آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات


المناضل مهدي عبد الله سعيد وداعاً

الخميس - 07 أكتوبر 2021 - 09:14 م بتوقيت عدن

المناضل مهدي عبد الله سعيد وداعاً

كتب - د. عيدروس نصر النقيب.

خسرت الحركة الوطنية والنقابية الجنوبية هذا اليوم مناضلاً آخر من الرعيل الأول من رواد الثورة التحررية وثورة بناء الدولة الوطنية الجنوبية حينما كانت الفدائية شرف ونكران الذات مفخرة يتباها بها كل من آمن بمعناها ومبناها.
إنه المناضل الأوكتوبري والقائد النقابي والشخصية الوطنية والاجتماعية الرفيق والأستاذ مهدي عبد الله سعيد ثاني رئيس لاتحاد نقابات عمال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأحد قادة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني.
واكب الفقيد مهدي جميع مراحل الثورة الجنوبية منذ انطلاق ثورة اوكتوبر في العام ١٩٦٣م حتى نيل الاستقلال الوطني في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م، ومنذ إعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حتى آخر يوم من حياته.
في العام ١٩٧٣ كنت قد انتقلت للدراسة الإعدادية في مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين (المحافظة الثالثة حينها) ولن أنسى المكرفون المحمول على سيارة مكتب الإعلام وهو يعلن عن محاضرة سيلقيها رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية الرفيق مهدي عبد الله سعيد، وكنا نحن الشباب نتوق توقا لسماع احاديث القادة والتعلم مما يقولونه عن الثورة والدولة ومهمات التحول الوطني، وكان ذلك يضيف إلى معارفنا واهتماماتنا الشيء الكثير.
مرت سنوات وعقود لألتقي هذا المناضل والقائد النقابي من جديد في قيادة الحزب الاشتراكي بعد العام ٢٠٠٣م في صنعاء قابضاً على جمر المبادئ التي آمن بها وناضل من أجلها منذ اليوم الأول.
كان الفقيد مهدي قائداً حزبياً ونقابياً وجماهيرياً من الطراز الأول.
لم تهتز عزيمته أمام رياح الانكسار وعواصف الإقصاء والتهميش، ولم تغره المناصب والألقاب بل فضل الوقوف مع الحرية والحق والكرامة الإنسانية متحملا دفع ضريبة هذا الخيار التي لم تكن هينةً قط.
أحزنني خبر وفاته، وشعرت بأنني قد خسرت رفيقا ومعلما وأخا اكبر ممن رأيت فيهم تجسيداً لقيم وأخلاقيات الرعيل الأول من صناع الثورة ورواد مرحلة البناء الوطني.
لا يسعني في هذا المقام الحزين إلا أن اتوجه بصادق مشاعر العزاء والمواساة لابنه ماجد وكافة افراد اسرته واهله ورفاقه وإلى قيادة الحزب الاشتراكي والحركة النقابية الجنوبية وإلى كل محبي الفقيد، داعيا له بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون