آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

كتابات واقلام


أمانة (صاحب أبين)

الأربعاء - 13 أبريل 2022 - الساعة 02:49 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

عندما كان شيوخ الشمال يرمون وجوههم عليه ليقبل بتولي الرئاسة بدلا من الرئيس صالح كان الرئيس هادي يظن ان كل هذه الوجوه الضاغطة عليه للقبول ستكون عونا له في ادارة بلد، لا هي دولة ولا هي ضيعة ولا يحكمها قانون ولا شرع ولا عرف، هي خليط من كل ذلك، حتى كلفوت عدو الكهرباء الذي ظل يعتدي على خطوط نقل الكهرباء محطة مارب ويخرج عن الخدمة، كان له نصيب من شبه الدولة تلك، ويحصل على جزء من مواردها.

كان صالح يقول انه سيسلم الوطن الى ايدي امينة عندما قبل بالتخلي عن السلطة، وكان هادي يعلم ان كل طرف من الاطراف التي ترجوه تحمل الرئاسة ينوي ممارسة تسلطه من خلال هادي كرئيس.

اسموه صاحب ابين واسموه الجنوبي واسموه الرئبس التوافقي والرئيس المؤقت والرئيس المنتهي الصلاحية، وهذه الاخيرة ملهاة لحالها، ذلك ان كل السلطات انتهى عمرها الافتراضي منذ عشرات السنين، ورئاسة هادي اقل هذه السلطات عمراّ، لكن لم نسمع تهجما او تهكما على تلك السلطات، ربما لأن(صاحب ابين، او الجنوبي) ليس من شخوصها.

عندما حاصرت منزله في صنعاء قوات الحوثي وصالح، لم ينتخي اي قبيلي او قائد او سياسي يمني ليقف مع هادي المحاصر، وحتى الحراسات الشمالية غادروا مواقع حراساتهم وتركوا الرئيس الذي انتخبوه وحيد مع نفر من الجنوبيين ومن افراد اسرته الذي استشهد عدد منهم أثناء الهجوم.

وعندما تمكن من الافلات والنزول الى عدن كانت دواوين نخب صنعاء وطيرماناتها تتندر على ذلك بالقول (فر الجنوبي)، وكان شقيقه اللواء ناصر منصور هادي اول الاسرى حين كان مع اللواء فيصل رجب بصحبة الوزير محمود الصبيحي وزير الدفاع يواجهون غزوا عدن على مشارف حوطة لحج.

بعد خروج الرئيس هادي لم تحرك مناطق شمال اليمن ساكنا الا بعد وصوله الى الرياض ومن هناك اعلن تحمله مسؤولية مواجهة الانقلاب.

تمكن ابناء الجنوب من مواجهة الغزو الثاني وحرروا مناطقهم بدعم من التحالف، فيما راوحت الحرب في مناطق الشمال سنوات طويلة، واشتدت معاناة الناس في الجنوب والمناطق المحررة، تآكلت الاجور بالتضخم وزادت اسعار الغذاء والوقود وتراجعت الخدمات بشكل مريع ولم يتم دفع رواتب القوات المسلحة لاشهر عديدة.

كل هذه الكوارث والاخفاقات يتسابقون على تعليقها على شماعة الرئيس هادي، فلم نسمع انتقادا لقادة جيش الشمال ولا لرئيس حكومة ولا وزراءه ولا للبرلمان ولا للجيش الجرار من الوكلاء في الداخل والخارج الذين يغطون عين الشمس، كثرة، ويلتهمون الموارد برواتبهم الدولارية.

لا يمكن لعاقل ان يحمل الرئيس كل الاوزار ويصمت عن جهاز ضخم يكفي لادارة جمهورية الصين.

شكر لك يا (صاحب ابين) الذي تحملت الامانة في اصعب السنوات، وها انت تسلمها بدورك لرئاسة جماعية، وهذا بحد ذاته منجز، وشكرا للاشقاء في التحالف العربي الذين مدوا لك ولنا يد العون ولا زالوا يمدونها.

ونتمنى لمجلس القيادة الرئاسي الوصول بالسفينة الى بر الامان حيث تتحقق امانينا في الجنوب والشمال.

عدن
١٣ ابريل ٢٠٢٢م