسارها وحينها لن ينفع الندم ولن تفيد الحسرة ولن تستطيع النقابات ولا القوات الضاربة ولا القبضة الحديدية من فك الاشتباك بين الجنوب المحرر ضد بعضه البعض وبايعاز من اعداءه وهم كثر فانقذوا شعبكم قبل ان يلعنكم وتلتهمكم ثورته وانتم ابرياء ولكنكم صامتون.