آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


كل شئ له حدود، فأحفظ الحدود لكي يكون لك وجود

الإثنين - 05 ديسمبر 2022 - الساعة 11:23 ص

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


من المسلم به.. أنه بإمكاننا توقع الخراب، وعلينا اصلاحه وإلا ضاع كل شئ.

فمتى أدركنا طبيعة الصعوبة، كان بمقدورنا ان نضع المعالجات المرجوة.. فالاسلحة الجديدة قد تعطل وسائل الدفاع الجديدة والعكس صحيح، وعلينا أن نفهم الوضع الجديد مني انا الجاهل الامي الضعيف بأن الاساليب الجديدة إن وجدت لن تؤدي الى الغرض منها إذا لم تمارس، ومشكلة الاسكان ليس مجرد إقامة المباني والمدن وإنما هو الكيفية التي يعيش بها الناس، ولا يمكن معالجة الازدحام الشديد إلا بإغراء الناس على ان لا يزدحموا.

بإختصار، نحن بحاجة ماسة الى تغييرات واسعة في السلوك الإنساني، ولن يأتي لنا ذلك إلا عبر دراسات احصائية قائمة على بيانات احصائية سليمة ذات معايير رسمية صادرة من الجهة المكلفة الرسمية للدولة وهو الجهاز المركزي للاحصاء يكون مستقلا وحياديا تشرف عليه الدولة مباشرة لسرية البيانات وعدم التلاعب والتجاوز للمهام والصلاحيات ومنعا لإختراق الأمن القومي ولمواصلة جهود التنمية الذي يتطلب الدقة والشمول لتوفير قاعدة بيانات احصائية ليتمكن صانعو السياسات من الاختيار الأمثل للسياسات الجيدة وبما يضمن الكفاية والكفاءة في الإنفاق للموارد المحدودة.
هناك مشكلات كثيرة يعاني منها للوطن كإنهيار نظامنا التعليمي، وسخط الجيل الصاعد ونقمته.

لابد لنا من مواصلة حياتنا كما كنا نفعل في الماضي بما تعلمناه من الخبرة الشخصية أو من التاريخ، أو بما تمخضت عنه الخبرة بما نجده في الحكمة الشعبية والقواعد العملية المتبعة، وما علينا فعله هو الإستدلال عليها وتوضيحها للنظر الى حالة العالم اليوم.

كنا نهتم لأحداث أوكرانيا واليوم لمباريات المونديال في قطر ونسينا مايجري لنا، فنحن نحتاج إذن إلى تكنولوجيا السلوك لنحل مشكلاتنا بسرعة معقولة.

فمن المشاهدات العامة في الوطن عبر قنوات التواصل اليومية هو المزيد من الفرقة والتمزق نتيجة المكونات الفكرية، كل له رؤيته التي يراها محقة لغايات تجهلها العامة، وهذا يدل على مدى بعدنا عن فهم القضايا الإنسانية ومدى عجزنا عن منع الكارثة التي يبدو أن العالم يتجه نحوها بشكل محتوم.

إذن علينا ان نفهم أنفسنا كما يفهم كل جزء آخر من عالمنا، لكن اليوم فهمه لنفسه أقل من فهمه لأي شئ آخر .
لكن يبدو لنا إن حرية الإنسان المستقل وكرامته تكون حينما تستخدم فقط، الأشكال الضعيفة وغير البغيضة في التحكم، كما يبدو ان الذين يستعملونها يدافعون عن أنفسهم ضد التهمة التي مفادها أنهم يحاولون السيطرة على السلوك وأنهم يعفون من المسئولية حينما تسوء الأمور .
إن التساهل هو غياب التحكم، وإذا بدأ أنه يؤدي الى نتائج مرغوبة فهذا نتيجة ظروف أخرى.
لاشك أن الطرق المتعددة لتغيير السلوك بتغيير العقول لماذا؟ لأنها تمارس بقوة من جانب حماة الحرية والكرامة.

كل شئ في الحياة لها حدود، فمتى كنت على حدودك مصان، كان لك وجود.

إن وجودنا بإستعادة الدولة يتمثل بتأمين حدود عام 1990، وعندها نقف لتأمين البيت الداخلي للعمل على بناء ماتم تدميره على أسس وشراكة دولية قائمة بموجب القوانين والمواثيق والمعاهدات.

فلا حاجة للقوات الجنوبية ان تظل خارج السرب، فهذا ضياع للارض والإنسان، كفانا ماكفانا في صنعاء من تصفيات واللواء أول مدرع في يريم ولواء من أصحاب يناير في حرف سفيان ولواء باصهيب في ذمار ولواء الرابع عشر مشاه في جبل الصمع صنعاء واللواء الرابع في عمران.. لن ننساهم حتى ولو تبدلت الارض غير الارض، فإننا والله لنا ثأر وللوطن وفاء.

فكونوا على قدر كبير من الفهم لا للوهم.