آخر تحديث :الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 05:34 م

كتابات واقلام


خذ من غزة ياجنوب العرب حكمة وعبرة

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 08:06 م

سعيد أحمد بن اسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق - ارشيف الكاتب


اهتزت الارض طربا وكبرت للرجال الصادقين والثابتين على المبدأ باستعادة الدولة والهوية الجنوبية.. ثبات القلوب من شيمة الرجال المؤمنين بأخلاصهم لله وللدين والوطن.. ثوابت لا تتزحزح، رجال على الجبهات تقاتل للدفاع عن الوطن ضد الحوثي المعتدي وضد قوى الضلال من الشيعة الروافض الشاتمين لامهات المسلمين وصحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين وضد المعتدين على قتل النفس المحرمة باسم الاسلام كذبا وزورا.. رجال صدقوا على ما عاهدوا الله عليه لا يغدروا ولا يحتالوا ولا يخونوا ولا يشتموا ولا هم بلعانين ولا بقاذفين الأمة بالتهم الباطلة لأجل مصلحة دنيئة.. فارق كبير بين من جلبت نفسه على الكذب والدجل تراهم اذا تحدثوا كذبوا واذا عاهدوا خانوا و من الخلف غدروا، يعاهدون العدو على الطاعة بتسليم الوطن لمن سفك الدماء وقتل وتعدى على حرمة البيوت واقتحم وأرهب الامهات والاخوات والاطفال وأغتصب، صفات لا يتسم بها الا المنافقين والمرتدين عن تعاليم الاسلام.. يظهرون الناس بوجه التقوى وحب الوطن والحفاظ على الثروة الوطنية لاجل اطماع شخصية ولقبلية ضيقة متخلفة، افعالهم تناقض اقوالهم.. لم يرى منهم الناس إلا الأذى والتضييق، هم العدو وادواته وبأفعالهم زادت من معاناة الناس في أقواتها وخدماتها، تبا لمثل هؤلاء الوجوه بعد ما سقطت أقنعتهم وكشفت الزيف على حقيقته، تجارة بائرة من صنعاء واردة مختمة بختم الاسود العنسي وبشمع أبرهة، فتلك صناعة منتهية الصلاحية منذ بزوغ فجر الاسلام.. لن يرحمهم التاريخ سيكونوا عبرة للاجيال القادمة..ولك في غزة ألف حكمة وعبرة، ثبات بالتمسك للارض وتضحية للوطن وتلاحم للهوية فكم من مبان دمرت ولكن بالايمان القلوب عمرت و بالشهداء على الاكتاف حملت وبالتكبير والزغاريد والدعاء بالرحمة ودعت.. واما الخونة كالكلاب بالحفر قذفت وبالتراب توارت وبالسخط واللعنات ودعت، فلم تفدهم اموال العدو غير الذل والعار.

ان الحقوق لن تأتي بتركيب المنصات ولابنصب المخيمات وتقديم الوجبات ولا بنحر الابل والأبقار ولا بتعدد المكبرات لاجل الصور والخطابات..لا لأجل وطن نعيده ولا لصيانة الحقوق وانما لترسيخ اقدام العدو وتسهيل مهامه ولأجل تنصيبه. إن الحقوق لا تأتي إلا برص الصفوف وتوحيد الكلمة وأن تكون الايادي فوق الزناد جاهزة والعقول على يقظة تامة، وعلى الارض نملك الميادين. فهذا الذي يرهب الاعداء ويربكه وما النصر الا من عند الله، بالايمان بالقضيّة والثبات عليها يوهب لك النصر والحياة.

إن وحدة 22/ مايو/ 1990مع الجمهورية العربية اليمنية كانت نكبة لأنها مأساة لمعالم وطنية جنوبية اخذت تنحدر ببطء الى الضياع والنهاية ومأساة لمعالم دينية ومأساة للانسان الذي يشاهد كل يوم جانبا من جوانب منجزاته تتحطم وتنهار وصرحا من صروح المجد يتحول الى خراب ودمار.. وفي 1994 مست النكبة كل شئ... مست الارض التي درج عليها مناضلون حرروها من الظلم والاستعباد والتأخر والقهر، أمتزجت ظلالها وكل شئ فيها بروحهم ويوما بعد يوم مست الدين في معالمه الكثيرة... في مساجده ومآذينه ومحاريبه وفي كل قيمه ومثله، ومست معاهد العلم التي كانت مصدر اشعاع الفكر، انها اليوم تتحول الى ذكريات تعبث بها الرياح والعواصف، ويؤم عرصاتها الجهل والفقر والظلام.
إن يوم 14/ أكتوبر ليس يوما عابرا وإنما إحياء لملاحم وتاريخ سطروها الشهداء وعمدوها بالدم من خلال تضحيات لم تمحها الأزمان ودروسا للاجيال للسير على درب الابطال لاجل كرامة الانسان وسيادة وطن، وما تلك الهتافات إلا بركان ثائر يحمل تهديدا ووعيدا لقوى الاحتلال، ومنابر لنداء النصر القريب ورسائل للعالم بحق المصير.

