آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 11:31 ص

كتابات واقلام


أهمية إنشاء كلية إعلام عدنية ..

الإثنين - 04 مارس 2019 - الساعة 10:56 ص

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي - ارشيف الكاتب


ليس العنوان جهوي أو مناطقي بقدر ما هو البحث عن مكانة لتلك المدينة التاريخية التي قدمت للوطن برمته العلم والمعرفة ورسل الثقافة والأدب وكانت جامعتها العريقة جامعة عدن أول جامعات البلد تأسيسا وابتعاثا للنخب المتعلمة والأساتذة داخليا وخارجيا كرسل للعلم والسلام... ما أشير للعنوان بعدنية الجامعة كأم تنطوي تحت نطاقها العشرات من الكليات المتنوعة بعدد من المحافظات المجاورة والتابعة مركزيا للجامعة العريقة عدن ...

وفي هذا الصدد ورغم تنوع الكليات في تخصصات عديدة تزخر بها الجامعة الا أنها تفتقر لسلاح مهم هزمنا كثير بعدمية امتلاكه أو تقاعسا من قبل المعنيين عن أهميته ومكانته في المجتمع ولم يعطى الحيز الأكبر من الأهمية في أنشاء مؤسسته الأكاديمية كإعلام له كليته الخاصة والمستقلة بذاتها ككيان يجمع ويؤي النخب الإعلامية الأكاديمية التي تزخر بها العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة ، كما أن هناك طابور طويل من طلاب الإعلام الذين شتت بهم الأزمنة والأماكن في رحلة البحث عن علم الإعلام بجامعات بعيد عن مركزهم عدن ، رغم تواجد قسم خاصة بالصحافة والإعلام في نطاق كلية الآداب ، لكنه يصارع الظروف ويفتقر الإمكانية ويبحث عن النجاة ويستجدي للنهوض به نحو الأفضل ، لكن ما باليد حيلة .. وظروف البلد في خبر كان ...

فما عاشه ويعيشه الاعلام العدني والجنوبي من وضع مشتت ومزري لعدم أهلية حامليه وتأهيلهم في مؤسسات إعلامية أكاديمية وصقل مواهبهم وإبداعاتهم وحماسهم الإعلامي لما يواكب مرحلة التحدي الراهنة ، بالمقابل العدو هزمنا إعلاميا لمكانة وأهمية الإعلام لديه وصار من أولوياته كبنية تحتية لمؤسسات إعلامية أنشئت له الكليات وفرعت له الإدارات واستحدثت الأقسام لتدريب وتأهيل الشباب الاعلامي لتكرس الجهود لصناعة اعلام محترف يساير المرحلة ويتناغم مع التكنولوجيا الإعلامية الحاصلة اليوم ، والانفجار ألمعلوماتي الهائل ليسخر فيما يعود بالمنفعة على المجتمع الاعلامي في محافظات وبلدات عديدة من الوطن ، بينما المحافظات الجنوبية تعيش في نهاية السلم بعيدة عن اللحاق في ركب هذا التطور ، نظرا لسياسة العامة الممنهجة والمتعمدة منذ الأزل ضد الشباب الجنوبي والحقل التربوي والتعليمي وكان للأكاديمي نصب من ذلك التهميش ، وخاصة الاعلامي الذي نحن بصدده اليوم ، وأمام ما نراه من واقع إعلامي مؤلم وما نسمعه عن بادرة طيبة لإنشاء كلية إعلامية تابعة لجامعة عدن تستقل بكيانها وذاتها ، أهدافها تأهيل وصقل طلاب الإعلام واستيعاب من ينتمي لهذا الحقل ضمن سياسة تعليمية جديدة يتواكب مع احتياجات الإعلام المعاصر ، فإننا نشد على المعنيين من صناع القرار في البلد بأهمية مثل تلك القرارات الصائبة التي ستكون نتائجها المرجوة ثمرة لتلك المدينة التي عانت كثيرا ولشبابها وإعلاميها الذين لا زالوا بانتظار صرح إعلامي يفتخرون فيه، كبيت أكاديمي يجمعهم ويلملم شملهم على طريق لم المجتمع في البلد ككل برسالة إعلام هادف يدعوا للبناء ونهضة الوطن بعيد عن لغة الصراع والأزمات كي يجنح الجميع نحو السلام ...

كما هي دعوة إلى الإعلاميين والمهتمين بشأن الإعلام والمنتمين للحقل الإعلامي لتشكل قوة ضغط على الجهات المعنية في البلد للذهاب صوب انجاز هذا المشروع الإعلامي الهام لننتزع مؤسسة إعلامية أكاديمية نفاخر بها ويعتز كل من ينتمي إليها كي نشكل انطلاقة رائدة نحو أفق إعلامية هادفة ومنشودة ، تشارك في تنمية ونهضة وبناء الوطن ...


* مدير عام الإعلام بلحج