آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:17 م

كتابات واقلام


مَن يجوعنا أنتم أو هم ؟

الثلاثاء - 30 نوفمبر 2021 - الساعة 05:53 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* حال الناس لايحتمل اليوم ، وأفران الرّغيف أغلقت لإرتفاع سعر الدقيق ، ولأنّ بيع الرّغيف الواحد بأكثر من سعره الحالي ( 50 ريالاً ) ، فلاأحد يتوقع رد فعل الناس على ذلك ، خصوصاً وحياتهم أخذت منحىً كارثياً بالمعنى الحرفي للكلمة .

* قُلنا ونُكرّر ونعيدُ ، أنّ الغلاء الذي يطحننا اليوم مُخطّط له ، وذلك لأنّ السلطة تهدر ملايين الدولارات شهرياً لشراء المحروقات من الخارج ، وهذه الدولارات يسحبها تجار مرتبطين بالسلطة ، وهذا الإهدار يتسبّبُ بشحّة الدولار ولاشك ، فيرتفع سعره ويتسبّبُ بالغلاء ، وكل ذلك لأنّ من في رأس السلطة تبنوا تخريب مصفاة عدن عمداً ، ونفّذ ذلك أتباعهم فيها ولازالوا ، والنّاس هنا تعرف ذلك جيداً .

* هُنا ، هل من في رأس السلطة الى هذا الحدّ من الإجرام ليجوعوا الشعب ويفقروه ؟ أو هل ثمّة من هُم في الظّل ويأمروهم بذلك ؟ هذا جائزٌ وهذا جائزٌ ايضاً ، لأنّ مَن في السلطة شرهون لِكنزِ المال بأي صورة ، لكن هل يصل بهم الأمر ليجوعوا الشعب حتّى يَثروا هم وحسب ؟! لأنّ مَن يُخطّط لتجويع شعب بأكمله لا أظنه في عِداد المسلمين ولاشك !

* بِحكم قُربنا من بعض قيادات المصفاة ونقابتها وفاعلون فيها ، وفي ظلّ الحديث عن إعادة تشغيلها كما يُروّجُ ، إلا أنّ فاعلين ممن ذكرنا يُحدثونا صراحةً عن عدم جِدية السلطة في ذلك ، وهذا محيرٌ وصادم ، وقد يتساءل البعض : ماهو موقف ودَور الإقليم هنا ؟ خصوصاً وحال شعبنا قد بلغ الحضيض فعلاً ، ومن مسؤوليات الإقليم ( دولياً ) رعاية بلادنا !

* هذا يشعُرني بأنّ وراء تخريب المصفاة وإفشال مَسعى إعادة تشغيلها فاعلين كبار دولياً ، وهؤلاء يتحكّمون بسلطاتنا وبالٱقليم ايضاً ، وهذا ضمن سيناريو كبير لشرقنا الأوسط ، والفطين يستوعب ما بين كلمات ووراء هذا القول ، لكنّ ما يثير الغضب هو كيف تقبل السلطة بهذا الواقع المأساوي لشعبنا إذا كانوا أبرياء حقاً منه ؟

* تشغيلُ المصفاة لايحتاج الى أُعجوبة ، ولايحتاجُ الى كنوزٍ مُكدّسة ، بل الى مبلغٍ زَهيدٍ لايساوي شيئاً من بيعِ شحنة نفط ، لكنّ السلطة تَتمنّع ، بل وتمارسُ التّمييع في إعادة تشغيلها بأساليبها المعروفة للعاملين فيها والمهتمين بها ، كلٌ هذا رغم الجهود الحثيثة لعمّالها ونقابتها وبعض قياداتها بعمل ماعليهم بمثابرةٍ ، ثمّ أنّ البنك المركزي وعلاقته ايضاً بتجويعنا في جانبٍ ٱخر بالطّبع ، أليس كذلك ؟!

✍️ علي ثابت القضيبي
الخيسه / البريقه / عدن .