آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:32 م

كتابات واقلام


الادارة الذاتية للجنوب وأزمة التعليم

السبت - 13 يونيو 2020 - الساعة 10:05 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


قطاع التعليم واحد من القطاعات المتأزمة كالكهرباء والمياه والنظافة والصحة فكل تلك القطاعات عانت ولازالت تعاني من الفشل ولعل الجنوبيين بعد هذه المعاناة ان يجدوا في الادارة الذاتية للجنوب طوق النجاة من التدهور الشامل في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الجنوب جراء الكوارث الطبيعية من الاوبئة والفيضانات ومن الكوارث البشرية بمحاولات بائسة لفرض الاستحواذ والهيمنة اليمنية على الجنوب بالقوة العسكرية الغاشمة ،

ان حجم الضرر الذي لحق بالجنوب ارضا وانسانا ليس بالامر الهين وما خلفتها سياسة الاستحواذ والهيمنة في ظل محاولات جنوبية متواضعة لتغيير الواقع المزري ومواجهة الكوارث الطبيعية والبشرية في آن واحد بقدرات محدودة وامكانيات شحيحة ،

ان قطاع التعليم ضحية تلك الكوارث وما التدني في مستوياته الا واجهة للمشهد والواقع المر الذي يعيشه الجنوب ، ويظل الأمل معقود على الادارة الذاتية للجنوب في ادراج قطاع التعليم ضمن مشاريع الانقاذ والتدخل السريع فالكوارث التي لحقت بالتعليم جسيمة فالعام الدراسي الحالي متوقف وايام الدراسة انتهت وامتحانات الثانوية العامة في المحك لتفشي وباء الاهمال الحكومي لحقوق المعلمين المستمرين بالاضراب ولتفشي وباء كورونا

رغم الظروف الصعبة والمعقدة الا ان الادارة الذاتية الجنوبية لديها متسع من الوقت لقراءة وضع التعليم ودراسة وتحليل نتائجه ورسم خارطة عاجلة واستثنائية لمعالجة العالق من قضايا العام الدراسي الحالي ولاستقبال العام الدراسي القادم بوضع عناوين بارزة وصريحة في الاهداف العامة لسياستها التعليمية وطريقة التعامل مع وحدة المنهج الدراسي اليمني واستمرار ربط الادارات التربوية في الجنوب مع غيرها مع وجود الازمات وبقاء الوضع كما هو عليه .. ان قطاع التعليم في الجنوب وقبل البدئ بمشروع التعليم الاستراتيجي القادم ينتظر بشوق مايمكن ان تقدمه الادارة الذاتية للجنوب من خطة مستعجلة لاستيعاب احتياجات المعلم ومطالبه التي بسببها قدم المناشدات والاحتجاجات وانتهى بالاضراب العام الذي اوقف العملية التعليمية في الجنوب حتى يومنا هذا وهو اكبر تحدي امام الادارة الذاتية للجنوب ويتطلب منها تحديد موقف صريح من احتياجات المعلمين لتنجح بعد ذلك في استكمال مشروع الانقاذ لواقع التعليم الجنوبي ورسم معالم مستقبله المنشود وهذه تحديات لاتقل صعوبتها عن القطاعات الاخرى ، فحقوق المعلم واضرابه المستمر وواقع التعليم عموما ووضع النازحين معلمين وطلاب ومشكلة الكتاب المدرسي وصلاحيته ، وازمة التربويين المحالين للتقاعد والمتعاقدين والمنقولين من الشمال الى الجنوب وتلوث كشف الراتب بالمزدوجين وظيفيا وقضايا اخرى لم تحظى بالبحث والتقصي من قبل الرقابة والتفتيش .. ليس امام الجنوبيين من خيار سوى المضي بالادارة الذاتية للجنوب واقتحام قطاع التعليم باتزان دون تشنج وتعصب
ان استنزاف الاعوام الدراسية عاما بعد عام في عملية تعليمية لاطعم لها او لون ولاترتبط اطلاقا باحتياجات المجتمع ومخرجاتها في تراكم سنوي على قائمة الانتظار للمجهول هو عبئ على مستقبل الجنوب القادم وزيادة في الاعباء والمعاناة وعلى الادارة الذاتية للجنوب ان تبحث عن الاولويات والقضايا العاجلة والبدئ من حيث انتهت الازمة باضراب المعلمين وحل مشكلتهم قبل اي شي