آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 08:41 م

كتابات واقلام


هل تنجح دعوه اللواء بن بريك في استحضار الروح الوطنية الجنوبية؟

الخميس - 09 أبريل 2020 - الساعة 02:37 ص

احمد عقيل باراس
بقلم: احمد عقيل باراس - ارشيف الكاتب


دعوة الاخ اللواء احمد سعيد بن بريك القائم باعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعيه الوطنيه مؤخراً الئ الحوار و فتح صفحه جديده مع كافه القوئ الجنوبيه بمختلف الوان اطيافها بما فيهم جنوبيي الشرعيه و جنوبيي الاحزاب و التنظيمات السياسيه اليمنيه الاخرئ تعد بما حوته من مفردات و عبارات اوضح و اقوئ رساله حتى الان يبعث بها المجلس الانتقالي الجنوبي نحو فرقائه و مثلت في نفس الوقت رساله طمئنه لكل من يتوجس من ابنا جلدته من هولا الفرقاء خيفه و مع ان هذه الدعوه لم تكن الاولئ و قطعاً لن تكون الاخيره فان مايميزها هذه المره عن غيرها من الدعوات السابقه ليس توقيتها او الظرف الذي صدرت فيه و حسب و انما كذلك لما تضمنه حديث الاخ اللواء بن بريك من مسلمات في دعوته للحوار و التي يمكن ان نعدها من وجهه نظرنا الشخصيه بمثابه محفزات و ارضيه مناسبه تمهد لنجاح اي حوار قادم اذ من خلال هذه المسلمات التي ضمنتها هذه الدعوه تجعل الطرف الاخر المستهدف من الحوار يحاور باريحيه و بدون ضغط و هو اهم شرط من شروط نجاح اي حوار حيث اكد اللواء بن بريك في دعوته على هذه المسلمات و منها حرمه الدم الجنوبي و عدم توجيه المجلس الانتقالي لسلاحه نحو اي جنوبي مهما كان و تحت اي ظرف من الظروف مما يعني عملياً عدم استقواء المجلس الانتقالي بقوته التي يمتلكها الى جانب ما ابداه اللواء بن بريك في دعوته من مرونه و من انفتاح اوسع على جميع هذه القوئ الجنوبيه بدون تحفظ و لم يحصر دعوته على فئه او جماعه معينه او يجعلها مختصه بالمجلس و حكراً عليه وحده فقط بل ترك الباب مفتوحاً على مصرعيه امام مساعي اي قوئ جنوبيه اخرئ يمكن ان تقود للتوصل لاي تفاهمات او تعمل على توحيد الصف الجنوبي بقوله ان المجلس سيكون مع اي طرف او قوئ جنوبيه تدعو او تتبنئ مثل هذه الدعوات و مجدداً زياده في التطمين استعداد المجلس لتقديم المزيد من التنازلات .

و بعيداً عن البحث في تفاصيل ردود الافعال التي شاهدناها حول هذه الدعوه و تفاوتها من مكون لاخر و حتئ من شخص لاخر داخل كل مكون من هذه المكونات نفسه فان هذا الدعوه تمثل رسائل تطمينات واضحه بعثها المجلس الانتقالي لا لبس فيها و لا مواربه اذ كان اللواء بن بريك صادقاً في كل كلمه حملتها هذه الدعوه مدركاً لمعناها جيداً و لم يقلها للاستهلاك و المناوره و هي في الوقت نفسه ليست
كلمه او دعوه شخصيه تعبر عن رايه و شخصه فقط و انما هي كذلك كلمه و دعوه تعبر عن راي و موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبناء الحوار و يجسده كموقف و قيمه و سلوك يؤمن به سوئ في تعامله الداخلي مع هيئاته و اطره المختلفه او مع شركائه الاخرين بمختلف انتمائاتهم او حتئ مع كافه القوئ و المكونات الجنوبيه الاخرئ التي يتباين معها في الرؤئ و الاهداف و منهم جنوبيي الشرعيه و جنوبيي الاحزاب و التنظيمات اليمنيه الاخرئ .

ان هذه الدعوه في مجملها تعد خطوه متقدمه تحسب للمجلس الانتقالي نحو اعاده ترتيب البيت الجنوبي وفقاً و منطلقات و ثوابت شعب الجنوب المتمثله في التحرير و الاستقلال و استعاده الدوله و بهذا يكون المجلس الانتقالي بما اظهره فيها من انفتاح و بما ابداه من استعداد لتقديم تنازلات كبيره قد خطا خطوه متقدمه نحو تصفيه الملعب و تمهيد الارضيه المناسبه للبدء بحوار جاد مع جميع هذه القوئ الجنوبيه يفضي في نهايه المطاف الى التوافق حول معظم القضايا والمواضيع محل الخلاف و التي تحول دون اجماع بعض الجنوبيين و تقف حجر عثره امام تحقيق طموحات و احلام شعب الجنوب و تبقئ الكره الان في ملعب هذه القوئ والمكونات و التنظيمات الجنوبيه بشكل عام و في ملعب جنوبيي الشرعيه و جنوبيي الاحزاب و التنظيمات اليمنيه الاخرى على وجه الخصوص و كم نتمنئ من هولا جميعاً اليوم ان يستحضروا الروح الوطنيه الجنوبيه الموجوده بين ثناياهم و يلتقطوا هذه الدعوات و يتعاملوا معها بايجابيه و ان يعملوا على مجاراه المجلس الانتقالي و التماهي معه بهذا الشان و استغلال هذه اللحظات التآريخيه الحاسمه التي نمر بها و التي لن تتكرر مطلقاً و نتمنئ ان نسعئ جميعنا و بكل ما اوتينا من قوه لنتجاوز هذه المرحله التي تعد الاصعب و الاخطر من بين كل المراحل التي مرينا بها طوال تاريخنا الحديث و المعاصر يمكن ان نخسر فيها جنوبنا و الئ الابد و هو الشي الذي لا يمكن ان يرضئ به اي جنوبي سوي مهما كان توجهه او لون الفريق الذي ينتمي اليه .