آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 08:21 م

اخبار وتقارير


حرب الوحدة شردت الكفاءات وطمست معالم الدولة وذبحت قضية الجنوب

الخميس - 26 مايو 2022 - 05:31 م بتوقيت عدن

حرب الوحدة شردت الكفاءات وطمست معالم الدولة وذبحت قضية الجنوب

عدن تايم/خاص:

مسيرة متعثرة بين ثنائية التكامل والتضاد ففي العقد الأخير من القرن الماضي كان الجنوب بمؤسساته واشتراكيته وانفتاحه يخطوا نحو مصاف الدولية فظلتته خطوة الوحدة بينه وبين الشمال كتكامل بين الشطرين في تحدي واضح للقوانين .
دخل الجنوبيون في نزامل التكامل وتنازلوا عن مفهم الجنوب وظل الشمال شمالا رغم ثقل الاتفاق وصرامة البنود فتلاشت قضيتهم تحت تأثير الانصهار ومرت أربع سنوات من التعثر والإخلال وكان صيف 1994 يحمل في مناخه مستجدات ساخنة ولدت حرب طاحنة شردت فيها كفاءات الجنوب وطمست فيها معالم الدولة وذبحت فيها قضية الجنوب على شنق المؤامرة لكن الحق لا يموت ودارت عجلة الزمن وولدت في الشمال فكرة الحوثي غدتها ظهران بالصرخة وعقيدة الحسين واتخذها النظام في مرحلة من مراحل الصراع البقاء كورقة لضرب خصومه فاحتلت الشمال وعينها على الجنوب وولدت الشرعية وحكومة المناصفة

اندفاع للمد القومي:
أعلن في 22 مايو 1990 وحدة اندماجية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وسط فرحة عارمة من قبل المواطنين بتحقيق هذا الانجاز الذي يعد حلما ناضل من اجله أبناء الجنوب متأثرين ومندفعين بالمد والقومي العربي و سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس لأبناء الجنوب بعد ان شعروا بالإقصاء والتهميش ومحاولة الالتفاف على اتفاق الوحدة والاتفاقيات التي تلتها مثل اتفاق العهد والاتفاق الذي تم توقيعه بالأردن في يناير عام 1994م وهدف إلى إعادة صياغة الوحدة وفق نظام فدرالي وفي نفس لعام وبعد ان فقدت القيادة الجنوبية الأمل في إصلاح مسار الوحدة وتعمق الخلاف بين قيادة الجنوب والشمال والغدر بالقوات الجنوبية في عمران يوم 27 من ابريل, أعلن نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض يوم 21 من مايو فك الارتباط مع الشمال والعودة إلى ما قبل العام 1990 وهو ما تسبب في اندلاع حرب صيف عام 1994 والتي اجتاحت بها القوات الشمالية الجنوب.

لم تحقق هذه الحرب الأهداف المعلن عنها من قبل من أشعلها في تصحيح مسار الوحدة بل عمقت جراح الجنوب وزادت مطالبهم بضرورة استعادة دولتهم بعد ان فقدوا مكانتهم ووظائفهم .

ممارسات خاطئة:
الممارسات الخاطئة والتفرد بالسلطة والتفرد من قبل الأطراف التي شاركت في اجتياح الجنوب تسببت في خروج احتجاجات واسعة في الجنوب منذ عام 2007 تحت مسمى الحراك الجنوبي الذي كان له دور كبير في إبراز قضية الجنوب ولم تفلح السلطات الحاكمة في إيجاد معالجات حقيقية لمطالب الحراك الجنوبي في وفت تعمقت الخلافات بين أركان السلطة الحاكمة لتدفع ثمن ما ارتكبته من حماقة في الجنوب .
وقال منصور صالح, نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي"ما يستفزنا ويستفز شعب الجنوب من مسمى الوحدة انه في الأصل لا ينطلق على مفهوم وفكرة الوحدة فكرتها فكرة نبيلة وإنسانية والجنوبيون ذهبوا إليها للأسف ببراءة فيما ان مفهوم الوحدة في اليمن الشمالي كان مفهوما مختلفا فهما يتعلق بالانتقام لهزائم سابقة تعرض لها الشمال في حروبه مع الجنوب في عام 1979 وظلت هذه تمثل عقده لدى القوى العسكرية والقبلية والقوى الدينية والسياسية للانتقام, كما جاءت مشبعة بمفهوم أن الجنوب أصل يمنية عبر التاريخ وان من يسكنها هنود وصومال ومن شرق آسيا وكانت ردود القيادة اليمنية حينها على القوى المعترضة على الوحدة مع الجنوب".
وأضاف "حينما نرى احد يتحدث عن الوحدة وكأنها مشروع سياسي, هي لم تكن مشروع سياسي وهي حالة من التكامل الذي كان من الممكن أن يعود بالخير على الناس في الجنوب واليمن الشمال لكن ما حصل ان الوحدة كانت وباء على الناس فلم وجدوا منها إلا القتل والتهميش, اليوم عادت الأمور إلى اليوم التي وقعت فيه اتفاقية 22 مايو".


تهميش وإقصاء:
حاول الحوثي في عام 2015م إخضاع الجنوب بالقوة مرة أخرى ولكن هزم شر هزيمة بقوات جنوبية نهضت من ركام التهميش والإقصاء والحرمان واليوم بعد 32 عاما من الوحدة شهدت كل المحافظات الجنوبية مسيرات حاشدة تطالب بفك الارتباط بينما الشمال تخضع لسيطرة الحوثي وهو ما يؤكد أن وحدة 1990 أصبحت من الماضي بغياب رموزها وظهور قيادة جديدة للدولة يعقد عليها الأموال شعبيا بإخراج البلاد من دوامة الوحدة والبحث عن تفاهمات جديدة تعمق السلام وتنهي سنوات من الحرب والصراعات والاختلافات.

يحيى العابد كاتب ومحلل سياسي , قال في حديثه لبرنامج "بتوقيت عدن" على قناة "الغد المشرق" "22 مايو يوم الوحدة التي تغنينا بها باعتبار ان اليمن شمالها وجنوبها امتداد للمد القومي, أن تأتي هذه الذكرى في ظل استمرار وجود الطاهوت الحوثي في شمال الوطن أن تأتي و مازالت أوجاع ما صاحب الوحدة من اثأر سلبية لحقت بأبنائنا في جنوب اليمن لها ملاحظات ومن حق المواطن الجنوبي ومن يمثله ان يرفع صوته ويطالب بما يريده من حق طبيعي, ما يحدث ان يحتفل أبناء الجنوب, ما تبقى من الوحدة هو اسم الجمهورية اليمنية, وتلك المشاعر والنسب بين كافة المحافظات".