أخذ نشاط اللجنة العسكرية العليا في التسارع بإعلان أسماء أعضاء اللجان والفرق المتخصصة في المجالات العسكرية، ولجنة تحضيرية ستتولى مهمة تحديد مهام وبرامج وخطط اللجان والفرق المتخصصة، وستعمل على توفير المعلومات والوثائق المطلوبة لبدء عملها على الأرض بحسب رئيسها اللواء هيثم قاسم طاهر في اجتماع لاعضاء اللجنة اليوم .
وأكد اللواء هيثم ان قيادة اللجنة تدرك أن أمامها مهمة واستثنائية، وستعمل على توفير المناخ الملائم لكل الفرق واللجان، والتعاطي معها بشكل إيجابي بمايضمن إنجاز خططها ومهامها وبرامجها على أكمل وجه.
ولعل هذا الحدث يعيدنا الى التذكير بتلك اللجان العسكرية المشتركة التي شكلت عقب إعلان الوحدة عام 1990م بين الجنوب والشمال ، تلك اللجان التي تحملت دمج الوحدات والاسلحة من مدفعية ودبابات وصواريخ واتصالات وهندسة عسكرية والقوات البحرية والجوية وتوزعت بين عدن وصنعاء لتقييم الاوضاع للقوات في الشطرين وحصرها وإجراء التنقلات للالوية الشمالية الى الجنوب وبالمثل القوات الجنوبية الى الشمال ويتذكر اللواء هيثم قاسم طاهر ، الذي كان حينها وزيرا للدفاع كيف سارت اعمال اللجان التي شاركنا في تغطيات نشاطها إعلاميا في عدن ومرافقتها وسرعة البث في الدمج وانتقال الوحدات بإيعاز شمالي وموافقة جنوبية عمياء بحكم النوايا الطيبة التى تحلى بها الجانب الجنوبي وقوبلت في بعض اللجان بإمتعاض في أحسن الاحوال وتحفظات أعضاء في اللجنة العسكرية من الجانب الجنوبي الذي أصابه الإندهاش من عجالة الجانب الشمالي في التسريع بالدمج ونقل القوات والذي ترتب عنها نهاية قاصمة لقوات مسلحة بنيت على أسس علمية على مدى أربعين عاما وتشريد قوامها البشري.
وفي هذا المقام حري بنا التذكير بان العملية الجارية للجنة العسكرية العليا واللجنة التحضيرية ينبغي ان تكون على درجة عالية من التدقيق والأخذ بالدروس والعبر التي مر بها الجنوب مع الشمال وترك العواطف والنوايا الحسنة والأخذ بما يحافظ على الانتصار الجنوبي وتضحيات أبناءه شهداء وجرحى وصبر أبناء الجنوب على ما لحق بهم في تجربتهم مع الشمال .. نعم انها مهمة إسنثنائية تستدعي الإنتباه واليقظة العالية لكل خطوة والمرء لا يلدغ من الجحر مرتين.