آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 09:41 م

كتابات واقلام


أكذوبة " واحدية الثورة" بين سبتمبر وأكتوبر

الجمعة - 14 أكتوبر 2016 - الساعة 10:46 م

اديب السيد
بقلم: اديب السيد - ارشيف الكاتب


ردحا من الزمن.. ظلت عناصر ووسائل اعلام مختلفة سيطرت على الحكم في دولة اليمن الجنوبي.. وكذلك على اليمن الشمالي، تتغنى بما اسمته ( واحدية الثورة) بين ( سبتمبر وأكتوبر). كان ذلك، ضمن مخطط او على الاقل مشروع، سعى منذ البداية لتحويل دولة (اليمن الجنوبي التي تم تحويل اسمها كما هو وارد في عنوان اتفاقية استقلال الجنوب 67 " وثيقة استقلال جمهورية الجنوب العربي"، الى اسم ورد في إحدى فقرات الاتفاقية سمى دولة الجنوب العربي بــ" جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" ليجري فيما بعد ضمن مخطط اليمننة تحويلها الى " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"). ذلك كله كان يريد ان يحقق " الوحدة بين الدولتين" الجنوبية والشمالية، والتي فشلت مفاوضاتها على مدى عقود من الزمن من ( 67 وما بعدها).. قبل ان يتم توقيع اتفاق ما سمي ( الوحدة اليمنية) بشكل همجي وغير منطقي، وبناءً على تغيرات افرزتها المرحلة حينها. تزييف الوعي، وتغييبه عن الحقائق، افرز ما سمي " واحدة الثورة" وهو مصطلح وجد لغرض إلتهام الجنوب، وكان سبباً في توقيع " الوحدة اليمنية عام 1990"، وهو ما اُعد حينها، عودة " الفرع إلى الأصل" أي عودة " الجنوب الفرع إلى الشمال الأصل"، ومنه كانت ممارسة الشمال تجاه الوحدة اليمنية التي تزامن معها الفشل منذ ايامها الأولى. لا يزال هناك، من يتغنى بـ" واحدية الثورة" بين " سبتمبر وأكتوبر"، وفي الحقيقة أن تلك أكذوبة تأريخية، صدقها كثير من المغفلين. ثورة اكتوبر، كانت نتاج انتفاضة شعبية مسلحة، ضد استعمار خارجي، شارك فيه كل فئات شعب الجنوب العربي، بكنه اختطف فيما بعد من (شلة) تسلقت على ظهر هذا الانتصار الشعبي الجنوبي العربي التأريخي. لم يشترك في ثورة أكتوبر، أي من المقاومين من الشمال، في حين اشترك مقاومين جنوبيين في دعم واسناد " الجمهوريين " في اليمن الشمالية، ما حدث حينها، بعد ان عاد الجنوبيين من مشاركتهم في الشمال في " فك حصار السبعين " وغيرها من المعارك، كان يتم في بعض الاحيان تزويد الجنوبيين باسلحة من منافذ وطرق تربط الشمال بالجنوب. ما حدث، لا يعد " واحدية الثورة" ولا يمكن حسابه، إلا في إطار " رد الجميل " من بعض ثوار الشمال، للجنوبيين الذين كانوا يواجهون طائرات ومدافع الاستعمار البريطاني، باسلحتهم الشخصية. من هنا، لا يمكن بأي حال من الاحوال، الصاق وصف " واحدية الثورة " بين سبتمبر واكتوبر، وبين الشمال والجنوب، ولو كان ذلك حقيقة، لما مارس الشمال تجاه الجنوب، احتلالا فاشياً متعجرفاً، دمر الجنوب بكل إرثه التأريخي والثقافي والعلمي وحتى الاخلاقي، وحول مشروع وحدة سلمية قدمها الجنوب على طبق من ذهب للشمال، إلى وحدة فيد ونهب ودم وقتل وإجرام، بناء على مبدأ " الفرع الذي عاد للأصل". لقد اثبت التأريخ، أن مصطلح " واحدية الثورة" ما هو إلا مصطلح " الجنوب الفرع الذي عاد إلى الشمال الأصل"، ومنه يمكن قراءة كل التفاصيل . اليوم، وبكل وضوح، تؤكد الوقائع، ان " واحدية الثورة " أكذوبة، وأكذوبة سمجة جداً، وان أكتوبر شيء، وسبتمبر شيء آخر، وأن الجنوب العربي شيء، واليمن الشمالية الموالية لإيران شيء آخر. ورغم احترامنا ليوم 26 سبتمبر، وشهداءه، كحق تأريخي لاشقائنا شعب اليمن الشمالية، إلا ان وقائع اليوم الواضحة، لا تحتاج إلى استدعاء البعض، لأكاذيب تأريخية، لإثبات ما سميت " واحدية الثورة" . ما يهم اليوم، هو النظر للحاضر والمستقبل، وعدم المكابرة، والعمل لإيجاد استقرار حقيقي في دولتي " الجنوب " و " الشمال"، وايقاف الحرب الهمجية، وإعادة سبتمبر الى روحه في الشمال. وفي الجنوب نحتاج الى إعادة وهج اكتوبر، بفكر جديد وحديث، وتحقيق ما ناضل من اجله الشهداء، في تحقيق الحياة الكريمة للشعب وللأجيال، والوقوف بوجه كل من يريد العبث بأمن الشعب الجنوبي، واستقراره، وتطلعه في بناء دولته العادلة، المستقرة، لينعم شعبها ولو بقليل من الامن والحياة الكريمة، بعد معاناة طويلة وتأريخية.