آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 07:22 م

كتابات واقلام


خطاب هادي.. وعقلنة القرار الجنوبي المطلوبة !

الأحد - 28 يونيو 2020 - الساعة 07:21 م

علي منصور
بقلم: علي منصور - ارشيف الكاتب


لا اظن وغيري من الاعلامين البارزين والسياسيين المخضرمين أيا كانت توجهاتهم وقناعاتهم الخاصة الذين يدركون حقيقة وواقع اليمن وازمته الشائكة وتعامل الاقليم والمجتمع الدولي معها ونظرتهم للحل السياسي للازمة اليمنية .. من واقع الاحداث والحرب وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ومحددات عاصفة الحزم ومخرجات اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

كلنا ندرك جيدا أن الرئيس الشرعي لليمن "هادي" .. لا يمكن أن يخرج عن تلك المرجعيات المحلية والاقليمية والدولية ، والا فقد شرعيته التي يستمدها منها وعلى اساسها يسنده الاقليم والعالم باسره.

وأن كان الانقلابيين الحوثيين ومن يسندهم اقليميا قد عطفوها ورموها بسايلة صنعاء الشهيرة.. وفرضوا واقعا جديدا على الأرض صار من المستبعد تغييره .. وبقدرما صاروا الحوثيين اليوم جزء رئيسي في منظومة الحل السياسي الدولي التي يدعو لها المجتمع الدولي.. ومبعوثه جريفت.

فعلينا نحن كجنوبيين ان نقر ونستوعقب حقيقة هذه المسلمات التي لا يجروء الرئيس هادي او غيره بالقفز عليها.. وهو خارج بلاده وفي ضيافة رعاة المبادرة الخليجية والعاصفة واتفاق الرياض.. ؟!

ولا ينبغي أن تأخذنا عواطفنا من منطلق جنوبية الرئيس هادي وعتبنا عليه تجاه عدالة قضيتنا وحق الشعب الجنوبي في أراضيه المحررة وسيادة اراضيه واستعادة دولته.. وأن نكون ملكيين أكثر من الملك؟!

هناك عناصر هامة تظمنها خطاب الأمر الواقع الذي ادلى به الرئيس هادي يمكن البناء عليها ضمن محددات أتفاق الرياض الذي بموجبه صار الجنوب والمجلس الانتقالي شريك فاعل رئيسي معترف به على الارض وفي واقع الازمة والحل ، في المعادلة السياسية للقوى الرئيسية في الساحة اليمنية؟!
وعلينا استيعاب افرازات وتطورات الاحداث المتسارعة واقتناص اللحظة الانية والفرص السانحة وعدم تفويتها.. او المجازفة بالمغامرات الصبيانية المتطرفة الغير محسوبة العواقب ، وما يخططه الاخرون لجرنا او دفعنا اليها وتعريض كل ما تحقق لنا من مكاسب وانتصارات كبيرة وهامة ، وما قدم في سبيلها من تضحيات الشهداء الأبرار والجرحى الميامين والاسرى الاحرار وصمود أبطالنا النشامى في كافة جبهات المواجهات الميدانية ومعاناة شعبنا الطويلة وما تعرض له من الظلم والقهر والحرمان ، وتصبح في مهب الرياح لا سمح الله.

فالعقلانية في التعامل مع القضايا الكبرى والمصيرية مطلوبة والشطارة السياسية حق مشروع فمعاركها لا تختلف عن معارك المنازلات القتالية على الارض ، بل واهمها .. والتلاحم الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية وتحصينها أساس كل المعارك وشرط انتصارها .. اذا ما وضعنا مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار
!