آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 07:35 م

كتابات واقلام


الصبيحة القلعة الحامية للجنوب

الجمعة - 11 مارس 2022 - الساعة 08:28 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


قدمت الصبيحة مئات الشهداء والجرحى دفاعا عن الجنوب، ومن اجل جنوب مستقل، وحر، منذ بداية الحراك السلمي، وصولا الي المقاومة الشعبية، وماتزال الصبيحة تلعب دور القلعة الحامية للجنوب في مختلف جبهات البطولة من شبوة الي باب المندب.

تفعل الصبيحة ذلك دون مقابل الا من احساس بالمسؤولية، ورغبة كبيرة للتضحية من اجل القضايا الوطنية الكبرى، كما كان دورها المعهود، والمشهود، في الثورة الاولى، والاستقلال الأول.

تعاني الصبيحة اليوم من تكالب القوى المختلفة عليها بهدف شيطنتها وتجريدها من حقها النضالي الكبير، وبهدف احداث الفوضى في داخلها، لمنع استقرارها، تارة عبر دعم الثارات القبلية، وتارة عبر التقطعات، واعمال الحرابة في طرق المسافرين، لاسيما في خط الوهط طورالباحة الذي تحول الي كابوس مزعج للناس، دون ان تحرك السلطة المحلية الفاشلة في المحافظة ساكنا، او تحرك الجهات الامنية بيادقها لوقف هذا السلوك المشين، الذي يهدف من يقف خلفه لتشويه سمعة الصبيحة اولا واخيرا.

ستظل الصبيحة قلعة جنوبية صامدة تقدم الغالي والنفيس دفاعا عن عدن والجنوب، حتى لو قوبل هذا العمل بالصد، والنكران، من بعض الاطراف، والمناطق الجنوبية، التي ترى في الصبيحة خصما شرسا ينبغي ازاحته، وهي ليست كذلك البتة، فالصبيحة طرفا وعمودا مهما لايستقيم الجنوب الا به لمن يريد ان يفهم.

فمثلما لايستطيع الجنوب الاستغناء عن الضالع، ويافع، فهو لايستطيع الاستغناء عن الصبيحة ايضا، فكل تلك المناطق، والجهات، تمثل لبنات اساسية في بناء الجنوب الجديد.

ان اي مكون اوتيار جنوبي اذا لم تنصهر في داخله كل الطاقات الجنوبية ومن مختلف مناطق الجنوب لن يكتب له النجاح، وسيغدوا ناقصا غير مكتملا، فالاستبعاد، والاقصاء، لا مكان له في مراحل التحرر الثوري، او عند الشروع في بناء الدول، فالجنوب اليوم بحاجة لكل ابنائه المؤمنين بعدالة قضيته، من اي مكان ومنطقة في الجنوب دون تميز وتعصب واستفراد.

ولمن لا يعلم فان الصبيحة تمثل ركنا مهما للجنوب من حيث موقعها الهام والفريد على خليج عدن، وصولا الي باب المندب، وفي هذا الموقع المميز، بالامكان ان تقام المواني الجديدة، لاسيما في راس العارة، فضلا عن وجود المساحات الشاسعة في خبت الرجاع والتي تقع في الخلفية المترابطة بين عدن ولحج، وتصلح لتكون مدنا صناعية تخزينية كبيرة،بالاضافة الي مدن سكنية كبيرة، لتخفيف الزحام مستقبلا عن عدن العاصمة.

واعتقد ان هذا الموقع الفريد للصبيحة، والذي يكتنز في داخله اسرار وابعاد المستقبل، يجري الصراع بين حيتان الاراضي الذين يعبثون بالمخططات، ويشوهون جمالها، بدعم من جهات نافذة لاتريد للجنوب حاضرا او مستقبلا.

ومن هنا ندعو المجلس الانتقالي الجنوبي، للاهتمام بالصبيحة، والعمل على ايقاف اعمال الفوضى، والنهب التي تطال الاراضي فيها، سوى في خبت الرجاع، او على الشريط الساحلي، والحفاظ على هذه المواقع ان كنا في الجنوب فعلا نفكر بالمستقبل لنا وللاجيال القادمة.

كما ندعو للتكاتف لوقف اعمال الفوضى، والتقطعات، في الطرق الرئيسية، ووقف اعمال النهب، والقتل، بالتعاون مع مختلف الفعاليات المجتمعية، والسلطات المحلية النائمة، التي هي بحاجة لم يوقضها من سباتها العميق.

ستبقى الصبيحة القلعة الصامدة للجنوب التي تتكسر عليها رماح الاعداء، كما ستكون الجوهرة التي سيحتاجها الجنوبيون في يوما ماء للذهاب نحو المستقبل.