آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:38 ص

تحقيقات وحوارات


أسوأ سيناريو.. ماذا لو سيطر الحوثيين على اليمن؟

الجمعة - 05 نوفمبر 2021 - 09:44 م بتوقيت عدن

أسوأ سيناريو.. ماذا لو سيطر الحوثيين على اليمن؟

عدن/ الحرة

منذ فبراير الماضي، يشن الحوثيون حملة عسكرية للسيطرة على محافظة مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية في الشمال، لإحكام قبضتهم على البلاد.

وصعد الحوثيون المدعومون من إيران هجماتهم في الأسابيع الأخيرة بشكل كبير، وشهدت المناطق المحيطة بمأرب معارك عنيفة وضربات صاروخية في الأيام القليلة الماضية راح ضحيتها مدنيون.

ويتقدّم الحوثيون تجاه المدينة، الغنية بالنفط والغاز، من جهة الجنوب، بينما يحاصرونها أيضا من جهتي الشمال والشرق. وحتى الخميس، تمركز المتمردون في مديرية صرواح، على بعد أقل من 48 كيلومترا غربي مدينة مأرب، بحسب مسؤولين في القوات الحكومية.

السؤال الذي يطرحه مراقبون: ما مستقبل المنطقة والعالم إذا نجح الحوثيون في السيطرة على المدينة واليمن بشكل كامل؟

ورقة مهمة
يرى المحلل السياسي اليمني، عبد الستار سيف، أن سقوط اليمن بأيدي الحوثيين بشكل كامل، يعني سقوطها بأيدي إيران، مشيرا إلى أنها ستكون ورقة مهمة بيد طهران عند التفاوض مع الغرب.

وأضاف سيف في تصريحات لموقع قناة "الحرة" أن سيطرة الحوثيين تعني سيطرة طهران على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وبالتالي تستطيع التأثير على مصر وقناة السويس.

وفي حالة سيطرتهم على اليمن، يتابع سيف، ستكون خطوة الحوثيين التالية مهاجمة الحدود الجنوبية للسعودية، وتهديد أمن الخليج، مشيرا إلى أنهم يملكون القوى البشرية لفعل ذلك.

ويقول سيف إن سقوط اليمن بأيدي الحوثيين، سيجلعها أقوى ورقة عربية في أيدي طهران، وأهم من العراق ولبنان.

وأرجع ذلك، إلى موقع البلاد الجغرافي المتميز، ووقوعها على البحر الأحمر والمحيط الهندي، بالإضافة إلى أن التكلفة التي دفعتها إيران في هذه الحرب أقل بكثير مما تكلفته في العراق وسوريا ولبنان، حسب اعتقاده.

وإذا نجح الحوثيون وطهران في السيطرة على اليمن، يؤكد سيف، ستكون مصالح الغرب والولايات المتحدة في خطر، مضيفا أن إيران ستتعامل بغطرسة في أي مفاوضات مع الغرب: "ستتعامل إيران مع الغرب كإمبراطورية وليست كدولة عادية".

ولفت إلى أنهم سيساعدون في تقوية تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وسيمولونه مثلما يحدث حاليا.

لكن سيف أكد أن انتصار أي طرف في المعركة سيحتاج وقتا طويلا، واستبعد حدوثه، مشيرا إلى أن من يسيطر على حقول النفط والغاز في مآرب وشبوة، ومضيق باب المندب سيسيطر على اليمن بشكل كامل.

منذ 7 سنوات، تشهد اليمن نزاعا بين الحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من تحالف تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، أسفر عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.

وتسببت الحرب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، في ظل اعتماد نحو 80 في المئة من سكان اليمن، البالغ عددهم 29 مليون نسمة، على المساعدات ومواجهة 13 مليونا لخطر الموت جوعا.

وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة.

أسوأ سيناريو
من جانبه، يرى الدبلوماسي الأميركي السابق، ديفيد شينكر، أنه إذا هزم الحوثيون الجيش اليمني في مآرب وسيطروا على مركز الطاقة في اليمن، سينتصرون في الحرب، وهذا بالنسبة للرياض واليمنيين والعالم "أسوأ سيناريو".

وقال شينكر، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في مقال بمجلة فورين بوليس، إنه حتى لو انتهت الحرب، سيظل الوضع الإنساني حرجًا، حيث لا يزال ثلثا سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليونا يواجهون المجاعة ويعتمدون على برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة للحصول على قوتهم اليومي.

وفي الوقت نفسه، سيسيطر وكلاء إيران على دولة عربية أخرى، وستظل السعودية ودول الخليج عرضة لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار من جارتها الجنوبية، بحسب شينكر.

ويشير في مقاله إلى أن اليمن سيصبح مشكلة أخرى للإدارة الأميركية، حيث ستواجه واشنطن تحدي دولة فاشلة بقيادة منظمة إسلامية متشددة، على غرار أفغانستان.

