آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. الجميع ينتظر قراراتكم

السبت - 10 سبتمبر 2022 - الساعة 09:10 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


الأخ رئيس مجلس القيادة
في عشرة أيام فقط حررت مجموعة كتائب من القوات الجنوبية وليست كل القوات ، المديريات الأربع المحتلة في شبوة من يد الح وثي، وأمتدت حتى تحرير حريب ،ولو كان هناك قرار لغيرت المعادلة العسكرية في كل مأرب ، فيما قوات المحور في تعز بكل تشكيلاتها المهولة واردفتها المليشاوية غير الشرعية ، والتشكيلات المستحدثة ذات الطابع الحزبي ، لم تحرر خلال ثمان سنوات من الدعم السخي بالمال والسلاح من التحالف والحكومة، قطعة أرض او منطقة واحدة واحدة ، مما يفتح قوس السؤال الذي ينبغي إنتم بتدابير إجرائية حازمة غلق القوس ، قوس الإتجار بالحرب ،والإستثمار في بسط النفوذ لتحقيق مشروع التمكين غير الوطني، وأخرها العزم على تشكيل لواء النصر العقائدي الديني، للإستقواء به لخوض المعارك الداخلية البينية ، لا تحرير الأرض وخلق معادل قوة، يعزز جهودكم التفاوضية في الوصول إلى تسوية متوازنة وحل مستدام.
السيد رئيس مجلس الرئاسة:
هذا المحور العسكري واجهزته الأمنية عبء على مقدرات البلاد ، وأداة من أدوات إستمرار حالة اللاحرب واللاسلم، وتعزيزاً لحظوظ الح وثي السلالية الإنقلابية ، في فرض شروطه ليس من موقع القوة ،بل من خلال ضعف الآخر ولاسيما محور تعز ، وتخادمه معه في دورة إقتصاد الحرب وبيع السلاح ،وتبادل المنافع ذات الصلة بتجارة الدم.
السيد رئيس مجلس القيادة
خمسة ملايين في محافظة مختطفة، يذوقون الأمرين سواء من مليشيات الح وثي أو من تشكيلات محسوبة على الشرعية ،وهي بممارساتها اليومية ليست كذلك ، حيث تخلت عن وظيفتها الدستورية وأنشغلت في التدخل بشئون السلطة المدنية، والجبايات ونهب ممتلكات المواطن وإفقاره، والإستيلاء على ممتلكات الدولة من الكهرباء وحتى الماء والمؤسسات الإيرادية والأوعية الضريبية، وتوسيع دائرة القمع وإنتهاك الحقوق، بما يعنيه كل ذلك من تغيير في تراتبية الخصومة، معتبرة المواطن خصمها والح وثي عدوها المؤجل ، الذي ربما في لحظة فاصلة يتحول إلى الحليف الصديق.
السيد رئيس المجلس
يجب إستلهام ما يحدث جنوباً في تحرير المناطق ، ومساعدة خمسة ملايين معاقب جماعياً في تعز، من إستعادة حقوقهم وتحريرهم من سلطتين دينيتي قمعيتين الإصلاح والح وثي ، من خلال إتخاذ تدابير عاجلة في إقصاء كل القيادات المسؤولة عن الهزائم ،وبقاء تعز تحت الحصار ، وتسريح جيوش المدرسين الحزبيين، الممسكين بخناق القرار العسكري والأمني، وإعادة بناء جيشاً قادراً منضبطاً لمرجعية الشرعية لا لسلطة وحسابات ومصالح الحزب الديني الحاكم.
السيد الرئيس
ما يحدث في تعز سيادة رئيس مجلس القيادة، وضرورة تصحيح إختلالاتها ،إلى جانب مسؤوليتكم الدستورية تجاهه، فإنه أيضاً مسؤولية إنسانية إخلاقية ، يدفع نحو إنهاء معاناة المواطن وكسر الحصار ، وخلق توازنات عسكرية فاعلة على الأرض ،تدعم جهودكم السياسية التفاوضية، لوضع خاتمة لهذه الحرب المأساوية المكلفة.
أزعم أن خمسة ملايين هم سكان تعز ، وكل اليمن المؤمن بالعدل والمواطنة سيدعم كل قرارتكم تجاه إعادة وضع الحصان أمام العربة، لا العربة أمام الحصان كما هو حال تعز بسلطاته الثلاث العسكرية الأمنية المدنية ، اي إقالة ومحاسبة كل من له شراكة في إدارة المعركة خلال سنوات ثمان ،على قاعدة الفساد والتكسب ،وإستثمار تجارة الحرب، وهي قرارات لا تدخل في سياق الترف أو هي فائضة عن إستراتيجية المواجهة الشاملة وصبر وتوق الناس ، بل هي مفتاح تسوية كل شيء من حقوق المواطن المغتصبة ، وتصويب أولويات المعركة، وحتى إعادة الإعتبار للجندية الوطنية لجيش عبد الرقيب عبد الوهاب وأبطال الثورتين ، ومنع إكمال تحويله إلى عصابات نهبوية عاجزة دينية مسلحة.
الجميع ينتظر قراراتكم السيد الرئيس.
ودمتم.