آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:27 م

منوعات


حكاية أغنية يا "ليلة العيد أنستينا"

الإثنين - 19 يوليه 2021 - 11:19 م بتوقيت عدن

حكاية أغنية يا "ليلة العيد أنستينا"

متابعات

واحدة من الأغنيات التي عاشت في وجدان الشعب العربي في كل أقطاره ،والمصريين على وجه الخصوص لسنين طويلة وظلت هذه الاغنية لها نكهة خاصة نستشعرها في أيام العيد  ففي كلِّ ليلة من ليالي العيد ،يصدح صوت أم كلثوم ويتردّد بصوتها الشجي الرخيم وهي تطل علينا ، لتشدو بأغنية ( يا ليلة العيد) ، معلنة ببهجة انطلاق قطار الفرحة ليزف نسمات السعادة إلى القلوب ...على إيقاع الفلاحي شرقي الطابع وهو مقام عراقي خالص..وعلى الرغم من مرور ما يقرب من ثمانين عاماً على غنائها للأغنية ... إلا أنها تبقى هي الأشهر في إحياء الجو الروحاني لقدوم العيد لما لها من شعبية وإيثار بقلوب من نطق بالعربية عن باقي الأغنيات الأخرى .

قصة طريفة تبدأ من بائع متجول،فعندما كانت سيدة الغناء العربي ذاهبة إلى مبنى الإذاعة القديم بشارع الشريفين بوسط البلد لتسجل إحدى أغانيها سمعت وقتها أحد البائعين المتجولين وهو ينادي على بضاعته ( يا ليلة العيد أنستينا ) لتتعلق كوكب الشرق بالكلمات الجميلة لدى سكانها وتصر على تكريمها بصوتها .
وعقب صعودها إلى الاستديو طلبت من بيرم التونسي أن يكتب لها أغنية للاحتفال بالعيد وأن يكون مطلعها هذا المقطع الذي سمعته من البائع ، وبالفعل شرع بيرم التونسي في كتابة الأغنية ولكنه لم يكملها لمرضه ، فطلبت سيدة الشرق من الشاعر أحمد رامي أن يكمل الأغنية التي بدأها بيرم ، وبالفعل أكمل رامي الأغنية وقام زكريا أحمد بتلحينها وغنتها أم كلثوم على الهواء مباشرة مساء ليلة عيد الأضحى المبارك عام ١٩٣٧م .
وعقب صدور الأغنية بعامين ، تم إعادة التلحين على يد الموسيقار رياض السنباطي يوم وقفة عيد الفطر المبارك عام ١٩٣٩م لتصبح بصورتها النهائية التي عرفها المستمع إلى الآن !.
ولم تنته قصة تلك الأغنية عند هذا الحد ، فكانت الحفلة الأشهر التي غنت فيها أم كلثوم هذه الأغنية في حضور الملك فاروق بالنادي الأهلي ، وأضافت لها كوكب الشرق مقطعاً خاصّاً به ، ما جعله ينعم عليها بمنحها لقب ( صاحبة العصمة) فى ١٧ أيلول عام ١٩٤٤م .
  وهذه كلماتها :
يا ليلة العيد آنستينا  وجددتي الأمل فينا
هلالك هل لعنينا
فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حيجينا  على قدومك يا ليلة العيد
جمعت الأنس ع الخلان
ودار الكاس على الندمان
وغني الطير على الأغصان
يحيّي الفجر ليلة العيد
حبيبي مركبه تجري
وروحي فى النسيم تسري
قولوا له يا جميل بدري
حرام النوم فى ليلة العيد
يا نور العين يا غالي
يا شاغل مهجتي وبالي
تعالى أعطف على حالي
وهنّي القلب بليلة العيد
يا نيلنا ميتك سكَّر
وزرعك فى الغيطان نوّر
تعيش يا نيل ونتهنى
ونحيي لك ليالي العيد
- والمقطع الاخير فى أول ماغنت هذه الاغنية فى فيلم دنانير عام ١٩٣٩م ، مَدَحَت فيه هارون الرشيد و جعفر البرمكي ( شاهد الفيلم ) غنته كالآتي :
يا دجلة ميتك عنّبر . وزرعك فى الغيطان نوّر
يعيش هارون يعيش جعفر . ونحيي لكم ليالي العيد
لكن فيما بعد و فى الحفلة التي حضرها الملك فاروق فى عيد جلوسه على العرش ، شدت أم كلثوم بهذين البيتين :
يا نيلنا ميتك سكّر
وزرعك فى الغيطان نوّر
يعيش فاروق ويتهنى
ونحيي لُه ليالي العيد
- وبعدها غنت فى هذه الحفـلة ( الكوبليه ) الأخير من اغنية حبيبى يسعد اوقاته :
حبيبي زي القمر قبل. ظهوره يحسبوا المواعيد
حبيبي زي القمر يبعث  نوره من بعيد لبعيد
والليلة  عيد ع الدنيا سعيد
عز وتمجيد  لك يا مليكي