آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:57 م

كتابات واقلام


نفترضهم كباراً وقرارهم مُختطف !

الأحد - 27 يونيو 2021 - الساعة 04:24 م

علي ثابت القضيبي.
بقلم: علي ثابت القضيبي. - ارشيف الكاتب


* قبل شهرين تقريباً ، هلّلَ الشارع المصري فرحاً بما إفترضهُ إنفراجة في العلاقات مع تركيا ، وهي متوترة على خلفية دعم الأخيرة للإخوان ، وبلغت ذروتها حول حقول الغاز في المتوسط ، وإستبشار الشارع المصري جاء أثر زيارة وفد تركي من سياسيين ورحال أعمال للمحروسة ، وذلك لإبداء حُسن النّوايا ، وايضاً ( للإستكشاف ) كما صنّفها سياسيون أتراك ، وعلى أن تَليها لقاءات رسميّة لوزراء خارجية البلدين لاحقاً .

* الى هنا الوضع طبيعي ، لكن غير العادي ، هو مفاجأة المحروسة مصر نهار 19يونيو الجاري بالإعلام التركي يشنٌ حملة إعلامية مسعورة عليها وقيادتها ! وتبنّاها الإخوان هناك ، والشّارع المصري إندهش من هذا الإنقلاب السّريع ، خصوصاً وقد خَفتَ حُضور الإخوان بعد الخطوة التركية الأخيرة ، بل جَمعوا أسمالهم إستعداداً لمغادرتها ، لكن أصدق توصيفٍ لهذه الهيستيريا السياسية التركية ، هو ما صرّح به الإعلامي المصري الكبير عماد أديب عبرَ فضائيّة إم بي سي مصر 2 قائلاً : ( إحنا عارفين كويس إنّ القرار مش بإيديكم ) ، ويمكن بعد ذلك جدّ جديد في المسلك التركي مع الإخوان .

* هُنا غاصت السعودية في أوحال الحرب ، وتخوضُ في السّنة السّابعة فيها ، وعتادها الحديث المُكلف كفيل بإحراق شبه جزيرتنا العربية في حرب شهرٍ واحد وحسب ، لكنّ صبيان الحوثي ماانفكوا يطوحون بمقذوفاتهم الى العمق السعودي ، وسيوف اخوتنا السعوديين الإستعراضية في مهرجانات الجنادرية تتشارك اللمعان والبريق مع الجنابي اليمنية في رقصة البَرَع الذّائعة ، كما الجيش الوطني اليمني يُخاتلُ في حربهِ مع الحوثي ، ويستأسدُ بدثار القاعدة والإخوان في جنوبنا المُحرّر ، لكن هيهات له ، والأخيرُ مُبهمٌ يستوعبه العارفون بالخبايا والفَرمانات الفوقية لتوزيعِ البيادق على الرقعة .

* المُتابع الحصيف لمفردات الخطاب الإعلامي السعودي الصّاخب عن الإخوان ، وعن ضرورة إستبعادهم من المشهد ، وبمقارنة ذلك مع الواقع ، هنا يستطيع المتابع أن يستشف أنّ ثمّة قوىً فاعلة تُسندُ الإخوان ، وأنّ ثمّةَ دوراً ما منوطٌ بهم ، بالمناسبة ، بِعفويّةٍ ألمحَ الى هذا عضواً بارزا في لجنة جائزة نوبل الممنوحة للإخوانية توكل كرمان ، وهو قال : ( لم نمنحها الجائزة لأنها تفرّدت بعملٍ بارزٍ ما ، أو لأنها حقّقت نجاحات ذات شأن في الجانب الإنساني ، كلا ، ولكن منحناها لأنّها تنتمي الى تنظيم الإخوان المُخوّل بِمهمةٍ حيويّة اليوم ! ) ، لا إضافة هنا أو تعليق ..

* لذلك نجدُ مسكنات الفولتارين التي تحقنها المملكة مع كل موجة إنفعال ل ( الإخوان / الشرعية ) ضدّ مجلسنا الإنتقالي وجنوبنا ، هي للإمتصاص وحسب ، ولأنّ الٱمر الفاعل غير مرئي ، مع أنّ الحسم الحقيقي بِثقَل السعودية وتأثيرها على كل الأطراف مسألة مفروغ منها ولاشك ، ولذلك يَتبدّى جلياً صلف الإخوان العلني وتعنتهم ، مع أنّهم لايحتكمون فعلاً على مُمكناتٍ قتالية تؤهلهم لقَلبِ الطّاولة على الأرض ، بل ولهذا يظهرُ عارياً الحرص السعودي على بقائهم بهذا الشّكل أو ذاك ، وكذلك إستضافتهم مُعزّزين في قصورهم ، خصوصاً وقد أطبقوا على دِفّة الشّرعيّة وقرارها بإسنادٍ عالي المستوى .

* كلٌ بلد يُطبقُ على خِناقها وقرارها كلما تَغوّل فيها الأثرياء المُتحكّمين بقرارها ، هكذا يسيرُ العالم اليوم ، ولهذا يجري التّدمير البشع لمنطقتنا الشرق أوسطية وإنهاكها وشعوبها ، ووفقاً لمخططٍ مرسوم سلفاً ، ومن الدول المحيطة من تُسهم فيه كمعاول هدمٍ وحسب ، وسيأتي الدور عليها نفسها لاحقاً ، لأنّ العرّابون الكبار لايعرفون الرّحمة وإنما مصالحهم وحسب ، والتجارب والأحداث أمام عيوننا في صفحات تأريخنا الحديث ، لكنّنا لانتّعظُ شعوباً وحُكّاماً ، أليس كذلك ؟!

✍️ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .