آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 11:31 م

كتابات واقلام


وجوه بلاستيكية

الثلاثاء - 24 مايو 2022 - الساعة 11:09 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

نحن نعيش الآن في زمن لا يدري المواطن فيه من هو سبب معاناته، ولا يدري لمن يوجه اصابع الاتهام، فقد تفرق دمه بين القبائل السياسية، محليا واقليميا ودوليا، ولا نسمع الا مناشدات لإنقاذ الناس ومن كل الاطراف، الرئاسة تناشد الحكومة والحكومة تناشد التحالف والتحالف يناشد الامم المتحدة والأمم المتحدة تناشد الدول، لكن لا شيء يتغير وكل يوم أسوأ من ذي قبله.

يصاب احدنا بالدهشة حين لم نر حتى وزير واحد يستقيل خجلا من حالة العجز المطبق.

حكومات متعاقبة بوجوه بلاستيكية لا تندى ولا تعرف حمرة الخجل تتمسك بالكراسي ولا تقدم اي حلول سوى المناشدات.

رواتب الناس تراجعت قدرتها الشرائية بنسبة تفوق ٨٠%، ولا تاتي في مواعيدها (انخفضت الستون الف ريال يمني من الف ريال سعودي في ٢٠١٤م الى مائة وسبعون ريال سعودي في ٢٠٢٢م).

رواتب الحكومة وعفشها المصاحب يقبضونه بالدولار وتتحول لحسابات خارجية اول بأول، ونفقاتهم ومعيشتهم على حساب المال العام.

عدن تعاني من تدني الخدمات منذ احتلال الجنوب في ١٩٩٤م وتقع الكهرباء في المقدمة نظرا لشدة حر الصيف في الجنوب عموما، وعدن على وجه الخصوص.

تشغيل محطة بترومسيلة بكامل طاقتها يحتاج (عشرون مليون دولار) ليرفع انتاجها من ٩٠ ميجا الى ٢٦٤ ميجا، بدلا من ذلك يتعاقدون على استئجار محطة عائمة بطاقة ١٠٠ ميجا بايجار قدره مائة وثلاثون مليون دولار وستنجز بعد ٤ أشهر، اي بعد رحيل الصيف، هذا بخلاف التكاليف المصاحبة والحيز الذي ستشغله في الميناء، والاستئجار حالة ترقيعية تتكرر منذ ١٩٩٤م حتى اليوم والمعنى في بطن الشاعر.

الواقع اننا في الجنوب عشنا في ظل الفساد في دولة الوحدة من خلال ثلاث مراحل.

مرحلة عهد الرئيس صالح، بعد غزو ١٩٩٤م وتميزت هذه الفترة بأن هراوة صالح كانت تضع حدود للفساد وكلٍ له نصيب بعلم ورضى صالح، فكانوا يفسدون لكنهم يقدمون شيئا للناس.

مرحلة الازدهار والتغول وكان ذلك في عهد الرئيس هادي حين غابت هراوة الرئيس صالح فخرج الفساد عن السيطرة، ولم تكن آخر صور هذا الفساد فضيحة الوديعة السعودية التي لا زال ابطالها في مناصبهم، وكارثية تلك المرحلة انهم يُفسدون ولا يقدمون شيئا للناس.

اما المرحلة الحالية فهي، حتى الان، امتدادا للمرحلة الثانية، شكل ومضمون، فالمجلس الرئاسي سيعمل بنفس الادوات والعقول وكل طرف فيه سيحمي اصحابه، كما يبدو، وبحماية قوات جنوبية بدون رواتب او بفتات اجور لا تسد رمق اطفالهم.

يا فخامة الرئيس العليمي، ويا نوابه المحترمون، خارجونا من الفساد الظاهر وبعد ذلك التفتوا للفساد المستتر، اجعلوا الناس تتأكد ان مجيئكم سيغير في احوال معيشتهم وانه ليس مجرد (تغيير وجوه) بعضها مكرر، عن احوال الناس نتحدث وليس عن الشأن العسكري والسياسي القادم.

عدن
٢٤ مايو ٢٠٢٢م