آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:17 م

كتابات واقلام


ورحل بتهوفن الدبلوماسية

الجمعة - 07 أغسطس 2020 - الساعة 10:51 م

د. علي عبدالكريم
بقلم: د. علي عبدالكريم - ارشيف الكاتب


أحزان وزمن مثقل بالحزن بالأحزان حاملا بين كتفيه كاتدرائية الدمع / الكمد مرة في صورة حروب ملعونة قاتلة هوجاء... ومرة في صورة عذراء فاغرة المشافر...مثل كورونا الموت قاتلة الوجود والوجدان وكأننا يا زمن داحس والغبراء ما انتهينا بعد ونحن نكفكف الدمع على جميلة مار مارون بيروت حسناء الخمائل ذات البين في جباه الكون نادها يسوع للصعود وكانت مذابح بيروت طريق الالام يسوع يرسم المذبح والطريق وكنا من هول الفجايع نجترح الجراح نبحث عن مخارج للكون بعيدا عن عصب الاحزان والآلام في وديان يمننا والهضاب نتجرع اقداحا من الأحزان تكفي وتفيض لمن يسرحون ويمرحون وعلى احزاننا بحروبهم يتبارزون و على جثث الطفولة البراءة يتسابقون وعن مأسينا للأسف لاهون
وكعادة الطعنة الدهماء في حروب الاشقياء يختطف الموت في لحظة من غياب الوعى وتشتت الأفكار يختطف من جنبات الدار من مكمن الوقار ناسكا وعابدا بصمته يعزف لحنا رخيم وان تكلم اوجز وان ناقش ركز وان جامل غلف الحسن برونق الكلام
رحل ذاك الذي كانت لغته الصمت... الاشارات... قاموس الكلام الذي البس دبلوماسية جمهوريتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثوب الوقار والاحترام وتناغم مع مفردات دولة الوحدة الجمهورية اليمنية انوالا حاك بها مفردات التباين في تجل يحسب له حساب
رحلت ايها العريز عبدالعريز الدالي وحملتنا وزرا ثقيلا وحزنا فوق جبل الاحزان وكانت اغنية الرحيل المفاجئ رمزية المتاعب تحمل اثقالا فوق ما بين ظهرانينا من متاعب واثقال السنين ووالله إنها اشد وطأة... والعن اثقالا... أثقال من تلونوا... أيام دهر عليه اللعنة من زمان... وعليها الف لعنة ماتبقي لنا من أيام
رحلت وتركت لنا الحزن والأسى سنعزي النفس... الوطن... الانسان... اليمن.... المشروع الحلم... سنعزي تضحيات لن تضيع ...رحلت نعم وكنت كصاحبك بالغار بالدار بهيئة الأمم بجامعة الدول هاشا باشا صادقا...اقول واصدق القول وقد خبرت علاقتي بك في ظروف حالكة السواد وكنت ايها الراحل العزيز إشارة ضوء... تنير الطريق وكنت حينها وزيرا للخارجية وكنت مرشحا للجامعة العربية وكنت كذاك الذي ساعد اخاه كي يستمر حاملا جبل الاثقال حاملا صخرة سيزيف وكنت ممن تحمل اثقال صخرة سيزيف وشمسان شاهد والزمان.... وكنت تردد بالصبر يزول المحال وكنت اقول لنفسي كثيرون مثل عمر حملوا صخرة سيزيف... وهانذا أقول بأنك كنت ثاني اثنان توجها لي بالتهنئة عند اختياري للجامعة العربية كانت والسفير محمد الشطفة أبو عبالله وانت ايها الراحل العريز... رحلت وحزين لفراقك انا ففد أسعدتني يوما بصدق ومودة واحترام بنبأ اختياري للجامعة العربية
وداعا اقول وصعب علينا الفراق وحين فاجأني أستاذنا الكبير محمد سالم باسندوه اطال الله عمره ومده بالصحة والعافيه نبأ وفاتكم تجمد الدم بالعروق وقلت ويحك يا زمن الموت مهلا علينا ماذا تريد وقلت حكمة رب عليم له بخلقة شؤون يحي ويميت وهو على كل شيئ قدير
نم قرير العين
كتبت صفحة
ناصعة ستبقي
دبلوماسي من طراز رفيع
وقد تشاركنا معك وشاركتنا أطراف الحوار وحديث الأشجان في منتديات مدينتنا التي تسكنها مثلنا الأحزان.......كنت طبيبا نطاسيا مداويا....دبلوماسية الصمت الاشارة القول الرصين الحضور التركيز على ابعاد المرامي وما تحت الرماد
يفقدك الوطن جنوبا وشمال رحلت غادرت الساحة أسئلة عدة تنتظر الإجابة والجواب وحزين أنا لأنك تركتنا في مرحلة العبور إلى الصعب صياغة وحياكة وفهما ودبلومسية تهزم وتكسر اعنة الرماح وجنون المدافع ودبلوماسية بين البين وما تخفي الجيوب وليس القلوب من اسرار فجيوبك والحق يقال نطيفة كانت وعلى ذلك نتخم هذا العزاء الحزن وبالله نستعين
اخوكم الحزين علي عبدالكيم
الامين العام المساعد الاسبق
بجامعة الدول العربية