آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


كنت برفقة الشهيد الشامسي !

الأربعاء - 18 أكتوبر 2017 - الساعة 08:19 م

عيدروس باحشوان
بقلم: عيدروس باحشوان - ارشيف الكاتب


لم ولن انسى ذلك اليوم الذي بقدر ما كانت فرحتي وسروري بأول زيارة للامارات العربية المتحدة يوم 18 اكتوبر 2015 بقدر ما حزنت كثيرا ان الرحلة التي ستقلني وزميلي وائل قباطي من عصب الاريترية الى مطار البطين بابوظبي تقل جثمان الشهيد هادف الشامسي الذي اغتالته عصابات الارهاب عند مركز بنده التجاري اثناء خروجه من التسوق فيه .  كان الوجوم يخيم على كل ركاب الطائرة .. وجثمان الشهيد الشامسي مدثر بعلم الدولة الاماراتية.. والرجل المسجى ترك اسرته وطفليه للعمل الاغاثي في عدن واعادة تطبيع الحياة فيها وظل على هذا الحال حتى اغتالته ايادي الغدر التي لم يروق لها القيام بأي عمل انساني يعيد الحياة لعدن والجنوب . وقبل الصعود الى الطائرة تم ايقاف الركاب لافساح المجال امام جثمان الشهيد الشامسي ليأخذ مكانه في الطائرة يحيط به عدد من ضباط القوات المسلحة الاماراتية وسط صمت وحزن وأسى لرحيله المفاجئ. كنا حينها لا نعلم اسم الشهيد ومهمته وأين استشهد ومكان استشهاده.. لم نستطع السؤال حتى دخلنا اجواء الامارات وأخذ الجميع يتأهب للهبوط همست في اذن ضابط إماراتي : لو سمحت.. لمن الجثمان واين استشهد .. كنت اعتقد ان المسجى ضابط سقط في معارك الشرف والبطولة وهو أمر طبيعي في الحروب .. لكنه فاجأني باجابته انه رجل اغاثي ضمن فريق الهلال الاحمر الاماراتي . . تمتمت : لا حول ولا قوة الا بالله .. تبا لقاتله واللعنة عليه . تعرفت فيما بعد على تفاصيل استشهاد الشامسي ومقاطع الفيديو التي سجلتها كاميرا مراقبة المركز لقتلته ومعاونيهم وذلك الشخص الماسك بجواله على بعد امتار من بوابة المركز التجاري الذي اعطى المعلومات عن خروجه والغدر به . وبقدر ما انا حزين على رحيل الشامسي الفدائي المدني..الذي جاء لاغاثة شعبنا .. بقدر ما انا فخور في مرافقة جثمانه الطاهر نيابة عن ابناء الجنوب  ومتابعة اللحظات الاولى للمراسم المهيبة التي اقيمت في مطار البطين . سلاما .. سلاما للشهيد الشامسي في خلوده .. وذكراك ستظل محفورة في سجل تاريخ الوطن الجنوبي .