آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

كتابات واقلام


من (العر) الى (فحمان)

الأحد - 09 أغسطس 2020 - الساعة 01:29 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


اما آن للعقل الجنوبي ان يستعيد توازنه ويبلغ سن الرشد؟ ام سنبقى ندور في حلقة مفرغة من إفلاس، لم نجد فيه الا كيل الشتائم لبعضنا وصلت حد استخدام مفردات (المواخير)؟.

(العر وفحمان) هما من وحي كلمة للاخ اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية قالها في يافع، وذكر في الجزء الذي شاهدته (مودية) كواحدة من مناطق الجنوب التي تقف مع الحق الجنوبي، ثم ذكر باقي المحافظات، وبالطبع لا يخفى على احد ان كل الجنوب العربي يناضل من اجل هذا الحق الجنوبي منذ ١٩٩٤م.

لمن لا يعرف جبل العر في يافع، هو أول بقعة جنوبية تتحرر بقوة السلاح، حيث كان احد معسكرات عفاش يتواجد في ذلكم الجبل، جرى ذلك بسواعد وبنادق ابطال الجنوب في يافع حين كان عفاش في عز مجده، اما فحمان فهو أحد جبال ولاية دثينة، مودية، الذي كان ملجأ لثوار الجنوب في المنطقة الوسطى من اكثر من طرف من القوى الوطنية الجنوبية، ومن فحمان كان يصل المدد الى ردفان خلال فترة النضال ضد الاستعمار البريطاني.

ولأن جبال الجنوب العربي كانت شاهدة على تاريخ نضال اهلنا فأن في جبال شبوة لا تزال بقايا بيوت ثوار الجنوب شاهدة، حتى اليوم على قصف طيران الانجليز لتلك البيوت التي هدمها على رؤوس النساء والاطفال، ولو نطقت جبال الجنوب، من حوف وجاذب في اقصى شرق الجنوب الى جبال الصبيحة في غربه، لروت لنا مآثر بطولية وحكايات دماء زكية سالت في كل ربوع الجنوب من اجل رفعة وعز حرية الجنوب العربي.

لكن، وفي غفلة من الزمن تمت مصادرة ذلكم التاريخ وتلك التضحيات بعد صراع دامي (جنوبي، جنوبي) جرى بعده تزوير تاريخ، وتخوين رموز، وهكذا دارت عجلة الإقصاء الى ان بقيت اخر مجموعة في الجنوب، وهي التي أخذت الجنوب بما حمل الى باب اليمن، لتشرب هي الأخرى من نفس كأس الإقصاء حين اقصاها عفاش في ١٩٩٤م، وتباكى بعضنا لأن عفاش تحالف مع من تم اقصائهم في مراحل سابقة.

نحن اليوم نكرر المشهد الماضي ذاته، بكل آلامه، ونكذب على بعضنا وننسب لبعضنا ما ليس فينا، فما نراه في ابين هو صراع بين العر وفحمان (على سبيل الاستعارة) هو صراع جنوبي جنوبي مباشر، ربما هناك داعم خفي او معلن لطرف ضد طرف، لكن لم نر أسيرا من قوات علي محسن او قوات طارق صالح لدى هذا الطرف او ذاك كما ندندن ويدندنون.

وما نراه أيضا هو هجوم اعلامي متبادل، جنوبي صرف، يترفع الشرفاء ان يكونوا جزء منه، او يكونوا مشعلي حرائق تحرقهم قبل غيرهم، وصل هذا التراشق الاعلامي حد (الشيزوفرينيا) حسب اطباء النفس، فأحدنا يتحاور مع هادي والآخر يشتمه!.

هناك من عبث في (الإعدادات، بلغة الجيل الاليكترونجي) في المرة الاولى، وجعل بنادق الجنوبيين تتوجه الى صدور بعضهم حتى وصلنا الى باب اليمن، ولا ندري هل هناك من عبث بالإعدادات في هذه المرة أم هي نزعة الثأر السياسي التي اعادتنا الى مربع ١٩٦٧م وما قبلها، لكنا اذا اصررنا على السير في نفس الطريق سنصل الى حيث وصلنا في المرة الأولى، لكن بشكل اسرع وبصورة أسوأ.

فهل نستثمر اتفاق الرياض لجعله جسر جنوبي بدلا من الجدار النفسي الذي اقمناه، ام نخرج من الصندوق ونطلق حوار جنوبي بلا سقوف الا سقف الجنوب العربي، ام نسير في طريق (القن) الذي نعرف نهايته جيدا؟.
اللهم فاشهد.

عدن ٨ اغسطس ٢٠٢٠م