آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:35 م

كتابات واقلام


النخوة المنقرضة

الأحد - 12 يونيو 2022 - الساعة 11:56 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


طرقت باب بيتنا طفلة من بنات الجيران، تسأل ربة المنزل هل تريدون شيء من السوق؟، وهي عادة اطفال الجيران ليحصلون على بعض الريالات نظير خدمتهم المتواضعة تلك.

هي عادة عدنية ان تستعين ربات البيوت باطفال الجيران لاحضار بعض المشتريات الخفيفة من احدى بقالات الشارع، ولا ينتظرون أجراً نظير خدماتهم، لكن ما استجد الآن هو ان يطرق الاطفال ابواب البيوت ليسألون عن خدمة يؤدونها مقابل اجر زهيد.

سرح خيالي بعيدا، هل تناولت طفلة جاري فطورها لهذا اليوم؟ هل بيتهم بحاجة الى المائة ريال لاحضار بعض (اصابع الروتي) لها او لاخوتها؟ هل تناولت عشاء مشبع ليلة امس؟.. لست بحاجة الى ذكر مقدار الالم الذي صاحب هذه الهواجس، ويكفي ان تتخيلوا الحالة لادراك حجم الألم النفسي لأي انسان طبيعي.

نحن ندرك ان هناك من لم يقبض راتبه منذ شهور وقد تصل الى سنة كاملة، وان القدرة الشرائية للاجور فقدت اكثر من ٨٠% من قيمتها وبالتالي فهي لا تغطي حتى ابسط ضرورات الحياة، هذا ناهيك عن ان التجار يبيعون السلع على اساس ان سعر الريال السعودي (490) ريال يمني لضمان الربح المسبق (هذا حسب إحصاء غير رسمي، فالاجهزة الرسمية في (الباي باي) كما يقول اخوتنا اهل مصر.

(تنابلة) مستعمرة معاشق واشياعهم في فنادق العالم وتجار الحروب، يدركون الوضع المأساوي الذي يعانيه الناس، وينعمون بكل شيء الا (النخوة والرجولة) فقد انقرضت لديهم، وويل لشعب يقوده اناس بلا (نخوة).

آه وا معتصماه انطلقت
ملء افواه(الجياع)اليتم
لامست اسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم.

مع الاعتذار للشاعر (للتصرف).

عدن
١٢ يونيو ٢٠٢٢م