آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 03:36 م

كتابات واقلام


لا خيار أمامنا الا المواجهة

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 09:25 م

ناصر التميمي
بقلم: ناصر التميمي - ارشيف الكاتب


كتب /ناصر التميمي

من خلال قراءتي لواقع الحرب التي تدور رحاها منذ حوالي ثمان سنوات عجاف ،ليس هناك مايوحي بان الحرب ستضع أوزارها على المنظور القريب، لأنني درست الواقع من كل النواحي وتوصلت الى هذه النتيجة الحتمية مالم يتم تغيير الإستراتيجية العسكرية للمعركة.،حرب وخراب، ودمار، وقتل ،واعتقال تعسفي ،ونهب للثروة ،هذا كله يحصل أمام مرأى ومسمع من يسمون أنفسهم مجتمع دولي وأمم متحدة كله كذب وخداع ونصب وضحك على الذقون ،فلوا كان المجتمع الدولي لديه الرغبة في احلال السلام كما يدعون لفعلوا ذلك في فلسطين المحتلة وسوريا المدمرة وليبيا المكلومة ولبنان الحزينة والعراق الغارق بالفوضى والحروب .

جنوبنا الحبيب هو الآخر يعاني من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مليشيات الحوثي الإرهابية التي باعت نفسها لحوزات إيران التي تستميت في دعم هذه الجماعات المتوحشة في المنطقة العربية ،لقد دخل الجنوبيين في هذه الحرب من اجل تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني، والدفاع عن حياض الأمتين العربية والإسلامية من هذا المد الفارسي الخبيث الذي يستهدف الأمة العربية ،وحقق أبناء الجنوب انتصار ساحق على هذه المليشيات الاجرامية كأول نصر عربي يتححق ويكسر شوكة أيران في المنطقة ،وحرروا اجزاء كبيرة من الوطن خلال فترة وجيزة وبإمكانيات بسيطة رغم فارق التسليح ،وأعاد أبناء الجنوب مجد الأمة العربية وهزم هذا المشروع الخبيث على تراب الجنوب الطاهرة بعد أن فشلت كل القوى الهلامية في الشمال في التصدي لهم وتركتهم يعيثوا في الأرض الخراب والفساد وهي غاضة الطرف عنهم وهذه حكاية غريبة لم يفهمها الأخوة في التحالف العربية الذين قدموا كل مايملكون من مال وسلاح وغيره لهم ،والنتيجة كانت صفر رغم هذا الدعم السخي الذي قدم لهم على طبق من ذهب ،وهي فرصة لم يتعوضوا بها مرة أخرى ،ولو كان اعطي هذا الدعم للقوات المسلحة الجنوبية لقضوا على المشروع السرطاني الذي يتزعمه الحوثي في فترة بسيطة.

حيثما وجدت الأمم المتحدة في اي أزمة على الدنيا السلام هذه حقيقة يعرفها الجميع ،فلوا كانت محبه للسلام لفعلت ذلك وبأقل تكلفة لكنهم لايريدون ذلك، وهنا نرجع قليل الى الوراء في عام ١٩٩٤م عندما تدخل مجلس الأمن الدولي واصدر قرارات ضد الاحتلال اليمني لايقاف الحرب الظالمة على الجنوب لكن لا حياة لمن تنادي ذابت قرارتها كالملح في الماء ولم تنفع وسيطرة قوات عفاش على الجنوب وفرضت احتلالها على الشعب وتعامل المجتمع الدولي الذي ظل خلال فترة الحرب في جولات مكوكية للمبعوث الذي عين حينها الاخضر الإبراهيمي وخسر الجنوب المعركة بسبب اعتماده على رغبات المجتمع الدولي الذي لايعترف الا بلغة القوة والقوي الذي يفرض أمر واقع ،وما نلمسه اليوم في الأزمة في البلاد نرى أن موقف المجتمع الدولي متذبب وهزيل ولم يقم بدوره حتى من الناحية الإنسانية ،حيث انه بقي هو الحريص والحامي لهذه المليشيات التي عطلت جميع الهدن التي اعلنتها مايسمى الأمم المتحدة ،ولم يلتزم بها لا من الناحية العسكرية ولا من الناحية الإنسانية ،وهذا على ماذا يدل يا اخوة ؟هذا له تفسير واحد فقط هو ان المجتمع الدولي هو الداعم الأول لهذه المليشيات والا لماذا هذا الصمت المريب من قبلهم رغم انهم يشاهدوا الجرائم التي ترتكبها هذه الجماعة المارقة ويغضون الطرف عنه ،ومايجرؤا على فعله هي بيانات الغزي والعار الهزيلة التي تصدر من قبل الأمم المتحدة المخيبة للآمال.

