آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


أساس إعادة الإعمار في اليمن

الإثنين - 27 مارس 2017 - الساعة 04:48 م

د. محمد جميل ناجي
بقلم: د. محمد جميل ناجي - ارشيف الكاتب


تترقب الأنظار إلى مباحثات السلام الذي يقوم به مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن الاستاذ اسماعيل ولد الشيخ لإيجاد نهاية للحرب الأهلية في اليمن ،ورغم كل المعوقات من طرفي الانقلاب، ورغم كل النداءات إلى وجهتها الأمم المتحدة لأنها الحرب الأهلية، ونتيجة للانهيار الأمن الغذائي للمواطنين وتدهور خطير للرعاية الصحية والتعليمية، إلا أن أصوات الحرب والحسم العسكري مازال يرتفع من وقت لآخر. لكن في النهاية سوف تحصل التسوية السياسية السلمية للملف اليمن ،مما يجعل اليمن أمام تحدي كبير وهو إعادة الإعمار. ان إعادة الإعمار ماهي إلا مجموعة شاملة من السياسات والإجراءات الضرورية للدول الخارجة من النزاعات المسلحة الدولية أو الأهلية، وهي تلبي احتياجات المواطنين المتضررين، وكذا معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، وتدعيم أسس السلام المستدام. ولعل أهم هذة الإجراءات : 1 ) الأمن والمساعدات الإنسانية. 2)نظام الحكم السياسي . 3) إعادة تصويب التحول الديمقراطي في المجتمع إلى إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 4) حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. 5) المصالحة الوطنية (العدالة الانتقالية ). 6) المساواة بين الجنسين. ولتحقيق السياسات والإجراءات المذكورة لإعادة إعمار حقيقي، لابد من حشد الموارد والقوى الفاعلة من خلال وقف جميع الأعمال القتالية، وأنها النزاع عبر توقيع اتفاق سلام يحفظ للجميع مشاركة سياسية متساوية، وبالتالي التفرغ لحشد كافة الموارد المالية والبشرية والفنية، على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية. ولتحقيق هذا الهدف، فإن الإجراءات التالية يجب اتخاذها على كافة الأصعدة منه: 1) الصعيد الوطني : ا ) تحديد أولويات إعادة التأهيل واستحداث نظم وضوابط مالية شفافة لإدارة الموارد الخاصة بعملية إعادة الإعمار. ب) تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في أنشطة عملية إعادة الإعمار، وفي,بناء القوى ونقل المهارات، وإشراك الشركات المحلية وتحويلات المغتربين في مختلف اسقاع الأرض. ج)جذب الاستثمارات الأجنبية والسعي لإعادة الموارد التي قد تكون نقلت أثناء النزاع إلى الخارج، وذلك لإعادة إعمار البلاد. ع) ضرورة الالتزام بالشروط الشفافية في إجراءات المناقصات، ومراقبة المشاريع بشكل دوري من أكثر من جهة محلية ووطنية. ف)إعطاء الأولوية لليد العاملة المحلية للعمل في ورش إعادة الإعمار. 2)الصعيد الإقليمي : يجب على دول الإقليم أن تساند عملية إعادة الإعمار، وذلك من خلال الدور الكبير الذي حققه مجلس التعاون الخليجي وكذا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في دعم اليمن من خلال مؤتمرات اصدقاء اليمن المنعقدة في الرياض او لندن أو باريس أو لاهاي. إضافة إلى ماسبق وفي ضوء إعادة الإعمار لابد من قبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي باعتبارها جزء رئيسي من الخليج العربي ومكمل أساسي للدول المجلس,. 3 الصعيد الدولي : ا) حث الجهات المانحة على أن تترجم التزاماتها وتعداتها إلى مساندة ملموسة، والإسراع بدفع الموارد لتلبية الاحتياجات الإنسانية. ب)توفير المساندة الفنية، ووضع الخطط والبرامج الخاصة بإعادة الإعمار بالتنسيق مع الدولة. ج) توفير رأس المال الازم لبدء أنشطة إعادة الإعمار والبحث عن مصادر تمويل اخرى. ع)الاعفاء من الديون الخارجية المستحقة. ذ) إيجاد شراكة حقيقية مع الأمم المتحدة بمختلف فروعها وخاصة المنظمات الدولية المختصة بتقديم المساعدات والقروض طويل الأجل لإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية للانسان. وأخيرا وللنهوض بعملية إعادة الإعمار وتحقيق تنمية مستدامة، لابد من إصلاح منظم لشكل الدولة والانتقال من المركزية إلى نظام اتحادي يتكون من أقاليم تحكم نفسة وفقا للقانون. إضافة إلى ماسبق لابد من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمكافحة الفساد الذي يرتفع رصيده في مثل هذا النزاعات المسلحة من خلال إصدار قوانين تجرم الاستيلاء على المال العام، وعلى الشفافية في كل إجراءات عملية إعادة الإعمار، والرقابة الدائمة لمختلف أجهزة الدولة لعملية إعادة الإعمار بكل مراحلها. استاذ القانون الدولي العام المشارك في كلية الحقوق جامعة عدن.