آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 01:47 م

كتابات واقلام


#الإستغلال_القذر_للعدننة

الثلاثاء - 26 مايو 2020 - الساعة 01:44 م

د.شاكر باركر
بقلم: د.شاكر باركر - ارشيف الكاتب


كان لموقع #عدن الجغرافي أثره الواضح في تشكيل وتصنيف هوية سكانها عبر العصور التاريخية، حيث كانت خيرات سواحلها سببآ في توطين أفراد وجماعات أحترفوا الصيد و مغاوص المعادن "اللؤلؤ"، و سكنوا أكواخ الخص ردحآ من الزمن تقدمت خلاله المعرفة والعلوم الحضارية وصارت عدن مركزآ تجاريآ عالميآ، وقصدته نواخيذ البحر من كل أصقاع المعمورة، و في الوقت ذاته أدرك أهل اليمن مافي هذه المدينة من المصالح فتوافدوا إليها من كل المناطق، وعجت المدينة بأجناس مختلفة الألسن و الأعراق و الألوان، فاستحال على أبنائها الصيادين الاحتفاظ بهويتهم ونقاء عرقهم واصالتهم، ولم يمتلكوا غير خيار الأندماج، فأندمجوا في هذه التركيبة الاجتماعية الجديدة، و شكل ذلك الخليط نسيجآ اجتماعيآ متجانسآ، و ادعى أفراده انتسابه وانتماءه لعدن، في حين طمست هوية أهلها الصيادين الذين تفرقت نطفهم وذابت في خليط المجتمع العدني الجديد.
ولما صار التراث قضية مهمة وحضارية لتحديد هوية الشعوب، فإنه يمكن القول : إن الحركة الديموغرافية للسكان التي احتضنتها عدن خلال مراحلها التاريخية قد تعذر معها وعلى كل ذي عقل أن يفند أو ينتقي طائفة ما من ذلك المزيج الاجتماعي و يقر لها ب "العدننة" دون غيرها من الطوائف الأخرى، و أجزم أنه أن كل هذه المحاولات لا تبتعد عن كونها وهمآ و ضربآ من ضروب الخيال والهدف منها إستغلال هذه القضية سياسيآ و لمصالح ضيقة جدآ، لأن عدن ليست قرية نائية في شعاب الجبال أو أطراف الصحراء تستوطنها قبيلة ما تحتفظ بنقاء نسلها و كيانها الأجتماعي، بل مدينة حضرية كانت مركزآ للتجارة البحرية العالمية، ودائمة التأثر بالدماء المتعددة شأنها شأن معظم مدن السواحل و مراكز التجارة العالمية و إستغلال هذه القضية في أوقات معينة لاغراض مشبوهة مفضوح دائمآ و أبدآ ..

دكتور شاكر باركر
٢٥ مايو ٢٠٢٠م