آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


عشرة ايّام هزت شبوة تحررت الارض ولكن ؟

الأحد - 16 يناير 2022 - الساعة 03:08 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


دخلت قوات العمالقة الجنوبية معركة تحرير مديريات بيحان من الحركة بعد مسير قطعتها من مشارف الحديدة الى مديرية عسيلان وحسب المعايير العسكرية المتبعة تعتبر اكبر مناورة قتالية تقوم بها هذه القوات في تاريخ الحروب وبالذات في هذه المنطقة وهي أشبه بالمناورة القتالية التي قام بها خالد بن الوليد عندما انتقل بقواته من العراق الى فلسطين في غضون ايّام محددة ليدخل معركة اليرموك ،،،،ان ذلك يعتبر فخر لقوات العمالقة الجنوبية واصبح ذلك الحدث احد ابرز انجازاتها العملاقة الذي لا ينافسها عليها احد وفي نفس الوقت كان لدور التخطيط والإعداد والإسناد الرائع الذي قام به التحالف اثر بالغ في نجاح تلك المناورة القتالية الناجحة.

اثبتت المناورة القتالية لقوات العمالقة الجنوبية بان التخطيط السليم والمؤازرة الكاملة من ابناء شبوة وكذا وقوف السلطة المحلية الجديدة بجانبها واحتضان ابناء شبوو لها ومشاركتهم. في العمليات القتالية وكذا ادارة العمليات والإسناد الجوي واللوجستي من قبل التحالف وقدرة القوات الاحترافية في شئون القتال شكلت كلها مجتمعة عوامل النصر السريع الذي حققته قوات العمالقة الجنوبية في غضون عشرة ايّام فقط .

لا شك بان خبرات قتالية تراكمت لدى هذه القوات خلال حرب السنوات السبع في الساحل الغربي مكنتها من تحمل اعباء المناورة القتالية البعيدة المدى وان تدخل المعركة من الحركة وتحقق انتصارات سريعة ومتلاحقة في بيئة صديقة وحاضنة شعبية مساندة امام عدو متحصن وتم هزيمته وفر هاربًا.

كل هذا عظيم ويشكروا عليه بل كان اروع عمل عسكري قامت به قوات العمالقة الجنوبية وكذا اروع تخطيط وإعداد ودعم وإسناد عسكري قامت فيه مجموعة ادارة العمليات التابعة للتحالف لكن ماذا بعد هذه الانتصارات التي تحققت وتحرير الارض ؟ هل سيتم إرسال قوات العمالقة الى مناطق لا توجد لها حاضنة شعبية ولا تتوفير فيها ظروف وبيئة مناسبة ؟ الم يكن من الافضل ان يحافظ التحالف على هذه القوة التي حققت النصر بدل ان يرسلها نحو المجهول ؟ الم يكن من الافضل اذا أراد التحالف النجاح تكرار تجربة شبوه الناجحة بان يتم اولاً تغيير واستبعاد تلك القيادات العسكرية والمدنية الفاشلة في المناطق المستهدفة وحشد قوات من ابناءها وهي متواجدة بعشرات الالوية في ابين وشبوة والوادي والصحراء والمهرة.

اما قوات العمالقة الجنوبية فليدعها التحالف تكمل مهمتها في الحفاظ على النصر الذي تحقق في محافظة شبوة ومن الاولويات في رأيي الان تامين خلفيتها من اَي قوى ارهابية كانت تسرح وتمرح في شبوه ولا زالت وقد تعرض قوات العمالقة الى اعمال ارهابية مضادة من الخلف وهذا مطلب أساسي قبل ان يطلب منها المشاركة والدعم لقوات شمالية تكون قد بدأت قتال الحوثي كما انه من غير المقبول ان توجد ألوية شمالية تحرس شركات وحقول النفط بينما ابناء شبوه لا يحق لهم حراسة ثرواتهم النفطية والسؤال لماذا تصر الشرعية جلب قوات من خارج المحافظة للسيطرة على منابع النفط هل هناك اسرار خاصة لا تريد الشرعية اطلاع عليها من قبل ابناء المحافظة ؟

ولهذا فالنصر الذي تحقق لن يكتمل الا بتحرير الثروة في شبوه وإعادتها الى الى اَهلها الأصليين .

