آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 03:06 ص

كتابات واقلام


الإشكالية المزدوجة التي تواجه #مؤتمر_الرياض

الأربعاء - 23 مارس 2022 - الساعة 03:06 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف - ارشيف الكاتب


ستظل لغة الحوار أفضل من لغة السلاح لدى من ينشد تحقيق السلام مثلما أفعل و يفعل غيري كثر. ومن هذا المنطلق، و استكمالاً لمقالي السابق بعنوان: "عن مؤتمر الرياض"، أقول كان ترحيب كثيرين بالدعوة التي أطلقتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إلى إجراء حوار في مقرها بالرياض، أمراً إيجابياً بالطبع. (أسمتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالمشاورات اليمنية).

وكشأن الدعوات السابقات لإجراء مؤتمرات، مشاورات، لقاءات (أياً كانت التسميات)، تواجه الدعوة الجديدة إشكالية مزدوجة تكمن في من يحق له توجيه الدعوة و صفته، و من يحق له الحضور و صفته، و هي إشكالية مزودجة، صعبة التفكيك قراءة و تحليلاً صعوبة الوضع المعقد في #اليمن الذي يزداد تعقيداً بمرور الوقت، و لطالما كانت من الأسباب المباشرة التي تضاعف من تعقيد الأمور، لا حلها؛ لأنها تقوم على أسس و معايير غير واضحة تقود بالتالي إلى نتائج تتناسب مع هذه الآلية غير الواضحة في الاختيار. (ملاحظة: أوضحتُ كسياسي و باحث يمني مستقل في كتابي "يمنيزم" ، الصادر عن إحدى المؤسسات المصرية المعنية بالنشر الإبداعي، نهاية العام الفائت، على نحو جلي و دقيق و لا يحتمل اللبس، أسس و شروط و معايير ينبغي توافرها في إجراء أي مفاوضات أو حوارات أو مشاورات، لتكون ناجحة، وقالت المؤسسة الناشرة أن هذا الكتاب جدير بالقراءة، لا يضيء واقع اليمن وحسب، بل يضيء واقعنا العربي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً) .

وفي عددها الصادر الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠٢٢ نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن مسؤولاً خليجياً أكد أن "المشاورات اليمنية – اليمنية، نهاية الشهر الحالي، ستضم وجوهاً جديدة، وشخصيات من جميع المحافظات الشمالية والجنوبية، وحتى من العاصمة صنعاء وطوقها". و أن "دعوة مجلس التعاون الخليجي للمكونات والأطراف اليمنية لن تستثني أحداً، مبيناً أنها ستشمل السياسيين والأدباء والكتاب، والقادة العسكريين، إلى جانب المرأة والمجتمع المدني والشباب". وأضاف: "المشاورات ستُعقد بمن حضر، وهي لجميع المكونات اليمنية. لا يمكن أن يكون الحل إلا من اليمنيين أنفسهم".

وعبارة: "لن تستثني أحداً، مبيناً أنها ستشمل السياسيين والأدباء والكتاب، والقادة العسكريين، إلى جانب المرأة والمجتمع المدني والشباب"، واضحة بما يكفي لإحداث رد فعل معاكس يعزز من تلك الإشكالية المزدوجة المشار إليها بعاليه، التي ستعقد الأمور، لا حلها؛ إذ من المستحيل إقامة مشاورات لن تستثني أحداً. و كونها ستشمل السياسيين والأدباء والكُتّاب والقادة العسكريين، إلى جانب المرأة والمجتمع المدني والشباب، تختلف تماماً عن كونها ستشمل سياسيين وأدباء و كُتّاب وقادة عسكريين.. الخ؛ و هي معيارية أخرى عامة غير محددة ستعزز من تلك الإشكالية المزدوجة المشار إليها بعاليه، التي ستعقد الأمور، لا حلها، لأنها ببساطة تقوم على مبدأ معياري اختياري غير واضح من شأنه أن يتم تأويله من معارضين بكونه خاضعاً لإملاءات مسبقة تقوم على استثناء الآخر المغاير؛ فضلاً عن كونها أساساً غير مخوّلة بعملية الاختيار و المفاضلة.

و ما حدث إلى الآن من ردود فعل متباينة بين سائلة و باحثة عن الأسس و المعايير التي تم بموجبها عملية اختيار من تم اختيارهم دوناً عن غيرهم لحضور مشاورات الرياض، إنما يقع في سياق صلب الأسباب المباشرة التي ستضاعف من تعقيد الأمور، لا حلها، في حين هدفنا النبيل، كما هو مفترض هدف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، هو المساعدة في عقدها بما يفضي إلى إجرائها باعتبارها فعلاً مشاورات يمنية يمنية تقوم على أسس و معايير واضحة تحقق النتائج المرجوة من عقدها.

#سامي_الكاف