في المسيمير.. طلاب المدارس يبحثون عن التعليم ونساء يطوقن لمحو أميتهن
السبت - 10 يوليه 2021 - 06:21 م بتوقيت عدن
تقرير/فاطمة العبادي:
تابعونا على
تابعونا على
حتى الصف السادس فقط ومن ثم "الزواج أو جبهات القتال" هكذا هو واقع ومستقبل طلاب منطقة "مريب" في مديرية المسيمير بمحافظة لحج, واقع تعليمي مؤسف لا صفوف دراسية ولا معلمين ولا مقاعد بعد الصف السادس الابتدائي!
هناك ليست مشاكل شحة توفر الكتب المدرسية وازدحام الطلاب او بعد المسافة وحدها من فأقمت مشكلة التعليم بل على غير العادة نقص المعلمين والمعلمات في مدارس مدينة المسيمير بعد ان تفرغت نسبة كبيرة عن العمل .
أطفال يبحثون عن فصول, ومعلمات متطوعات يبحثن عن مصدر دخل مقبول, ونساء أميات يردن محو أميتهن في مراكز التعليم ولكن .. كل ذلك شبة منعدم في المسيمير.
تحديات:
في قرية "مريب" يواجه الطلاب صعوبة بالغة في العليم حيث يتلقون التعليم هنا حتى الصف السادس فقط, ومن ثم يذهبن إلى المدينة لاستكمال التعليم بشق الأنفس حيث ان المسافة تبعد ساعة ونصف الى ساعتين حتى الوصول..
وقالت وعد حسن علي عبدالله, وسيطة مجتمعية "معاناة طلاب المدارس في قرية "مريب" تتخلص في وعورة وطول الطريق من القرية وحتى المدرسة الواقعة في مدينة المسيمير, إضافة إلى التمسك العادات والتقاليد في المنطقة ذاتها, حيث لا يسمح للفتيات الشابات بقطع الأسواق والطرقات, خاصة لعدم توفر وسيلة نقل" .
كانت توجد مدرسة بالقرب منهن ولا يوجد بها سور هو ما جعل الطلاب ينفرون منها بعد الصف السادس, وفي الشق الأخر هناك قلة قليلة من فتيات "مريد" يتحدين الظروف ووعورة الطريق مشيا على الإقدام .
معلمات بديلات:
تحدثت رقية محسن محمد ربيح, رئيسة لجنة حل النزاعات في المسيسمير, ومعلمة متطوعة في المدينة ذاتها "مشكلة التعليم بدأت بعد حرب 2015م ولجوء الرجال إلى الجبهات منهم المعلمين وتغيبهم عن المدرسة, مما اضطر إلى جلب معلمات متطوعات للتدريس عوضا عنهم, لمسنا في ذلك الظلم كوني معلمة متطوعة. فكيف لمعلم راتبه الشهري 90 الف لا يريد دفع 20 ألف للمتطوعة التي تعمل في ثلاثة فصول دراسية بل يكتفي بدفع 10 او 15 ألف , وعندما استمر هذا الوضع مدرسة البنات في حدود 11 معلمة متطوعة, بينما في مدرسة الأولاد يتسرب الطلاب للذهاب الى الجبهة
والأمر الأسوأ أننا خرجنا بحل ضمن منظمة وهو بناء فصلين في قرية وجلب معلمة بدلا من السير مسافة ساعتين ولكن إدارة التربية رفضت المشروع, بالرغم ان أعداد المتفرغين أكثر بكثير من عدد المتطوعات".
صعوبة محو الأمية:
جاءت فترة زمنية معينة انتهت فيها نسبة الأمية في المسيمير وذلك لنشاط مركز محو الأمية ولإقبال النساء عليه, ولازدياد التعليم المدرسي من قبل النساء المتعلمات للنساء الأميات وبعد الحرب الأخيرة قدمت نساء نازحات من "حبيل حنش" والمناطق المحاذية لمأوية وعلى مفرق الجبهة , مما أدى إلى انتشار الأمية ولان نسبة النساء النازحات في المسيمير كبيرة .
الآمر شكل أزمة حتى في تعليم الصغار حيث لا تقبل الأم الأمية فشل ابنها الطالب في المدرسة او نقص في الدرجات بحجة أنها تبعثه إلى المدرسة كل صباح ولا تعي المجهود الذي يجب ان يبذل لاجتيازه الامتحانات تلك المشكلة ليست فقط في المديرية بل في كافة المناطق .
إشكالية:
رممت منظمة مجتمعات عالمية في عام 2018 مدرسة وتم التناول لإدارة محو الأمية وسيتم الدراسة للنساء بشكل مستقل في الصباح فقط, لان المساء المبكر يتم سقوط الأمطار ولا يتسنى لهن الخروج من المنزل, ونشبت مشكلة ان إدارة المدرسة تعاني من ازدحام طالبات وحتى تريح العملية نقلت الطالبات الى صفوف محو الأمية ولم تستطيع النساء الذهاب لمحو أميتهن, وتم الاتفاق لإقطاع منظمة لتدخل تنموي لعمل فصلين خاصين لمحو الأمية".
مشاريع:
تدخلت عدد من المنظمات بعمل مشاريع ساعدت في نشل التعليم منها ترميم المدرسة العامة, ومشاريع دعمت طلاب المستويات الضعيفة لصف الأول والثاني والثالث حيث تدخلت مؤسسة صناع النهضة صفوف إضافية لحصص تعليمية بعد الظهر, وكذلك منظمة البحث عن أرضية مشتركة نفذا عدد من الجلسات الحوارية
حلول:
اقترح أهالي المسيمير عددا من الحلول المؤقتة والمساعدة لاستقرار التعليم وللحد من ظاهرة التسرب, وهي دعم الكادر التربوي من متطوعين بمبالغ مالية من السلطة المحلية, أو عن طريق اتفاقية بنصف الراتب بين المعلم الأساسي المتفرغ من الدوام وبين المتطوع في عملية التدريس, او دفع نصف الراتب للمعلمات المتطوعات خاصة أنهم حاصلات على درجة "الباكالاريس" .
وطالبوا "نريد تطوير مدرسة الوحدة في "مريب" حتى لا تضطر الفتيات الخروج خارج المنطقة, او بناء صفوف إضافية لان المدرسة مكونة من 6 صفوف دراسية فقط, والى الصف السادس فقط, لهذا لابد من بناء مدرسة حتى إلى الصف التاسع لتكملة المرحلة الأساسية.
مبادرات:
بادر نائب مدير مركز نحو الأمية في المسيمير, محسن محمد ربيح, بمقترح التبرع بقطع من الأرض يملكها الى منظمة حتى تعمر عليها فصول دراسية لمحو الأمية .
وقال "ما نريده هو الجدية من الجهات التي ستعمل معنا والرغبة والعون من النساء الأميات اللواتي يردن محو أميتهن نريد الحماس الاجتماعي والنشاط ".