إن الأقوال التي تتجسد على الارض افعالا وتعيد الروح إليها لا تأتي إلا من العظماء الذين لصقوا بالارض وشاركوها في الازمات ومعاناته وقساوة الفقر والتشريد والجوع.. فالأفعال تصنع العظماءو تحفظ أقوالهم بالقلوب قبل ان تكتب، لا أقول بماء الذهب وانما بالدماء الطاهرة الزكية في مجلدات التاريخ لتصنع مجدا وهوية وتبقى للشعب مرجع.

نعم ياقائد مسيرة الجنوب العربي الوفي عيدروس قاسم الزبيدي إن ( ثورة أكتوبر صاغت مفهوم الكفاح ووحدت الصف الجنوب على قاعدة الايمان بالوطن والحرية والسيادة) كلمات لم يتفوه بها إلا قائد مؤمن بحق وطنه وشعبه وواثق من شعبه وبانجازاته قائلا:(أنجزنا الكثير عسكريا وأمنيا وسياسيا خلال العقد الماضي بفضل تلاحم شعبنا) بالافعال تصنع الرجال وبالتلاحم تتولد الملاحم.. مبادئ لا تتغير ولا تتأثر بغطرسة العدو مهما كانت التحديات والحصار، ستظل المبادئ ثابته وواضحة للعدو لن يتزحزح عنها شعب الجنوب مهما فاقت الازمات وزادت معاناته (مبدأنا واضح، أن الجنوب لن يدار إلا بأبنائه ولن يحكم إلا بإرادة شعبه الحرة) مع تمسك الجنوب بالشراكة في مقاومة الارهاب وتمسكه بالمواثيق وعهد الرجال للرجال ( سنظل شركاء في مقاومة الارهاب والتمدد الحوثي متمسكين بحقنا في إستعادة وبناء دولتنا المستقلة).. فقد حدد الجنوب خياره ووحد صفه وصوته وفي من يمثله ( المجلس الانتقالي أعاد للنسيج الجنوبي تماسكه وهويته الوطنيّة بعد عقود من التمزيق والإقصاء) وله حق تقرير المصير في إستعادة دولته وهويته ولا يحق لغيره التدخل في شئونه واختياره ( لا سلام دون تمثيل الجنوب كطرف رئيسي في أي عملية سياسية قادمة) وأن (استقلال الجنوب قادم مهما أشتدت التحديات وتعاظمت المؤامرات) بفعل ايمان أبنائه باستعادة الدولة وعلى خطى الاجداد تتحقق الاهداف المرجوة ( أبطال قواتنا المسلحة هم الامتداد الطبيعي لثوار أكتوبر ونوفمبر وصناع النصر القادم) مؤكدين بحق الجوار والتعاون المشترك ( المجلس الانتقالي سيكون سندا وفيا للقوى الوطنية في الشمال حتى تعود أرضهم حرة آمنة).

أقوال جسدت صورة الدولة القادمة على لسان قائد المسيرة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي بكل وضوح للعالم والاقليم.. عمق في الاحساس وصفاء في النفس ورقة في القلب حتى وهو يثور.
عهد الرجال للرجال وعلى العهد نسير.. ههنا تربض كبرياء الشرف جنبا الى جنب.. ههنا تلتقي قوة الثبات على الحق مع كرم المعشر ولطف الحديث وعند مداخل الضالع وشبام تعود مرتدة جميع الرياح والعواصف الهوج بما تحمله من نقيع باب اليمن الآسنة..
أن تلك الحشود الهادرة ماهي إلا مفاتيح للنصر نحو دولة جنوبية فيدرالية والمجلس الانتقالي الجنوبي يمد يده ويفتح صدره للحوار الجنوبي / الجنوبي تحت مظلة الدولة الجنوبية الفيدرالية والهوية الجنوبية الواحدة.

المجلس الانتقالي الجنوبي يمثلنا
والرئيس عيدروس قاسم الزبيدي قائدنا
مجددين العهد وعهد الرجال للرجال.. فكم أنت عظيم.