آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


هذا ماتوقعته من اول لحظات اعلان المجلس الرئاسي!

الإثنين - 18 أبريل 2022 - الساعة 04:56 م

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري - ارشيف الكاتب


وول ستريت جورنال، إحدى أكبر المؤسسات الصحفية الأمريكية والعالمية، تؤكد قطعا ما سبق وأن توقعته وقلته لكم أحبتي، بأن ماحدث للرئيس هادي هو عبارة عن انقلاب إجباري غير دستوري، وجزمت لكم بذلك من أول لحظات الاعلان القسري من الرئيس هادي عما يسمى بالمجلس الرئاسي بقيادة العليمي ونقل صلاحياته الرئاسية كاملة اليه دون رجعة، بتلك الطريقة الانقلابية على شرعيته كآخر مؤسسات الدولة اليمنية الهشة المتآكلة الفاسدة الفاشلة باجماع الكل.

بل انني توقعت ذلك الانقلاب أيضا على شرعية هادي من خلال إقصائه من المشاورات.. واكدت توقعي هذا قبل ذلك الانقلاب المكتمل عليه بيومين كذلك من خلال تحليلي لخطاب هادي امام المشاركين بمسرحية مشاورات الرياض، أنه متمسك بالثوابت الوطنية والمراجعيات الثلاث لأي حل للازمة اليمنية والحفاظ على شرعيته، لاستشعاره الواضح بماهو قادم تجاهه بعيدا عن أي تفاهمات او مشاورات من تلك التي اريد لها أن تكون غطاء لما لا يمكن تغطيته قانونيا ودستوريا
في تلك الخطوة الصادمة للجميع.

لذلك كانت التوافقات في المشاورات تسير - باجماع من شاركوا بالمحور السياسي-نحو الصواب القانوني والمنطق الدستوري بتسليم هادي الصلاحيات الكافية لنائبين له عن الشمال والجنوب هما العرادة والزبيدي.. ولكن تدخل الدول المهيمنة على قرار القوى اليمنية للضغط وإضافة طارق صالح، دفع السعودية أيضا إلى إضافة أبوزرعة المحرمي باعتباره صاحب قوات عسكرية أيضا على الأرض لا تقل أهمية وقوة على قوات طارق.

لتبدأ من هنا مرحلة تقاسم انقلابي حقيقي لصلاحيات وشرعية الرئيس الضعيف الفاشل الذي سبق أن سلمهم حتى مصير حياته ومستقبل أولاده،بعد رفض الحوثيين المشاركة بالمشاورات وتحول تسميتها من مشاورات السلام اليمنية إلى مشاورات يمنية يمنية لمحاولة تغطية فضيحة سوء التنظيم والتقدير معا.

فأصرت بعدها دولتي الإمارات والسعودية على تزكية أربعة من اقوى من تراهم لتمثيلها بالمجلس الرئاسي، على أن يكون الرئيس العليمي للمجلس من اختيار وتزكية المملكة قائدة التحالف ومنحه صلاحيات ترجيح اي قرار يريد تمريره عبر قيادة المجلس الرئاسي وكان لها ما أرادت.

ليس كل من يحلل يصدق في تنبؤاته ولا كل من يزعم المعرفة محق في توقعاته.. أما بالنسبة لي شخصيا فاقسم بالله انني كنت على قناعة مطلقة، من وحي استبعاد هادي من المشاورات ونائبه، وتحليل ماجاء في خطابه من استشعار مبكر، بما قد تم الاعداد له وطباخته بين المحمدين وتسعى المملكة لتمريره باسم مشاورات انتقائية هزلية ترعاها إعلاميا دول مجلس التعاون الخليجي، أن هناك انقلاب مقبل لانهاء عهد هادي ولكن للأمانة بحيث يبقى رئيس برتوكولي مجرد من الصلاحيات ولم أتوقع اطلاقا ان يتم ازاحته هكذا بحيث تعشى رئيس وما تسحر الا رئيس سابق ومنزوع من كل الصلاحيات، كما جرى. واكرر بغض النظر عن فشله وفساده ومن حوله وعجزه وحاشيته عن إخراج اليمن إلى بر الأمان او تحقيق اي خير للشعب اليمني المسحوق بكل الازمات المآسي والمواجع.
#ماجد_الداعري