آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 10:53 ص

كتابات واقلام


#ما_زالوا_في_جلباب_الماضي_السحيق

الإثنين - 03 فبراير 2020 - الساعة 04:27 م

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


نعم هم ما زالوا يعيشون في جلباب ذلك الماضي السحيق ، و عندما أقول ((سحيق)) بين ظفرين لا أقصد هنا الغابر منه ... فلعل الغابر من ذلك الماضي كان أنظف و أبسط و أوضح بكثير مما نعيشه اليوم ... بل عنيت الجزء المظلم و المدمر منه ... ماض يستند إلى نظريات عدة تستند في الأساس على دعوات الحاشية و تصنيفاتهم لنخب القوم و عامتهم ... نظريات كان لها الأثر الكبير بل أدعي أنها كانت المحرك الرئيسي لمكينة القرارات الكارثية التي أوردت جيلا بأكمله آنذاك المهالك و أورثت فيما بعد أجيالا عديدة بعدها إرثا عظيما من النكسات و النكبات .

نظريات لم يستطع البعض ممن هم اليوم متواجدون على رأس القرار هنا و هناك التخلص من إدمان تعاطيها تماما كما لا يستطيع ذلك المدمن على الكحول أو المخدرات التخلص من إدمانه عليها ... ليس ذلك فحسب بل أنه بات من المعروف أن المدمن على تعاطي تلك الأشياء تقوده الأمور إلى الترويج لها و بيعها فهو يحب أن يرى الجميع مثله مدمنون و هكذا هو الحال مع من أدمن التعاطي في التعامل مع الآخرين وفقا لنظرياته تلك .

نظرية المؤامرة و العصابة و المتمردون مازال بعض الساسة إن لم نقل أغلبهم يعتبرونها بضاعة سائدة و رائجة فبكل سهولة يمكنهم أن يصنفوا من يشاؤون و يلبسونه جلبابا يتناسب مع ما يعتقدونه هم دون العودة إلى معطيات أخرى قد تجعل من ذلك الجلباب الذي يحاولون إلباسه غير مناسبا له على الإطلاق ... ذلك إن أحسن الظن بهم على أنهم يجهلون تلك المعطيات المتعلقة بالزبون و أنا في هذا المقام أعتذر عن هذا التشبيه و لكنني أراه أقرب إلى مخيلتي من أي شيء آخر ..... المهم في الأمر أنه ربما تكون محاولات ذلك البعض في عمليات التصنيف و التفصيل و التخيط لذلك الجلباب ربما لا ترتبط بقصر النظر أو لجهلهم بالمعطيات .... بل قد تكون متعمدة و صادرة عن وعي و فهم حقيقيين بكل المعطيات التي يتمتع بها ذلك الزبون ، و هنا يمكننا القول بأن المثل القائل و الشائع ينطبق عليهم تماما : (( إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة... و اكنت تعلم فالمصيبة أعظم )) .

الجدير بالذكر الإشارة إليه في مقالي هذا إن هؤلاء القوم اللذين مازالوا يتدثرون في جلباب ذلك الماضي السحيق هم للآسف الشديد مجموعة من الفشلة لم يتمكنوا من تقديم أي شيء نافع لأوطانهم و الأدهى من ذلك و أمر أنك تجدهم اليوم على رأس هرم كل سلطة أو قوى سياسية موجودة في الساحة .... لذلك لا ضير بأن نرى واقعنا هكذا لا يتقدم بل يتقادم .

لا أنصحكم أن ترهقوا أنفسكم بالبحث عنهم كثيرا بين تلك الأروقة أو المكاتب المغلقة فقط ، فمعظمهم لا يفضل الظهور ... ستجدونهم أيضا يختبؤون خلف ركام كل فشل ... أو بين أنقاض كل محاولة لنجاح تم هدمها .

#كتب / نزار أنور