بالتأكيد هذه الهواجس موجودة لدى الجميع وكل من هو حريص على تامين هذا الانتصار العظيم الذي اعاد الاعتبار لابناء شبوه الذي من حقهم ادارة محافظتهم وثرواتهم دون تدخل من احد ولكي يعم الامن والاستقرار والتنمية ربوع شبوه الباسلة.

ما تردد بان قوات المنطقة العسكرية الاولى لا تتبع التحالف وهذا أتى على لسان الناطق الرسمي للتحالف اثار الكثير من الأسئلة منها هل حضرموت والمهره حيث تتمركز فيها هذه القوات خارج اطار الحرب وتتبع جهات اخرى اي انها كأرض خارج اطار التفويض في ادارة الحرب عند انطلاق عاصفة الحزم ؟ لكن من يقوم بالصرف على هذه القوات ومن يقدم لها الدعم اللوجستي طوال هذه الفترة ؟ وكيف تم استضافة مجلس النواب في سيئون وارسال بطاريات باتريوت من التحالف لحماية هذا الحدث الهام هل كانت عبر تفاهمات دبلوماسية مع الجهة المسئولة عن تلك المنطقة ام ان مثل هذا التصريح بمنزلة رفع غطاء الحماية عنها من قبل التحالف والتي ستعتبر قوات محتلة على ارض حضرموت والمهره في نظر ابناء هذه المحافظات ولا دخل للتحالف بها وبحمايتها ان قرر اصحاب الارض التعامل معها وفقاً لقانون الاحتلال باعتبارها قوات اجنبية لا شان للتحالف بها.

اطلاق عملية تحرير اليمن السعيد دون توفير الشروط لإنجاحها تعتبر مجرد تصريح صحفي وليد اللحظة وجاء تحت تاثير نشوة النصر السريع الذي حققته قوات العمالقة الجنوبية في شبوه ومن يريد لمثل هذه العملية النجاح عليه توفير شروط مشابهة لما جرى في شبوه ولكان سيكون للأمر مصداقية لو شاهدنا بقية الجبهات في مختلف المناطق قد دخلت المعركة بالتزامن مع بدء عمليات العمالقة هجومهم على مديرية عسيلان وان تم سيربك الحوثي ويشتت قواته لكن لم نرى اَي تحرك عسكري في الجبهات وحتى تم تجميد اقرب جبهة وهي مارب
... لذلك فالإعلان الذي صدر عن تركي المالكي الناطق الرسمي للتحالف لم يحظى بمصداقية على الارض ومع ذلك لا زال هناك متسع من الوقت امام التحالف لتنفيذ انموذج محافظة شبوه ... لكن ان يتم على عجل بدفع قوات للقتال في منطقة لا توجد لديها حاضنة شعبية وعدم وجود قيادات وقوات عسكرية صديقه لها ولا وجود لقيادات سياسية مساندة لها على الارض سيكون من المستحيل تحقيق اي نجاحات بل ستتعرض تلك القوات لاخطار كبيرة ومن يقاتل في ارض غيره دون قبول من أهل الارض يعتبر غازيا فالأرض تقاتل مع اَهلها.

ما جرى في شبوة خلال العشرة الايام لتحريرها يفترض ان يكون درسا يمكن البناء عليه في مناطق اخرى ويعتبر انموذج يقرب النصر او على الأقل تعديل ميزان القوى على الارض لصالح التحالف وتحجيم الحوثي وإرغامه على القبول بالحل السياسي وهذه هي اقصر الطرق لانهاء الحرب ان توفرت الإرادة

قاسم عبدالرب العفيف
15/1/2022