آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 04:55 م

كتابات واقلام


لماذا الحوار الان ؟ هل الحوار ترف ام ضرورة ؟

الخميس - 11 نوفمبر 2021 - الساعة 10:23 ص

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


السؤال الاساس ماذا نريد من الحوار ؟
الانتقالي ملزم بأن يسمع نبض الشارع
الشعب لا زال متمسك بالانتقالي رغم كل الحروب التي تشن عليه ويتحمل كل المعاناة من اجل ان يعزز مكانته.

نظرًا لحساسية المرحلة التي يمر بها الجنوب ومع دخول أطراف إقليمية ودولية في الازمة اليمنية ازداد الوضع تعقيدًا وتشابكاً اكثر من اَي وقت مضى ولهذا فالحوار اصبح ضرورة وحاجة ملحة في الوقت الراهن وعلى الانتقالي الاستشعار باهمية الحوار وادارته حتى النهاية بروح الانفتاح والمسؤلية وفتح الأبواب للمشاركة الحقيقية في صناعة الحدث وما يتًرتب علية من مسؤليات جسام تتطلب مشاركة كل الجنوبيين دون شروط مسبقة الا التوافق على هدف استعادة الدولة الجنوبية .

كان قرار الانتقالي اجراء حوار مع القوى والشخصيات الجنوبية في الخارج امر في غاية الأهمية لكن السؤال هل سيقتصر الحوار على منهم في الخارج ويستثنى منهم في الداخل ؟

مع اهمية اجراء الحوار مع منهم في الخارج هناك ضرورة قصوى لإجراء حوار مع كل شرائح المجتمع الجنوبي ومكوناته في الداخل ويتطلب الإسراع بتشكيل لجنة وطنية لإدارة حوار معهم ويمكن ان يكون الحوار على مسارين الاول مسار أفقي يشمل حوارا شعبياً على مستوى المحافظات والمديريات يشمل الجميع لاستقصاء الاّراء والتصورات لما يجب عمله اليوم وفِي اليوم التالي وحشد طاقات الجماهير للوقوف صفا واحدا خلف الانتقالي حتى تحقيق هدف استعادة الدولة.

اما المسار الثاني عمودي يستهدف بالحوار المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكلا المسارين يسيران جنب الى جنب وفِي نسق واحد لتشكيل رؤية وطنية جامعة تسد فيها الطريق امام التدخلات الخارجية والتي همها تشتيت نضال الجنوبيين من خلال دعمهم المستمر لتفريخ مكونات سياسية جديدة
اهداف الحوار.

الحوار يفتح فرصة لتصحيح المسارات وسد الثغرات وجبر الانكسارات وتوحيدالصف وتعميق التصالح والتسامح وإنارة طريق المستقبل واعادة الاعتبار للتاريخ والجغرافي.

الحوار فرصة لاستعادة زمام المبادرة في تعميق المصالحة الوطنية وزرع بذور التسامح بين طبقات وفئات المجتمع .

الحوار يجب ان يعلو على نطاق الحزبية والمناطقية وان يرتفع عاليا ويحلق في سماوات الوطن ليحتضن الجميع دون تمييز او استثناء احد
الانتقالي امام تحدي كبير ما عليه الا ان يأخذ عملية الحوار بالجدية اللازمة ولا يجب عليه ان يقف بالمنتصف فالحوار قضية حيوية يستهدف ضمان واستقرار العملية السياسية من الانهيار او التخبط وفِي نفس الوقت يضع اسس صحيحة تكون واضحة وكافية يقنع فيها الجميع بان اليوم التالي هو ملك للجميع وعلى الجميع المشاركة فيه كل حسب حجمه وكل حسب قدرته وكفاءته .

الذين هم جادون في استعادة الدولة سيكونوا مشاركين فاعلين وسينخرطون في عملية الحوار لان هدفهم استعادة الدولة اما الذين يرفعون شعار استعادة الدولة ويتلكؤن عن الحوار او يناورون ويتحججون بشتى انواع الحجج فانهم يبحثون عن سلطة او موطىء قدم في اَي سلطة وبأي ثمن وهنا تظهر الحقيقة بكل جلاء وتسقط الأقنعة المزيفة امام شعب الجنوب .

ولهذا فالحوار يستهدف وضع خارطة طريق يشارك فيه الجميع ممن هم مع هدف استعادة الدولة والحوار لا يعني تقاسم للسلطة الضايعة في الوقت الراهن او البحث عن مواقع وظيفية او تحقيق مصالح انيه و شخصية لكنه يعني بالدرجة الاولى هندسة مسار العملي الوطني وتوحيد روافده المتعددة ليصب في مجرى هدف استعادة دولة الجنوب الوطنية الفدرالية.

وبالأخير فالحوار لا ينبغي البدء من نقطة الصفر كما لا يعني إلغاء الكيان الجنوبي المفوض خاصة وقد اثبت قوته على الارض واصبح يحظى باعتراف إقليمي ودولي ولكن هناك حاجة ماسة لكي يفتح هذا الكيان حوار بناء لإشراك كافة قوى المجتمع الجنوبي لكي يلتف الجميع حوله ليعزز مكانته على الارض وإعطاء رسالة للإقليم والعالم بان قاطرة الجنوب يقودها وخلفه كل مكونات المجتمع الجنوبي في جبهة وطنية عريضه نحو استعادة الدولة الجنوبية الفدرالية
لا يوجد خيار اخر امام الانتقالي غير السير بهذا الطريق طريق الحوار ليتجنب العثرات ومكر الماكرين قبل ان يتمزق الجنوب الى كانتونات صغيره تكون سهلة الابتلاع من قبل المتربصين به فبوحدة الصف الجنوبي يستطيع الانتقالي ووراءه شعب الجنوب العبور نحو المستقبل بكل بثقة واقتدار .

قاسم عبدالرب العفيف
10/11/2021