ويضيف أنه إذا خسر التحالف السعودي مدينة الحديدة اليمنية وبقية ساحل البحر الأحمر، يمكن للحوثيين أيضًا تعطيل أكثر من 6 ملايين من براميل النفط والمنتجات البترولية يوميا، التي تمر عبر أحد الممرات الرئيسية في العالم، وهو مضيق باب المندب.

بالإضافة إلى ذلك، رفض الحوثيون السماح بإصلاح أو التخلص من ناقلة النفط اليمنية القديمة ذات الهيكل الواحد، والتي كانت راسية كمخزن نفط عائم على بعد خمسة أميال من الساحل، وهي كارثة تهدد البيئة.

وأوضح شينكر أنه إذا غرقت السفينة البالغة من العمر 45 عامًا، فقد يتسرب مليون برميل من النفط إلى البحر الأحمر، مما يقيد الوصول إلى الموانئ، ويؤثر على محطات تحلية المياه وإمدادات المياه العذبة لما يصل إلى 10 ملايين شخص، ويهدد الصيد في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال: "بعد النهاية المحتملة للحرب، سيكون من واجب الولايات المتحدة احتواء الأذى الإيراني في اليمن، والحفاظ على سلامة الشحن في البحر الأحمر، وتقويض طموحات الحوثيين الإقليمية في السعودية".

المحلل السعودي، مبارك آل عاتي، يقول إن "سيطرة الحوثيين على اليمن تعني السماح لكل تنظيم مسلح بالانقلاب على الدولة الوطنية وسيطرة الإرهاب على جنوب الجزيرة العربية الممتلئ بخزان بشري، تسيطر عليه النزعة القبلية والمذهبية وينتشر فيه السلاح والقبيلة، مما سيجعل اليمن ملاذا آمنا لكل التنظيمات الإرهابية بسبب تركيبة الديمغرافية وانخفاض التعليم والاستعداد للانقسام".

وأضاف عاتي في تصريحات لموقع "الحرة" أن "سيطرة الإرهاب الحوثي على اليمن تعني انتصار المشروع الفارسي الإيراني، وتأصل التوسع الإيراني في المنطقة العربية ومحاصرة المملكة العربية السعودية".

وأشار إلى أن ذلك يعني أيضا "سيطرة إيران على الممرات والمضائق المائية المهمة، مما سيجعل العالم بأكمله تحت تهديد الإرهاب ونزوات نظام الملالي".

الاستعداد لهذا السيناريو
منذ تولي الرئيس الأميركي، جو بايدن، إدارة البيت الأبيض، أعطى أولوية لإنهاء الحرب في اليمن بطرق سليمة. فقد أعلن لأول مرة تعيين مبعوث خاص لليمن، تيم ليندركينج.

ويزور المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، الشرق الأوسط، هذه الأيام، لمواصلة المحادثات مع حكومة الجمهورية اليمنية وممثلين عن المجتمع المدني اليمني ومسؤولين حكوميين إقليميين كبار وشركاء دوليين آخرين.

ويواصل المبعوث الخاص وفريقه التركيز على ضرورة وقف الحوثيين هجومهم على مأرب وهجماتهم المتكررة على مناطق مدنية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. كما سيعيد ليندركينغ التأكيد على التزام الحكومة الأميركية بالعمل مع المجتمع الدولي للضغط على الأطراف لتنفيذ إصلاحات اقتصادية حاسمة وتأمين الواردات وتوزيع الوقود بشكل منتظم واستئناف الرحلات الجوية التجارية إلى مطار صنعاء.

كان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، قال الأربعاء في مؤتمر صحفي: "الحوثيون هم سبب معاناة الشعب اليمني، وأي تعاطف معهم غير مبرر"، ردا على سؤال عن تصريحات وزير لبناني عن الحوثيين.

وتحسبا لهذا السيناريو، طالب شينكر واشنطن بضرورة تعزيز المنظومة الدفاعية للسعودية، وتجديد ترسانتها بما في ذلك بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ والصواريخ المضادة للطائرات المستخدمة لاستهداف الطائرات بدون طيار القادمة، بالإضافة إلى إعادة تصنيف الحوثيين "كجماعة إرهابية".

وطالب "واشطن بإنشاء آلية أمنية متعددة الأطراف في البحر الأحمر لاعتراض شحنات الأسلحة غير المشروعة، ووقف عمليات الاتجار بالبشر وغيرها، ومنع مضايقات الشحن، بما في ذلك زرع الألغام، في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر".

وقال: "ربما الأهم من ذلك، لمنع إيران من استكمال مشروعها بالكامل لإعادة إنشاء كيان شبيه بحزب الله على الجبهة الجنوبية للمملكة العربية السعودية بمجرد سيطرة الحوثيين، ستحتاج إدارة بايدن إلى إعادة تنشيط حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2015 على اليمن، بالإضافة إلى إنفاذ الحظر المفروض على الحركة الجوية لمنع تهريب المعدات العسكرية الإيرانية المتقدمة".