آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


#‫نتجارح_على_ايش ؟‬

الأربعاء - 29 يوليه 2020 - الساعة 04:26 م

شهاب الحامد
بقلم: شهاب الحامد - ارشيف الكاتب


خروج مسيرة صباحية في لودر بدعوة من الإخوان في الائتلاف الجنوبي وهي ترفع العلم اليمني وتهتف للوحدة، لتضع حدا للصراع على الجنوب، ويفترض ان تنهي الجدل المستطير حول أحقية من يمثيل القضية الجنوبية او الحديث بإسمها والدفاع عنها !.
ومن خلال الصور والفيديو المتداولة في وسائل التواصل الإجتماعي يتضح التالي:

1- إن الائتلاف الجنوبي هو إطار خاص بفصيل نخبوي في الشرعية يخوض معركة صراع من اجل البقاء ممسكين بمفاصل (إدارة الأزمة)في الجنوب لا مفاصل صنع القرار فيه ما أمكنهم ذلك بمعزل عن صراع المشاريع او الرؤى ، ذاك لان المعطيات كلها على الارض تحتم مغادرتهم المشهد.
2- ان الإئتلاف الجنوبي الذي يتمسك بعلم اليمن وشعار الوحدة انما يفعل ذلك (للإستقواء) بالشمال في الجنوب فقط ، اما لماذا في الجنوب وليس العكس :
أ- لان الخطاب الوحدوي في الجنوب اصبح سلعة بالية لارواج لها في الشارع الجنوبي وورقة خاسرة لايراهن عليها عاقل.
‫ب- لان الشمال لم يحمي الجنوبيين ولم يدافع عنهم في الشمال، وما حصل للرئيس هادي ومن معه في صنعاء ليس عنا ببعيد.‬

‫3-ان الصراع في الجنوب صراع (شمالي جنوبي) بامتياز للظفر بالجنوب بمعزل عن الشمال الذي حسم أمره كما يبدو، إذ لا تجد جنوبي واحد بما فيهم الرئيس ولا الائتلاف الجنوبي هذا بل وكل الكيانات والمكونات الجنوبية الاخرى يخوض الحرب طمعا في السيطرة على الشمال او حتى تغيير الواقع الذي فرضه الانقلاب الحوثي منذ سنوات وانما للضغط عليهم أي مليشيا الحوثي (عسكريا) لجرّهم للحوار او كما قال وزير اعلام الشرعية، وهذا يعني ضمنيا ان الحل في الشمال يكمن في تسوية المصالح الخاصة مع الحوثي والمشاركة في السلطة.‬
‫4-يقف الشمال مع الإئتلاف الجنوبي وبعض بقايا المكونات الجنوبية المفرخة للفوز بالجنوب او جزءاً منه، ويقف كل هؤلاء مع الشمال لضمان تسوية المصالح الخاصة والمحاصصة في السلطة بإسم الجنوب على الكيفية التي ترتضيها سلطة الامر الواقع في تسويات الحل النهائي.‬
‫ ‬
‫5-بعد ان عجزت الشرعية في إستمالة الجنوب او حرف بوصلته او تفجير ثورته من الداخل ، وبعد ان فشلت في تحقيق ذلك بحدها وحديدها، عادت الى لعبة المنافسة على تقاسم الشارع الجنوبي ، وفي إعتفادي ان هذه اللعبة لن تجدي نفعا الان كما انها لم تفلح في السابق ولن تحصل الشرعية على حاضنة جنوبية مهما توددت او قدمت او انفقت من اموال للاسباب التالية: ‬
‫أ-لان الشرعية تعلم اكثر من غيرها بانها امتداد لخطيئة النظام السابق بل هي من مكن ذلك النظام المجرم من إحتلال الجنوب بالقوة، وارتضت تكفير الجنوبيين وحل دمائهم واموالهم ولم تعمل على إبطال تلك الفتوى التي مازال الارهاب يعمل وفق سريانها حتى اليوم، الامر الذي يزيد من عزلة الشرعية ونبذها شعبيا في الجنوب.‬
‫ب-تحاول الشرعية اثبات حضورها جنوبا واستعراض سيطرتها على بعض المحافظات الا انه سرعان مايسقط هذا الادعاء مع أول دعوة جنوبية للتظاهر لاعلاء راية الجنوب وحريته واستقلاله ورفضا للوحدة في تلك الأماكن التي تدّعي السيطرة عليها.‬
‫ج-ظهور الجماعات الإرهابية علناً حيث تحضر الشرعية، بل ان عودة تلك الجماعات الى مواقعها السابقة التي أخرجت منها ضمن قوات الشرعية الا دليل على ان هذه الشرعية مطية خانعة لتسهيل عودة قوى الاحتلال الشمالي من جديد والسماح بان يصبح الجنوب مكباً للنفايات الارهابية المطلوبة والمطاردة دوليا.‬

‫كل هذه الاسباب وغيرها تدعم فشل محاولة الشرعية تقاسم الشارع الجنوبي مع الانتقالي ، الذي يثبت كل يوم انه الرهان الوحيد في الجنوب الذي يدافع عن الحق الجنوبي وانه لايمكن لاحد ايا كان المفاضلة بين من ينشد وطنا ويرخص في سبيل ذلك الروح والدم والمال وبين من يستجدي منصبا من محتل ارضه وقاتل أهله وناهب ثرواته، ومثل هؤلاء لايستحقون الا الرثاء فما لجرح بميت إيلامُ .‬

‫شهاب الحامد ‬
‫ابين - 28/يوليو/2020