نحن في الجنوب أدينا الذي علينا وقمنا بالواجب مع التحالف العربي الذي جاء ليخلص البلاد من شر هذه الآفة التي استفحلت في الشمال ونبتت بقوة ،بسبب تراخي وتعاطي القوى اليمنية معهم مما أعاق تحقيق كامل اهداف عاصفة الحزم،التزم الجنوبيون بجميع الهدن التي اعلنتها الأمم المتحدة والتحالف العربي وقدم التنازلات من اجل احلال السلام الدائم، لكن للأسف الشديد لاحياة لمن تنادي ،والذي اتضح لنا كجنوبيين أن الأخوة في الشمال لايريدون تحرير أرضهم من جماعة الحوثي الإرهابي قط.

ذهبنا الى الوحدة المشؤومة معهم بحسن نية وبقلوب بيضاء وأيادي نظيفة ،وشعب متعلم ومثقف، وحياة كريمة ،وبنظام قوي ودولة تهابها دول العالم ،ووقعنا في غفلة من الزمن في خديعة الوحدة المذبوحة ،وسلمنا لهم كل شي العلم والشعار والنشيد والعملة واسم الدولة ،وذهبنا ضحية الشعارات الزائفة التي كنا نرددها كل يوم في طابور المدرسة ،ووقعنا فريسة سهلة في قبضة من لا يعرف الدولة ولا النظام ولا القانون ،فكانت النتيجة تدمير كل شي في دولتنا من قبل نظام العربية اليمنية الذي هدفة الاول والأخير هو تدمير الدولة الجنوبية ،وفعلا تحقق له ذلك وعلى طبق من ذهب .

أنا هنا اقدم رسالتي هذه لقيادتنا السياسة ان تكون على خذر شديد من القوى اليمنية التي تسعى دائماً الى تدمير الجنوب ،ولا احد يجرب المجرب نحن قد جربنا هذا القوم ووقعنا مهم معاهدات ومواثيق الوحدة المشؤومة ونكثوا بها ،ووقعنا معهم اتفاقية العهد والاتفاق ولم يلتزموا بها ،ووقعنا معهم اتفاق الرياض وتراجعوا عن تنفيذه ويحاولون التملص منه من أجل افشاله مثل كل المواثيق التي وقعها الجنوب معهم ،فماذا ننتظر مهم ؟خدعنا في الماضي ولانريد ان ننخدع مرة ثانية بسبب طيبتنا وتسامحنا اللا محدود ،اعطيناهم فرصة كافية من اجل أن يوحدوا صفوفهم لمحاربة الحوثي ،فرفضوا ذلك فاتفقوا معه لمحاربة شعب الجنوب وتركوا معركتهم الحقيقية في الشمال فا تجهوا الى الجنوب ،انا شخصيا. وهذه وجهة نظري انه لايمكن أن نحقق سلام مع هؤلاء البشرلو تحاورنا معهم قرون من الزمن لأنهم مخادعين ومكارين لاينفع معهم الا العين الحمراء.

ذات يوم وفي مقابلة تلفزيونية مع المناضل الرئيس علي سالم البيض قال فيها عندما فجرنا الثورة في الجنوب ووقف العالم كله ضدنا ،ولم نلتفت اليهم بل استمرين في المقاومة ضد المستعمر البريطااني وفرضنا أمر واقع في الجنوب بالقوة، عندها جاءت دول العالم كلها الينا واعترفوا بدولتنا الوليدة ،وهذه الرسالة اريد ان اوصلها لقيادتنا السياسية في المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي بأن يفرضوا السيطرة الكاملة على كامل ترابنا وسوف تأتي كل الدول الينا وسيعترفوا بدولتنا الجديدة رغماً عن انفهم ،ولن تستطيع اي قوة الوقوف أمام الشعب الجنوبي الأبي.ياجماعة الشماليين لايرغبون في التحرير واعمالهم في المجلس الرئاسي والحكومة تثبت ذلك البقاء معهم هكذا الى ما لا نهاية مصيبة وخطر يهدد قضيتنا العادلة مالم نقلب عليهم الطاولة ونجتثهم من أرضنا ونعلن قيام دولتنا فانهم سيستمروا في تعذيب شعبنا الصامد بخلق مزيداً من الأزمات ،ونحن لا خيار أمامنا الا المواجهة دون ذلك سنتيه في معمعة الحوارات العقيمة التي لا جدوى منها أبدا.